تناول النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، المظاهرات التي يشهدها السودان في الآونة الأخيرة، على خلفية تغيير السلطة في البلاد الأخيرة، بقوله إن بعض المشاركين فيها يلجأ لاستخدام العنف.
وصرح بوليانسكي بذلك، للصحفيين يوم الثلاثاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قبل بدء المناقشة في مجلس الأمن الدولي للوضع في السودان، وقال: "بقدر ما أستطيع أن أرى، ليست هناك احتجاجات سلمية فحسب، بل احتجاجات عنيفة".
وأضاف دميتري بوليانسكي أنه يجب وقف العنف على أي حال. مبينا أنه "نحن بحاجة إلى وقف العنف من جميع الأطراف، هذا هو الشيء الأكثر أهمية"، "إنني أتطلع إلى سماع تقارير عما يحدث على الأرض".
وبحسب الدبلوماسي الروسي، "يجب على شعب السودان أن يقرّر بنفسه ما إذا كانت الأحداث في هذا البلد انقلاباً أم لا. من الصعب القول ما إذا كان هذا انقلاباً أم لا. الانقلاب له تعريف محدّد"، مذكراً بأن هناك حالات مثل (ما حدث في السودان) في أجزاء كثيرة من العالم لا تسمى انقلاباً، وإنما يُطلق عليه أحيانا "تغيير القوة".
وتابع الدبلوماسي الروسي: "من الضروري أن نتروّى والأمر متروك للسودانيين ليقرّروا ما إذا كان انقلاباً أم لا". "في عام 2019، كان هناك تغيير قوي في السلطة في السودان. هل أطلق عليه انقلاب؟ لا أعتقد أن مهمتنا هي تسمية هذا الموقف بانقلاب أم لا. أنتم تعرفون ما حدث في أوكرانيا عام 2014، نعتقد أنه كان انقلابا".
وفي السياق ذاته، طُلب من النائب الأول لممثل روسيا الاتحادية التعليق على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي دعا القوى إلى الاتحاد في مجلس الأمن لضمان احتواء فعّال لما وصفه بـ "وباء الانقلابات" فقال إن "الأمين العام عادة لا ينتقد مجلس الأمن، لأننا (الدول الأعضاء - تاس) قوى مختلفة. أفهم أن الأمين العام قلق للغاية، مثل أي شخص آخر".
هذا وقد أجاب دميتري بوليانسكي بالنفي عندما سئل عما إذا كان يعرف أي شيء عن مصير رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك والهيكل المستقبلي للبلاد قائلاً: "هذا ما سنكتشفه الآن".
مساعدة السودان
وفي الشأن السوداني ذاته، وبحسب الدبلوماسي الروسي، يجب على المجتمع الدولي مساعدة السودان في أي حالة، منوهاً بأن "روسيا لا تتفق مع الولايات المتحدة التي قرّرت تجميد مساعداتها لهذا البلد الافريقي".
يُذكر أن واشنطن أعلنت يوم الاثنين الماضي قرارها تجميد المساعدات المالية للسودان، عل إثر الأحداث الأخيرة في الخرطوم، حيث كان حول الدعم الاقتصادي بمبلغ 700 مليون دولار. والهدف من هذه الأموال كان المساعدة في تعزيز التغيير الديمقراطي في السودان.
وعند سؤاله عمّا إذا كان يؤيد هذا القرار الأمريكي، أجاب دميتري بوليانسكي بالنفي وقال: "لا، لأننا يجب أن نساعد السودان في أي حال (أثناء) الفترة الانتقالية".
هذا وأشار الممثل الروسي أيضاً إلى أنه لم يطّلع على مقترحات موثّقة لبيان محتمل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Zuma\TASS
المصدر: تاس