Ru En

جَلالَة سَيدنَا المَلِك عَبْدالله الثَانِي حَكِيمُ الحُكَمَاءِ

٠٢ أكتوبر

في شخصية جلالة سيدي المَلك عبد الله الثاني، غَدَت المملكة الأُردنية الهاشمية قُطباً كبير التأثير وعظيم الشأن والمَكَانَة في جميع المحافل الدولية والقارِّية، وإلى ذلك ساهمت رؤية جلالته المُفدَّى، وهو «رائد التنمية الحديثة ورجل القرارات الفاعلة»، في تقديم المَمَلَكَة للعَالَم رمزاً للدولة العصرية المشرقة والباهرة وذات المَكَانَة الأصيلة التي تتمسك بثوابتها السياسية وموروثها الديني والثقافي، ولا تتنازل عن خصوصيتها، ولذا نرى كيف يتابع العَالَم باهتمام واضح، بدوله المُتَعَدِّدةِ الأيديولوجيات والمسارات والأفكار، سياسة الأُردن العقلانية التي تتعامل مع الآخر برؤية عصرية ومنفتحة، جعلتها مَحَط إحترام وتقدير الدول والشعوب كافةً.


وفي المَجال الإقليمي والأوضاع الحالية الحَارَّةِ التي تشهدها منطقتنا، لمست وارتأيت ضرورة اقتباس عددٍ مِن تصريحات سيدي جلالة المَلك عبد الله الثاني المُعظَّم، في اجتماع في القيادة العامة للقوات المسلحة الأُردنية، إذ صَرَّح جلالته المُفَدَّى بِإن "الأردن سَيَحمِي حُدوده وسَيَدعَم صُمود الشعب الفِلسطيني على أرضهِ بكل إمكانياتهِ"، وأضاف جلالة القائد بحزمٍ وتصميم ودِقَةٍ وصوابية: "لن نَسْمَح بمَوجَات لجوءٍ جديدة".


وفي تصريحات أخرى لجلالة المَلك حفظه الله، تأكيده على ضرورة إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والوطنية، وعلى "رفض الأُردن بشكل قاطع لأي سيناريو يَستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو نزوحهم، سواءً في قطاع غزة أو في الضفة الغربية". وأكد جلالته: إن "مَلَف التهجير خط أحمر"، وهو ما قاله أيضًا خلال تصريحات له على هامش زيارته إلى برلين.


وفي الوقائع الخطيرة في متطقتنا الأوسطية، يُلاَحَظ اَستمرار الاحتقان السياسي، إذ تتواصل التهديدات العسكرية الصهيونية المَدعومَة غربياً بحربٍ شاملة تُشَنُ على منطقتنا العربية التي يُسَمِّيها الغرب بِ "الشرق الأَوسط"َ!، فَمَاَ تزال تتوالى، وللأَسف الشديد، عمليات عسكرية صهيونازية بشعة تَستهدِف إبادة الشعب الفلسطيني الجَبَّار والبطل، في محاولةٍ من معسكر الشر الدولي تصفية هذا الشعب فيزيائياً بصِغاره وكِباره وبالجُملة، وذلك في قطاع غزة الصغير مساحةً والمُعَذَّب، وفي الضفة الغربية المُحَاصَرة والمُعَذَّبة أيضاً، بينما يَصمِت العَالَم صَمت القبور، وتتراجع هيبة "منظمة الأمم المتحدة" التي غدت عاجزة عن تنفيذ قراراتها في مواجهة حَمْلَةِ الإبادة الجماعية الصهيوإسرائيلية – الغربجماعية ضد شعب فلسطين الصغير عدداً لكنه العظيم بطولةً ونِضَالاً، عدا عن بعض التظاهرات هنا وهناك في القليل من عواصم الأنظمة الغربية، وفي قِلِّةٍ من الدولٍ الآسيوية وعددٍ من الأقطار الإسلامية!


