أقيمت اليوم الخميس 18 مايو/أيار 2023 في إطار منتدى "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان" أعمال قسم "روسيا - ماليزيا"، وتم تنظيم ذلك من قبل الممثلية التجاريية لروسيا الاتحادية في ماليزيا ووزارة التنمية الاقتصادية في روسيا، علماً أن ماليزيا هي أحد شركاء روسيا الرائدين في جنوب شرق آسيا.
في السنوات الأخيرة، كان هناك تطور تدريجي للعلاقات الروسية الماليزية، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجال الأمن والاستقرار والتنمية المُستدامة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
كيف سيساعد التعاون مع روسيا في مواجهة التحديات الجديدة التي تواجهها اقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادئ؟ ما هي آفاق تطوير التعاون في العلوم والتعليم بين البلدين؟ ما هي الإجراءات التي تتخذها ماليزيا لجذب المزيد من السياح من روسيا؟
تمت مناقشة هذه القضايا وغيرها في القسم الروسي- الماليزي في منتدى "قازان" الاقتصادي وأدار القسم دانيار أكازييف، المدير التنفيذي لمجلس الأعمال الروسي - الآسيان
وكان السفير الروسي لدى ماليزيا - نيل لاتيبوف أول من خاطب الحضور، إذ أشار إلى أن روسيا وماليزيا تدعمان الحوار على المستوى السياسي والتعاون في إطار المنظمات الدولية، مشيراً إلى أنه لدى كلتا الدولتين مواقف متشابهة أو منسقة بشأن عدد من القضايا، بما في ذلك مكافحة الإرهاب ودعم التعددية القطبية في العالم وتعزيز دور الأمم المتحدة. تدعم ماليزيا أيضاً مبادرة الشراكة الشرقية الروسية، وتتعاون مع روسيا من خلال منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ. والمنظمات الإقليمية الأخرى
وأضاف نيل لاتيبوف أن "العلاقات بين روسيا وماليزيا في سياق العالم الإسلامي وقيمه تلعب دوراً حاسماً في المجمع الشامل للعلاقات الثنائية، وتولي روسيا أهمية كبيرة للحفاظ على حوار ودي مع ماليزيا، وهي شريكنا المهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وفي منظمة التعاون الإسلامي. أننا نحترم بشدة السياسة الخارجية المستقلة لماليزيا والتي تقوم على مبادئ الحياد والاستعداد للتعاون مع جميع الشركاء المهتمين".
تحدث سيرغي ليفين، نائب وزير الزراعة في روسيا الاتحادية، عن التعاون بين روسيا وماليزيا في مجال الزراعة إذ قال إن ماليزيا من أكبر مستوردي المنتجات الزراعية من روسيا، مثل الحبوب والبذور الزيتية واللحوم ومنتجات الألبان. بدورها تصدر ماليزيا العديد من المنتجات الزراعية إلى روسيا، بما في ذلك زيت النخيل والأرز والفواكه، كما تتعاون روسيا وماليزيا في مجال تبادل الخبرات ونقل التقنيات الزراعية، وتقدم الشركات وكذلك الخبراء الروس المشورة بشأن تحسين إنتاجية وكفاءة وجودة العمليات الزراعية في ماليزيا.
ومن المعروف أن روسيا وماليزيا تعملان أيضاً على تطوير التعاون في مجال الاستثمار بالزراعة، إذ يمكن للشركات الروسية الاستثمار في المشاريع الزراعية في ماليزيا، بما في ذلك تطوير البنية التحتية وإدخال تقنيات جديدة وتحديث مرافق الإنتاج. هذا يساهم في تطوير القطاع الزراعي في ماليزيا وخلق فرص عمل جديدة.
وفي حديثه لضيوف المنتدى، قال وزير الزراعة والأمن الغذائي الماليزي - محمد سابو إن ماليزيا تدرس الفرص والإمكانيات لتصدير الفاكهة الاستوائية والمنتجات الغذائية الحلال إلى روسيا.
كما أفاد بأنه خلال الاجتماعات الثنائية المخطط لها مع وزير الزراعة الروسي - دميتري باتروشيف في موسكو، ووزير الزراعة والأغذية في جمهورية تتارستان - مارات زياباروف، يعتزم مناقشة قضايا التعاون والوصول إلى سوق روسيا المنتجات الزراعية من ماليزيا.
كما تحدث محمد خالد نور الدين، وزير التعليم العالي الماليزي، في المنتدى عن تعاون روسيا وماليزيا في مجال التعليم والثقافة، وقال إن تبادل الطلاب والبرامج العلمية والوفود الثقافية يساهم في تعميق التفاهم والتفاعل بين شعبيّ البلدين.
يختار العديد من الطلاب الماليزيين روسيا للتعليم العالي، وكذلك لدراسة الثقافة والفنون. كما تعمل ماليزيا بنشاط على تعزيز دراسة اللغة الروسية وآدابها، مما يساهم في تقوية الروابط الثقافية بين البلدين. وتساعد الأحداث الثقافية المتبادلة مثل المهرجانات والمعارض والحفلات الموسيقية أيضاً على توسيع التبادلات وتعزيز التفاهم الثقافي.
وفي السياق ذاته قال ديمتري فولفاتش، نائب وزير التنمية الاقتصادية لروسيا الاتحادية، إن العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا وماليزيا تعززت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.