أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن توجيه اللوم باتجاه روسيا "بالخيانة" بسبب الافتقار المزعوم في دعم أرمينيا في مسألة حل النزاع في ناغورني قره باغ "لا أساس له على الإطلاق".
جاءت تصريحات بيسكوف في مقابلة نشرت يوم الجمعة، في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 مع قناة "RT"، رد خلالها على الأقوال التي زعمت أن روسيا لم تقدم دعماً كبيراً لأرمينيا في حل النزاع في قره باغ، وأن بعض الأرمن يعتبرون موقف روسيا خيانة، مشدداً على أن "إلقاء اللوم على روسيا لا أساس له على الإطلاق".
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت موسكو تواصل اعتبار علييف وباشينيان أصدقاء في نفس الوقت، قال المتحدث باسم الكرملين: "فقط مثل هذا الموقف، فقط حقيقة أن روسيا تقدر علاقاتها مع أرمينيا (نحن مع أرمينيا في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ونحن في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وأرمينيا بلد أقمنا معه علاقات لقرون عديدة)، ولدينا نفس الشيء مع الأذربيجانيين - ونحن نقدر صداقتنا، صداقتنا التاريخية مع شعب أذربيجان ومع شعب أرمينيا - فقط هذا النهج سمح لروسيا بلعب دور الوسيط المحايد (في مناطق سكان ناغورني قره باغ)".
كما شدد بيسكوف على أن "موسكو تعتبر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان صديقين لروسيا".
صيغة مجموعة مينسك
في شأن متصل عبّر دميتري بيسكوف عن اعتقاده بأن "مجموعة مينسك"، التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، اقترحت أكثر من صيغة لحل الصراع في ناغورني قره باغ، والتي لو كانت قد اعتمدت قبل بضع سنوات "كنا تمكنا من تجنب إراقة الدماء".
وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أن أذربيجان تعتبر أن الأساليب العسكرية من الطرق المُمكنة لحل النزاع وانطلاقا من هذا النهج، قامت بشن عملية عسكرية.
وبحسب بيسكوف، فإن مثل هذه العملية في المنطقة سبقتها "سنوات عديدة من المحاولات من قبل الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك، التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وبشكل أساسي من روسيا، لاقتراح بعض الصيغ للتسوية".
وقال: "هذه الصيغ موجودة، وهي معروفة جيدا للمشاركين في عملية التفاوض الدولية، لكن للأسف، لم تنجح لسبب أو لآخر. إذا تم تنفيذها حتى قبل عامين، فمن المحتمل أن هذه الحرب الدموية لم تكن لتحدث وكان من الممكن تفادي مقتل أكثر من ألف شاب من الأرمن ومن الشبان الأذربيجانيين"، علماً أن بيسكوف لم يوضح ماهية تلك الصيغ التي أشار إليها.
في الوقت نفسه، تحدث دميتري بيسكوف مشيراً إلى أن جميع الدول - الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك "لم يشاركوا باكو في نهجها، وأصروا على أن الطريقة الوحيدة الممكنة لحل هذا الصراع هي من خلال التدابير السياسية والدبلوماسية".
كما أشار المتحدث باسم الكرملين إلى البيان المشترك لرؤساء روسيا والولايات المتحدة وفرنسا بشأن ناغورني قره باغ، والذي أدانوا فيه بشدة تصعيد العنف في المنطقة، لافتاً إلى أن "فرنسا بذلت جهودا منفصلة، وبذلت واشنطن جهودا منفصلة، ولكنها كانت في صلب الجهود المشتركة"، واعتبر أن ذلك
"ربما" أسهم في إيجاد إجماع مُعيّن، الأمر الذي جعل من بيان (فلاديمير) بوتين و(إلهام) علييف و(نيكول) باشينيان ممكنا".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس