أعلن قائد الطيران بعيد المدى، بطل روسيا الاتحادية، سيرغي كوبيلاش، عن أنه سيتم استخدام الخبرة القتالية، بما في ذلك التجربة السورية، في سبيل تحديث الطائرات بعيدة المدى التابعة لقوات الفضاء الروسية.
وصرّح كوبيلاش بذلك في مقابلة مع صحيفة "نيزافيسمويه فاينويّ أوبزرينيي": "بطبيعة الحال، سيتم استخدام أي تجربة متقدمة بما في ذلك التجربة السورية والتطورات وآخر الإنجازات التقنية في التحديث. إن نطاق المهام التي تم حلها بواسطة الطيران البعيد المدى واسع جداً، ولكننا لن نقف مكتوفي الأيدي. وكجزء من التدريب القتالي، يجري العمل باستمرار على تحسين وتطوير أساليب وطرق جديدة لاستخدام الطيران بعيد المدى".
هذا وشدّد قائد الطيران بعيد المدى على أنه مع مراعاة الفرص المتاحة، سيتم حل كافة المهام المحدّدة والمستقبلية بشكل أفضل وأسرع وأكثر دقة.
وأضاف: "يتضمّن برنامج التحديث الكثير من الابتكارات المصمّمة من أجل زيادة القدرة القتالية للطائرة وفعالية الأنظمة بشكل عام. ويتم استبدال المعدات والأنظمة بأكملها بأخرى حديثة، وإمكانية استخدام أسلحة متطورة ومحركات جديدة. إن كل هذا سيجعل من المُمكن استخدام معدات مجربة وموثوقة للغاية حتى إدخال جيل جديد من أنظمة الطيران".
وبحسب سيرغي كوبيلاش، يجري بالفعل تنفيذ خطط لتحديث أسطول طائرات التدريب، موضحاً: "على سبيل المثال، تلقت مدرسة كراسنودار التجريبية طائرة تدريب جديدة (DA-42)، وهي مجهزة بمعدات حديثة ومرافق عرض المعلومات، والتي ستسمح للخريجين بإتقان المعدات الحديثة بسرعة".
مدى وصول الأهداف في "البحر المتوسط"
وفي السياق ذاته، قال سيرغي كوبيلاش إن هبوط وتشغيل قاذفات بعيدة المدى من طراز (تو-22 إم 3) في قاعدة "حميميم" الجوية في سوريا، أكد معايير مدى وصول هذه الطائرات إلى أهداف في كافة أنحاء البحر الأبيض المتوسط.
ونوّه بأن "هبوط وتشغيل طائرة من طراز (تو-22 إم 3) في قاعدة حميميم الجوية حدث مهم بطريقته الخاصة.. أولاً، أتقن أطقم الطيران بعيد المدى إنشاء مطار جديد وأشار إلى وجود طيران بعيد المدى في منطقة البحر الأبيض المتوسط.. ثانياً، "تم الحصول على تجربة فريدة للتفاعل مع الأسطول في البحث عن الأجسام البحرية في الظروف الحقيقية للوضع، وتم تأكيد معايير وصول الأهداف بواسطة طائرات (تو-22 إم 3) في البحر الأبيض المتوسط بأكمله".
كما وشدّد قائد الطيران بعيد المدى على أن مثل هذه العملية تختلف اختلافا كبيرا عن زيارة ودّية إلى دول أخرى، مضيفاً: "سير العمليات القتالية على الأراضي السورية يترك بصمة مهمة على التحضير: وهذا هو ضمان سلامة الرحلات الجوية، وحماية الطائرات والدفاع عنها على الأرض، وتنسيق العديد من قضايا التفاعل مع كافة الأطراف المعنية، وبالطبع بعض المخاطر في منطقة الصراع المستمر، فضلاً عن الاهتمام المتزايد من البلدان الأخرى".
كثافة الرحلات الجوية
وبحسب القائد العسكري الروسي، فقد ازدادت كثافة الرحلات مؤخراً بشكل ملحوظ، واتسعت الجغرافيا بشكل كبير. وبفضل هذا، فإن معظم أفراد الطيران والهندسة في مجال الطيران بعيد المدى في روسيا الاتحادية أصبح لديهم خبرة قتالية.
وتابع في هذا الجانب: "في الوقت الحاضر، نطير أكثر فأكثر. قمنابتنفيذ مهام الهبوط في مطارات دول أجنبية، مثل إندونيسيا وفنزويلا وجنوب افريقيا ونيكاراغوا وسوريا.
ويعمل الطيران بعيد المدى على توسيع مجالات وجوده باستمرار. وفي عام 2021، نفذ الطيران بعيد المدى رحلات جوية في مياه بحر بارنتس وشمال النرويج وجنوب الصين واليابان والبلطيق والبحر الأسود، وكذلك رحلات جوية وفقاً لخطة التدريبات المشتركة مع القوات المسلحة للدول الأطراف في معاهدة الأمن الجماعي".
وقال: "بالإضافة إلى ذلك، تم في عام 2021، تنفيذ رحلات جوية مشتركة مع القوات الجوية الصينية. وقد تم تنفيذ كافة الرحلات الجوية وفقا لخطط إعداد وتوسيع التعاون العسكري.
كما أنه في مايو/أيار 2021، أفادت وزارة الدفاع الروسية أن 3 قاذفات من طراز (تو-22 إم 3) وصلت إلى قاعدة "حميميم" الجوية الروسية وذلك لأول مرة وقامت برحلات تدريبية فوق مياه البحر الأبيض المتوسط.
هذا وقد أكدت الوزارة العسكرية أن الطيارين تلقوا مهارات عملية لأداء مهام في مناطق جغرافية جديدة.
من جهتهم، أعرب خبراء عسكريون لوكالة أنباء "تاس" بأن تحليق طائرات (تو-22 إم 3) الروسية إلى مطار حميميم يظهر للشركاء الأجانب قدرات المجموعة الروسية، وأن توطيد هذه الطائرات في سوريا سوف يزيد من إمكاناتها.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس