Ru En

بيسكوف: لا يوجد حل للمشكلة الليبية إلا بالوسائل السياسية

٢٨ أبريل ٢٠٢٠

أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء 28 نيسان/ أبريل أن روسيا لا تزال مصرة على أن المشكلة في ليبيا لا يمكن حلها إلا من خلال الأساليب السياسية الدبلوماسية.

 

وقال بيسكوف: "لا تزال موسكو مقتنعة بأن التسوية الممكنة الوحيدة في ليبيا يمكن أن تكون على سكة السياسية الدبلوماسية، والتواصل السياسي الدبلوماسي بين جميع الأطراف، وبشكل أساسي بين الأطراف المتصارعة".

 

وأشار المسؤول في الكرملين إلى أن روسيا تواصل اتصالاتها مع جميع المشاركين في العملية الليبية، "ونعتقد أنه ليس هناك خيارات أخرى لحل المشكلة الليبية".

 

يُذكر أن قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر أعلن أمس عن الانسحاب من "اتفاقية الصخيرات" بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد، وأن صلاحيات الحكومة أيضا تنتقل إلى الجيش.

 

وقال حفتر في خطابه يوم أمس: "إن القيادة العامة للقوات المسلحة تتسلم قيادة البلاد وتعلن إنهاء اتفاق الصخيرات، على الرغم من العبء الثقيل للمسؤولية، نحن نقبل إرادة الشعب والتفويض الممنوح منهم".

 

إن الجيش الوطني الليبي - كما أشار حفتر – "سيعمل على تهيئة الظروف لتشكيل مؤسسات مدنية دائمة للدولة وفق إرادة الشعب".

 

مشيرا إلى أن الناس يجب أن يكونوا سادة مصيرهم، وأن يختاروا مستقبلهم من خلال الديمقراطية، مبينا أن "هدفنا منذ اليوم الأول كان حماية إرادة الليبيين وأن اتفاق الصخيرات دمر البلاد ووضعها في موقف خطير وأصبح الآن جزءا من ماض مظلم".

 

يُذكر أنه تم التوقيع على اتفاقية الصخيرات في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2015 في مدينة الصخيرات المغربية، وهي تستند إلى خطة سلام للأمم المتحدة وتنص على إنشاء حكومة في ليبيا، ولا سيما حكومة وحدة وطنية ومجلس رئاسي (يؤدي مهام رئيس الدولة). ويرأس هذه الهياكل رئيس الوزراء فايز السراج ويكون مقرها في العاصمة طرابلس.

 

وقد أشار مجلس النواب (البرلمان الدائم المنتخب) مرارا وتكرارا إلى أنه على الرغم من الاعتراف الدولي، فإن "المجلس الوطني الانتقالي" فقد شرعيته لأنه لم يحصل على موافقة البرلمان، كما هو مطلوب في "اتفاقية الصخيرات".

 

من جهته وصف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي بيان حفتر بأنه "مهزلة ومحاولة لانقلاب جديد في البلاد".

 

كوساتشيف: الوضع مثير للقلق والصخيرات لا بديل عنه

وفي غضون ذلك، علقت روسيا الاتحادية على بيان خليفة حفتر. وقال رئيس اللجنة الدولية في مجلس روسيا الاتحادية كونستانتين كوساتشيف في هذا الخصوص  "إن هذا الوضع مثير للقلق حيث لا يوجد بديل عن اتفاقية الصخيرات".

 

وقال كوساتشيف في مقابلة مع وكالة أنباء "إنترفاكس": "إن التغلب على هذه الأزمة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التنازلات المتبادلة والتسويات التي تؤدي إلى استعادة الوحدة الوطنية".

 

وأضاف البرلماني الروسي: "هذا بالضبط ما ورد في اتفاقية 2015، وأنا شخصيا لا أرى بديلا عنها".

