Ru En

تتارستان: إستضافة منتدى بولغار الدولي الرابع "الموروث الفقهي لمسلمي روسيا"

١٦ مايو ٢٠٢٢

يُعقد هذه الأيام في مدينة بولغار في المؤسسة الدينية الإسلامية للتعليم العالي "الأكاديمية الإسلامية البُلغارية" ، منتدى بولغار الدولي الرابع "الموروث الفقهي لمسلمي روسيا"، اليوم الخميس 19 مايو/أيار 2022.


وصرح كل من منظمي المنتدى والأكاديمية الإسلامية البولغارية بمشاركة مؤسسة دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامية بأن الهدف من هذا المنتدى هو توحيد الجهود الفكرية للعلماء والخبراء و ممثلي المذاهب في صياغة الحلول لتطور الأمة الإسلامية في روسيا.


أُفتتح في اليوم الأول للمنتدى معرض للصور مخصصة لرجال الدين البارزين والشخصيات الدينية في روسيا قبل الثورة، والتي عُرضت في قاعة متعددة الوظائف تابعة للأكاديمية الإسلامية البولغارية، كما تم عرض الإصدارات الجديدة  للأكاديمية.


افتتح أعمال المنتدى القائم بأعمال رئيس الأكاديمية الإسلامية البولغارية آينور تيميرخانوف. وأشار إلى أن المنتدى ينعقد هذا العام في ظل الذكرى 1100 لدخول بولغار الفولغا دين الاسلام، وهذا يمثل حقبة زمنية حددت لقرون طبيعة التطور اللاحق للإسلام والأمة الإسلامية لروسيا، ضمنت لاحقاً مساهمة كبيرة من المسلمين الروس في الموروث الإسلامي العام والعالمي. لذلك، يتزامن هذا المنتدى السنوي مع برنامج "عام الموروث الثقافي لشعوب روسيا" الذي نحتفل به في عام 2022 .


ومثلت مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" في المنتدى، مستشار المجموعة، كبير المحاضرين في جامعة موسكو الحكومية ومعهد موسكو للعلاقات الدولية، الأكاديمية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة، كبير المتخصصين في العلاقات الخارجية في قناة روسيا اليوم آنا بيليكوفا. والتي أشارت في كلمتها الترحيبية إلى أن المنتدى يجمع كل عام شخصيات دينية وإجتماعية مسلمة وعلماء يدافعون عن الوحدة المجتمعية والمدنية دون فقدان الهوية العرقية.


وكشفت آنا بيليكوفا في كلمتها عن موضوع الإسلام الروسي في السياق الدولي والتعمق في التاريخ والتطرق إلى آفاق تطويره ، مشيرة إلى أن الإسلام الروسي مُرتكز وحامل للهوية المدنية الروسية العامة، فضلاً عن الاستقرار والأمن الدوليين.


وهنأ رئيس مجلس مؤسسي الأكاديمية، النائب الأول لمفتي الإدارة الروحية لمسلمي جمهورية تتارستان إلفار خسانوف جميع الحاضرين على افتتاح المنتدى والذي يتزامن مع لاحتفال بالذكرى 1100 لدخول بولغار الفولغا دين الاسلام ، مضيفا: "لا شك أن الشعوب المسلمة من السكان الأصليين في بلادنا والاحتفال على المستوى الفيدرالي بالذكرى 1100 لدخول بولغار الفولغا دين الاسلام يؤكد على اعتراف القيادة الروسية بأن المواطنين المسلمين في روسيا يلعبون دورا مهما في تنمية اقتصاد البلاد وحماية مصالحها الوطنية وتعزيز الانسجام بين الأديان في المجتمع".


في حديثه بالفيديو عبر الإنترنت، اقترح ألبرت ديرزوف رئيس قسم التفاعل مع الجمعيات الدينية في إدارة رئيس جمهورية تتارستان بشأن السياسة الداخلية أن يفكر المشاركون في المنتدى في تنظيم مؤتمر يعني بتاريخ طباعة القرآن في روسيا العام المقبل. كما دعا الضيوف إلى المشاركة بفعالية في الاحتفال الذي سيقام في 21 ايار/مايو في بولغار وقال: "أنا متأكد من أن هذا الحدث التاريخي سيترك أكثر الذكريات السارة في قلوبنا و اللقاءات هذه ستضع اساس لمشاريع جديدة مثيرة للاهتمام".


وشكر ألماز فيزولين، نائب رئيس قسم التعاون مع المنظمات الدينية في إدارة رئيس روسيا الاتحادية للسياسة الداخلية في كلمته الترحيبية منظمي المنتدى وشدد على جهود الأكاديمية الإسلامية البولغارية في تطوير التربية الإسلامية الوطنية.


كما ألقى ميخائيل بيوتروفسكي، عميد كلية الدراسات الشرقية في جامعة سانت بطرسبرغ، المدير العام لمتحف الإرميتاج الحكومي، أستاذ التاريخ و الأكاديمي في أكاديمية العلوم الروسية كلمة أمام المشاركين عبر الإنترنت. وقد ركّز بيوتروفسكي في خطابه على أهمية التفاعل الثقافي الحديث إذ قال: "حتى الدراسات الشرقية تحولت من علم عن الشرق إلى علم حوار الثقافات". كما تحدث ميخائيل بيوتروفسكي عن العمل المشترك المستمر للعلماء العلمانيين والمسلمين في تفسير القرآن الكريم مع المعاني الفقهية والأدبية.