عندما نقرأ تصريحات سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني العظيم حَمَاه الله وسَدَدَ خُطاه، وعندما نتابع تحركاته السياسية اليومية، نشعر أن في كياننا تَكمنُ قوةٌ عَامرةٌ بالجهاد، وبأننا في أمن وآمان، وبأننا نتسلح بعزيمةٍ كفاحيةٍ كبيرةٍ يُسبِغُها علينا جلالة الملك المُعظَّم، وأن بمُستطاعنا خوض نِزالٍ وكفاحٍ ومقاومةٍ جبارة تقصم ظهر المُعتدين المُتربِعين على أرض فلسطين المُبَارَكة، التي أرادها الله تعالى أن تكون، هي لا غيرها، مركز الكون ورسالاته السماوية التي تدعو البشر منذ الخليقة الأُولى لتسييد السلام، ونشر الآمان بين البشر أجمعين، وهي رسالات تحثُ على لزوم مساعدة الأنسان لأخيه الانسان، لا العكس كما يَسلك أرباب الصهيونية والغرب الداعم لها عسكرياً ومالياً وإعلامياً وفي كل المجالات، هادفاً تصفية الوجود البشري العربي كما في وثائقهم "التاريخية" المُلَفَّقة طبعاً، والتي يَدَّعون بها كذباً بأنها إلهية، إذ تُقِرها اجتماعاتهم المُتَّشِحة بالسواد في عتمتهم البرانية.


كان سيدي جلالة الملك وما زال وسيبقى نجمَاً عالمياً وحاملاً شعلة الضياء والعدالة فهو يُنير طريق شعبه الأردني المخلص لجلالته وشعب فلسطين المُعَذَّب والجَريح، وها هو جلالته يواصل في علاقاته الدولية الفاعلة مساعدة الشعب الفلسطيني وإسناده، من خلال مطالبته بقوة بإنهاء الحرب التي تشنها الصهيونية على الفلسطينيين، وها هو يدعم بكل قواه ويُشيد بِ "موقف الأهل في غزة، وتمسكهم بأرضهم التاريخية، مُبَيِّنًا أهمية إيصال المساعدات إلى القطاع من دون قيد أو شرط لضمان استمرارها، ومُبدياً استعداد المملكة الأردنية الهاشمية الدائم لتقديم كل التسهيلات من أجل ذلك"، وفي جولات جلالته الأُوروبية يَهدف جلالته إلى وقف الحرب على قطاع غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إليه، والتأكيد على موقف الأُردن القانوني والثابت من القضية الفلسطينية.


قبل أيام قليلة عُدت أنا كاتبة هذه السطور من روسيا الفدرالية، بعدما أنجزتُ هناك أعمالي الخاصة والعامة، وفي خِضم علاقاتي مع زملائي الروس، تَطَرَّقَ هؤلاء للأوضاع الحَارة في "الشرق الأوسط"، وكانت مُعظم أستفساراتهم تتمحور على شخصية جلالة مَليكنا المُفدى، ومساعداته ومساهماته المتواصلة في دعم فلسطين وشعبها، وكم كنت أنا كاتبة هذه السطور، فَرِحَةً لكونهم في روسيا يَعرفون الكثير عن جلالة مليكنا المُفدَّى، وأنشطته العربية والعَالمِية، وعن المَحبَّة العميقة المتبادلة بينه وبين شعبه الأُردني.
لقد أُعجِبتُ أنَا شخصياً إيَّمَا إعجاب بالأسئلة المُهمة عَميقة المَعَانِي التي طرحها عَلَيَّ الزملاء الروس مِمَّن يَعملون في مختلف المهن المُهمة روسياً، فقد أعربوا لي عن اهتمامهم بجهود جلالة الملك تجاه شعبه الأُردني وشعب فلسطين وقضية فلسطين، وهو ما يُدَلِّل ويؤشِّر كذلك على أن فعاليات جلالة الملك وصلت أخبارها ويومياتها إلى مختلف الدول وشعوبها، ومنها روسيا التي تَعتبر ذاتها والتي شعبها يرى في نفسه صديقاً صدوقاً وقديماً ومُنَاصِراً ثابتاً ومُخلصاً للأُردن الصديق لروسيا، ويرون في شخصية جلالة الملك قائداً حكيماً وشجاعاً، وبأنه الصديق الكبير لروسيا كما وصفو لي تماماً أن شخصية جلالته متألقة وجاذبة.

 


*يلينا نيدوغينا: كاتبة وإعلامية روسية وأردنية الجنسية وتحمل أوسمة وشهادات تقدير روسية وأُخرى من دولٍ حَليفة وصَديقة.