Ru En

خبير روسي يقيم الوضع في اليمن بعد "اتفاق الرياض"

٢٩ يوليو ٢٠٢٠

قال الباحث في "مركز الدراسات العربية والإسلامية"، في "معهد الدراسات الشرقية" التابع لأكاديمية العلوم الروسية إن الوضع الذي تطور في اليمن بعد المبادرة التي قدمتها المملكة العربية السعودية للتوفيق بين الانفصاليين في جنوبي البلاد وبين الحكومة المركزية "غير مستقر".

 

وأشار خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، غريغوري لوكيانوف، إلى أنه من الممكن أن ينهار بسهولة كما حدث العام الماضي، لأن القضايا الأساسية الهامة لم يتم حلها بين الطرفين.

 

 

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن الانفصاليين في جنوب اليمن والحكومة المركزية وافقوا على الآلية الجديدة المقترحة من المملكة لتنفيذ "اتفاق الرياض" المُبرم في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، والذي ينص على تشكيل حكومة جديدة مع ممثلين عن الجنوب والشمال في غضون 30 يوما.

 

وأعلن انفصاليون من المجلس الانتقالي لجنوب اليمن اليوم الأربعاء أنهم سيتخلون عن حكمهم الذاتي في سبع محافظات جنوب اليمن ردا على المبادرة السعودية.

 

وكما أشار الخبير، فقد سبقت الاتفاقية مشاورات مُطولة والعديد من الإجراءات التي اتخذتها بشكل أساسي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتوصل الأطراف إلى حل وسط بين بعضهم البعض.

 

وأضاف خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية: "ومع ذلك، فإن هذا الاتفاق يعتبر إلى حد كبير إجراءا قسريا، ومصمما لاستئناف العملية السياسية المتوقفة بشكل واضح وهو (نتيجة لـ) بطريقة أو بأخرى إدراك من الأطراف أن المواجهة المباشرة بينهما لها تأثير سلبي للغاية على محاولات التغيير في المأزق الحالي".

 

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تتفاوض مع الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي لجنوبي اليمن، لأنها مضطرة للقيام بذلك بسبب تغير الوضع الاقتصادي العام، والوضع مع فيروس كورونا وأسعار النفط العالمية، وليس بسبب تغيير موقف البلاد في الصراع.

 

وقال لوكيانوف "لذلك، فإن هذا الهيكل، في رأيي، لا يزال يبدو غير مستقر للغاية وهش للغاية".

 

ووفقا له، فإن الوضع معقد بسبب حقيقة أن حكومة عبد ربه منصور هادي لا يمكنها إلا الاعتماد على التشكيلات الإسلامية المسلحة لـ"حزب الإصلاح" والتعاون مع الفروع المحلية للجماعات الإرهابية * (داعش) والقاعدة (تنظيمات محظورة في روسيا الاتحادية) ... وقال لوكيانوف "هذه قوة عسكرية كبيرة تسيطر على منطقة واسعة ولديها موارد عسكرية خطيرة وتلعب دورا خطيرا في القتال ضد حركة "أنصار الله" والمعروفة أيضا باسم الحوثيين".

 

"وبما أنه لم يتم التوصل إلى حل وسط حتى الآن في العلاقات مع "الحوثيين"، فإنه لا يوجد حل وسط، فالعمليات العسكرية ضد "الحوثيين" مستمرة، في هذا الجانب، سيظل الاعتماد على حزب الإصلاح وغيرهم من الإسلاميين باق، "وهذا أمر غير مقبول بالنسبة للإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي".

 

وأشار الخبير إلى أن القتال ضد حزب الإصلاح عنصر مهم في محاربة "الإسلاموية" مثل القتال ضد حركة "أنصار الله" وضد "الحوثيين".

 

وأكد لوكيانوف أنه بما أن هذه القضية الأساسية الهامة لم يتم حلها، تماما مثلما لم يتم حل قضية تقسيم الإيرادات من حقول النفط في جنوبي البلاد بشكل كامل، فإن قضية الهيكل السياسي للدولة لن يتم حلها في المستقبل، والآن التسوية فقط في بداية الطريق، والتي تود أن تبدأها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

 

وأضاف: "لم ينجحوا لفترة طويلة. من المستحيل القول أنه حدث الآن نوع من التغيير الجوهري. يمكننا أن نقول فقط إن الأطراف تمكنت من الوصول إلى بداية موحدة إلى حد ما ولكن كل هذا يمكن أن ينهار بسهولة كما انهار قبل عام في عام 2019".

 

وخلص الخبير إلى أن "الوضع في رأيي لا يزال هشا للغاية ولا يعتمد فقط على النوايا الحسنة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ولكن أيضا على الانقسام المستمر في المجتمع اليمني في الوقت الحالي. كل هذا يفاقم الوضع مع انتشار "كوفيد-19"."

 

وقد استولى الانفصاليون على السلطة في عدن، التي أصبحت العاصمة المؤقتة للأراضي التي حررتها القوات الحكومية من "الحوثيين" في آب/ أغسطس من العام الماضي. وعلى الرغم من إبرام "اتفاق الرياض"، فقد استمروا في تعزيز سلطتهم جنوبي البلاد، مما أجبر أنصار الحكومة على الرحيل من القواعد العسكرية والمكاتب الحكومية.

 

* منظمات إرهابية محظورة في روسيا الاتحادية

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Creative Commons