ونقل عزت جافوروف، رئيس إدارة الوكالة الفيدرالية للشؤون العرقية، تحية من رئيس الوكالة الفيدرالية للشؤون العرقية، إيغور بارينوف، الذي دعا في تحيته إلى توحيد وتلاحم جميع شرائح المجتمع الروسي في الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية التقليدية.


شارك في افتتاح المنتدى ممثلو أبرشية تتارستان و محاضرين من مدرسة قازان الأرثوذكسية. تحدث مطران قازان وتتارستان فلاديك كيريل عن تجربة التفاعل بين الطائفتين الأرثوذكسية والمسلمة. وشدد على أن الترابط الوثيق بين القضايا الوطنية والمذهبية أصبح حقيقة في عصرنا، وأن الحوار الأرثوذكسي - الإسلامي هو العامل الأهم في تنسيق العلاقات العرقية والطائفية.


كما هنأ رئيس مجلس العلاقات الحكومية مع الطوائف عزت فتاحوف التابع لرئيس جمهورية باشكورتوستان بافتتاح المنتدى وأطلع جميع الحاضرين على المؤتمر القادم في أوفا. يرتبط هذا الحدث الكبير بافتتاح مبانٍ جديدة في الجامعة الإسلامية الروسية، ودعا جميع المشاركين في المنتدى للمشاركة في المؤتمر الذي سيعقد الخريف القادم.


إلى ذلك تحدث مدير المعهد الإسلامي الروسي، رئيس مجلس التربية الإسلامية، دكتوراه في العلوم السياسية، الأستاذ رفيق موخاميتشين، عن مشاكل دراسة الموروث الفقهي الروسي. وفي هذا الصدد، علق آماله على الأكاديمية الإسلامية البولغارية، التي ينبغي أن تسهم إسهاماً كبيراً في تطوير العلوم الإسلامية الروسية.


لفت مدير معهد الدراسات الآسيوية والافريقية بجامعة موسكو الحكومية، الأستاذ في التاريخ، البروفيسور أليكسي ماصلوف انتباه المشاركين في المنتدى إلى الوضع الحالي في البلاد، الذي يعتبر كنتيجة ناشئة بحاجة المجتمع إلى المعرفة العملية للإسلام: "نحن نواجه تحديات هائلة. لن يكون العالم كما هو وسيصبح شريكنا الرئيسي بطريقة أو بأخرى الشرق. اليوم نحن بحاجة إلى التعامل ليس فقط مع العلم أو التعليم، ولكن أيضاً مع تأهيل الأفراد من سيتفاعل مع دول الشرق الأوسط. لذلك نحن بحاجة إلى معرفة عملية: الشريعة الإسلامية، البنوك الإسلامية، إلخ".


كما ألقى كلمات ترحيبية في افتتاحية المنتدى كل من رئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا، المفتي الأعلى طلعت  صفى تاج الدين، رئيس جمهورية قراتشاي - تشركيس رشيد تمريزوف ، نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية للشؤون الدولية، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي منطقة موسكو روشان أبياسوف، مستشار الشؤون الدولية لمؤسسة دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامية محمدباشير ألبوغاتشيف وكذلك أستاذ كلية علوم الشريعة، جامعة دمشق، دكتور في علوم الشريعة محمد توفيق رمضان البوطي.


كما نقل روشان أبياسوف تحياته الحارة إلى المشاركين في المنتدى نيابة عن رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، رئيس مجلس مفتي روسيا رافيل عينوتدين.
في إطار المنتدى الذي يستمر حتى 21 ايار/مايو ، سيتم عقد مؤتمرين: المؤتمر العلمي والعملي الدولي "قراءات بولغار السادسة" التراث التاريخي والثقافي الإسلامي للمسلمين الروس في منظومة القيم الإنسانية" والمؤتمر العلمي والعملي الدولي "قراءات شهاب مرجاني دور وأنشطة فتوى المؤسسات الإبداعية في روسيا في ظروف التحديات والتهديدات الحديثة". وسيبدأ المؤتمر الاول عمله يومنا هذا.


كما ستُعقد في 21 ايار/مايو القمة الدولية "التعليم الإسلامي في العالم الحديث: التحديات والاتجاهات والفرص"، المُعدة من قبل الأكاديمية الإسلامية البلغارية وبمساعدة كل من مجلس التربية الإسلامية (روسيا)، اتحاد جامعات العالم الإسلامي (المغرب) والمجلس العالمي للمجتمعات الإسلامية (الإمارات العربية المتحدة ).
وستناقش القمة تطوير التربية الإسلامية في الواقع الحديث. ومن بين الموضوعات التي ستتم مناقشتها إحياء التراث الديني الإسلامي المحلي، ودور الصوفية ومكانتها في تكوين وتطوير تاريخ وثقافة الشعوب المتنمية للعرق التركي. وفي إطار القمة، ستعقد طاولة مستديرة حول "مساهمة علماء الدين والشخصيات الدينية التركية - التترية في التراث الإسلامي".


بعد اعلان افتتاح المنتدى، تم التوقيع على اتفاقية التعاون في مجال العلوم الإنسانية والثقافة الروحية بين الأكاديمية الإسلامية البولغارية والمعهد العلمي الفيدرالي "مركز أوفا الفيدرالي للبحوث التابع لأكاديمية العلوم الروسية".