 

سلوتسكي: البيان لا يفتح لأي مرحلة جديدة لهذا الوضع الصعب

 

من جهته اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس "الدوما" الروسي ليونيد سلوتسكي، أن تصريح الجيش الوطني الليبي بأن صلاحيات الحكومة ستنقل إلى الجيش بأنه "هجوم إعلامي تقليدي لطبرق".

 

ونقلت الوكالة عن عضو البرلمان قوله: "من وجهة نظري، فإن تصريح حفتر يشبه محاولة في الفضاء الإعلامي وذلك للإعلان أن القوة الصحيحة الوحيدة هي، هذا هو الجيش".

 

وبحسب سلوتسكي، فإن الغرض من مثل هذه التصريحات هو "دحض أي شرعية لأي حزب معارض، ولا سيما حكومة السراج، في المجال السياسي، وخاصة في فضاء المعلومات".

 

وقال: "هذا البيان لا يفتح لأي مرحلة جديدة أو جولة جديدة في هذا الوضع من النزيف الصعب الذي يستمر للأسف في البلاد".

 

موسكو: إدراج الحوار الليبي الشامل في العملية السياسية ولا حل عسكري

 

في هذه الأثناء، قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية لوكالة أنباء نوفوستي: تفاجأت موسكو بتصريحات خليفة حفتر حول نقل السلطة في ليبيا وتصر على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع". مضيفا: "نحن مع إدراج الحوار الليبي الشامل في إطار العملية السياسية، لأنه لن يكون هناك حل عسكري للصراع".

 

وقال مصدر الخارجية الروسية: "هذا مذهل. هناك قرارات القمة التي عقدت في برلين، الشيء الرئيسي هو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2510، الذي يجب تنفيذه"، وهذا جاء بشكل أولي بهدف إرضاء الليبيين أنفسهم بمساعدة المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة.

 

وجدّد المصدر دعوة الأطراف الليبية إلى استمرار الحوار فيما بينها في إطار العملية السياسية "فلا يوجد حل عسكري للصراع".

 

وأضاف المصدر أنه في وقت سابق وبمناسبة بداية شهر رمضان، ألقى رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح كلمة في شرقي البلاد، وأن هذا كان "خطابا متوازنا للغاية". و"لقد قدم عددا من الاقتراحات المثيرة للاهتمام".

 

فلاديمير فيتين: تصريحات قادة الأطراف المتحاربة لن تتبعها تغييرات

 

بدوره، علّق الخبير في "المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية" فلاديمير فيتين، على التطورات في الوضع الليبي، وبحسب رأيه فإن "بيانات الأطراف المتحاربة لن تتبعها تغييرات".

 

وقال الخبير فيتين: "لا توجد تغييرات جذرية، ليس من المنطقي الاعتماد على تصريحات قادة الأطراف المتحاربة، حيث أن كل منهم يتحدث عن انتصاره الوشيك. لذلك، فإن بيان حفتر لا يقدم أي شيء. الوضع لا يزال معلقا، ولا أحد يحصل على ميزة حاسمة، بالنظر إلى أن حفتر قال في أبريل/ نيسان من العام الماضي 2019 إنه سيأخذ طرابلس ويوحد ليبيا كاملة تحت قيادته، وكل هذا يبقى مجرد كلمات فقط، والتي يتم تلقيها من قبل كل الأطراف المتحاربة".

 

يُذكر أنه بعد الإطاحة واغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي في عام 2011، تسود سلطة مزدوجة في ليبيا. ويجلس البرلمان الذي ينتخبه الشعب في الشرق، وفي الغرب، في العاصمة طرابلس، حكومة الوفاق الوطني، التي تشكلت بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي برئاسة فايز السراج.

 

وتعمل سلطات الجزء الشرقي من البلاد بشكل مستقل عن طرابلس وتتعاون مع الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير، الذي لم يتوقف عن محاولة السيطرة على العاصمة طرابلس منذ نيسان/ أبريل 2019.