أكد النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن بلاده ستواصل عملية البحث عن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (المحظور في روسيا الاتحادية) والقضاء عليهم في سوريا.
وصرّح بوليانسكي بذلك يوم أمس الخميس 27 يناير/كانون الثاني 222، في كلمته خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أشار فيها إلى أنه "إنّنا مضطرون للقول إن ما حدث على الأراضي السورية التي تحتلها الولايات المتحدة (هجوم الإرهابيين على سجن في مدينة الحسكة) هو نتيجة لمغازلة زملائنا المستمر للعناصر الإرهابية في سوريا".
ولفت النائب الأول للمندوب الروسي إلى أن "التاريخ لم يعلمكم أي شيء، تماماً مثل أخطائكم. لقد حذّرنا أكثر من مرة مما يمكن أن يؤدي إليه تملق العناصر إرهابية".
وأضاف الدبلوماسي الروسي: "لهذا السبب تواصل القوات العسكرية السورية، بدعم من القوات الجوية الروسية، البحث عن داعش والقضاء عليها في سوريا، وهذا العمل سوف يستمر"، مبيّناً: "لقد عُرض عليكم في كثير من الأحيان الانضمام إلى القوات، لكن كما رأينا مرارا، تقومون بوضع الاعتبارات السياسية فوق مهمة القضاء على الإرهاب في سوريا".
حول نهب النفط
وفي سياق متصل، قال بوليانسكي "إن مناطق سوريا، حيث ينهب الأمريكيون منها النفط، تتحول إلى منطقة كارثة بيئية، وأودّ هنا استخدام الاجتماع لتسليط الضوء على الوضع الكارثي الذي يتطوّر بشكل عام في شمال شرق سوريا، والذي لا يزال محتلاً بشكل غير قانوني من قبل الولايات المتحدة. ثمة كارثة بيئية في المناطق التي تشارك فيها الولايات المتحدة تكشف هناك في سرقة النفط. وفي الوقت نفسه، لا تقدّم الأمم المتحدة أي تقييمات لما يحدث هناك".
واستدرك قائلا: "نحن مُضطرون إلى القول إن نهر الفرات هو بقعة رمادية أخرى على خريطة سوريا، تماماً مثل منطقة التنف، حيث يشعر مقاتلو (مغاوير الثورة)، بيد خفيفة عليهم من قبل الولايات المتحدة، وحصانتهم من العقاب".
وبحسب قول دميتري بوليانسكي فإن الإقامة غير القانونية للجيش الأمريكي على أراضي الجمهورية العربية السورية أدّت إلى خلق "مناطق فوضى" في الشمال الشرقي، حيث يعمل فيها الإرهابيون والمسلحون الأجانب وجميع أنواع العناصر الإجرامية مع الإفلات التام من العقاب.
وقال بوليانسكي: "في هذه المناطق تسود الفوضى والعنف، في مثل هذه الأماكن ينقسم الإرهابيون من قبل سادة الوضع هناك إلى "جيد" و"سيء"، ويحصلون هناك على حياة ثانية، وبعض التبرئة والتساهل، وينفذون بنشاط عملية نشر التطرف بين السكان".
إلى ذلك، أشار النائب الأول لمندوب روسيا الدائم إلى أن "هذا الجو نموذجي لجميع الأماكن التي يتمركز فيها الجيش الأمريكي، سواء أثناء انتشارهم أو بعد مغادرتهم، وأحدث مثال على ذلك هو أفغانستان، التي غادرت الولايات المتحدة سكانها. إنه عبء لا يطاق من المشاكل التي تراكمت على مدى سنوات طويلة من الاحتلال الأمريكي".
حول الضربات الجوية الأمريكية
وفي الشأن المتعلق بالضربات الجوية الأمريكية التي نفذتها مؤخرا، قال دميتري بوليانسكي "إن روسيا قلقة للغاية بشأن الضربات الجوية العشوائية المحتملة على الأراضي السورية".
وأضاف: "نشعر بقلق بالغ إزاء الضربات العشوائية المحتملة التي تشنها القوات الجوية الأمريكية بعد انتشارها، والتي لوحظت أكثر من مرة في صفوف السكان المدنيين".
وأردف في هذا الجانب: "قبل أيام فقط، في 25 يناير، وخلال مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن بشأن موضوع حماية المدنيين، تم التعبير عن طروحات صحيحة للغاية في خطاب المندوب الدائم للولايات المتحدة: الحتمية المطلقة لامتثال الأطراف لسلطة مسلحة إنما هو أمر يتعارض مع قواعد القانون الإنساني الدولي، والأهمية المتزايدة لحماية المدنيين أثناء الأعمال العدائية في المدينة، والبيان حول مدى سهولة قتل الذخائر المتفجرة لمجموعات كبيرة من المدنيين".
واختتم الدبلوماسي الروسي: "ما نراه في الواقع هو أن الخطاب النبيل للولايات المتحدة قد انحرف مرة أخرى بصورة جذرية عن أفعالها - خلال عملية التطهير من مسلحي "داعش" (الدولة الإسلامية) – (منظمة إرهابية محظورة في روسيا الاتحادية) من سجن الصناعة ومحيطه، ذات هذه العمليات العسكرية جرت في ظروف المدينة - واستخدمت فيها طائرات وعربات مدرّعة".
وبحسب الدبلوماسي الروسي فإنه يتم استخدام الأسلحة الثقيلة والذخائر المتفجرة في العمليات المُشار إليها.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : AP/TASS
المصدر: تاس