أكد الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم - غريغوري لوكيانوف، أن اقتراح الرئيس الأمريكي - دونالد ترامب، للسيطرة على قطاع غزة كوسيلة لحل الصراع في الشرق الأوسط، ينتهك بشكل صارخ المبادئ الأساسية للقانون الدولي والمعايير الأخلاقية، ومن غير المرجح أن يحظى بدعم فلسطيني.
وقال لوكيانوف: "حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أمضى ما يقرب من ربع قرن في العمل على تجميد عملية السلام وتهميش القضية الفلسطينية على الساحة العالمية، تجنب الإدلاء بمثل هذه التصريحات الصريحة. إن اقتراح ترامب يتجاهل بشكل صارخ المبادئ الأساسية للقانون الدولي والمعايير الأخلاقية العالمية والتاريخ الكامل للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني" وذلك في مقال لوكالة "تاس" للأنباء اليوم الخميس 6 فبراير/شباط 2025..
فكرة معاد تدويرها
أكد لوكيانوف أن جوهر الخطة - إبعاد الفلسطينيين عن الأراضي المتنازع عليها وفقاً لوصفه، وبالتالي حل الصراع من خلال القضاء على أحد جانبيه ــ ليس جديداً ولا أصلياً لافتاً إلى أنه "لم يكن هناك في ذلك الوقت ولا الآن أي اتفاق طوعي على مثل هذا الحل من أي فصيل من فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية".
وأضاف: "الفلسطينيون العاديون في غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية، وحتى أولئك الذين يعيشون في الخارج ــ في الأردن ولبنان وسوريا وغيرها من البلدان التي تستضيف مخيمات اللاجئين ــ رفضوا أيضاً هذه الفكرة".
ووفقاً للخبير، تتضمن خطة ترامب إجبار الفلسطينيين على التخلي عن ماضيهم ــ الذي تميز بالتضحيات في النضال من أجل الحرية والاستقلال ــ وحاضرهم، الذي يدور حول وطنهم الملطخ بالدماء ولكن العزيز، ومستقبلهم كأمة حرة ومستقلة.
وأشار لوكيانوف أيضاً إلى أن ترامب يبدو وكأنه يحول المسؤولية عن هذا العمل من "التطهير العرقي" إلى دول عربية أخرى، ويطلب منها فعليا أن تفعل ما فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيقه في معاركه مع "حماس".
كما أوضح لوكيانوف أن أفكاراً مماثلة طُرحت في الماضي، ولكن فقط من قبل الشخصيات الأكثر تطرفاً في الطيف السياسي اليميني المتطرف في إسرائيل. يبرر هؤلاء الأفراد ويدعمون باستمرار حركة الاستيطان الاستعماري، بما في ذلك بناء المستوطنات غير القانونية التي تتجاهل الاتفاقيات الدولية وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فضلاً عن السياسات التي تهدف إلى نزع الطابع العصري بشكل منهجي عن السكان العرب في قطاع غزة والضفة الغربية.
اقتراح ترامب
في الرابع من فبراير الجاري، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة تدرس السيطرة طويلة الأمد على غزة لتعزيز السلام في الشرق الأوسط. واقترح نقل الفلسطينيين من القطاع إلى دول إقليمية أخرى، مؤكداً أنها "يمكن أن تتكفل "، كما ما اقترح ترامب أيضاً نشر قوات أمريكية في غزة إذا لزم الأمر، وقد قوبل الاقتراح بإدانة واسعة النطاق من الدول العربية وإيران والعديد من الدول الغربية.
ردود الفعل الدولية
في الشأن ذاته أشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية - دميتري بيسكوف إلى أن الـ كريملِن أخذ علماً بتصريحات ترامب، لكنه أكد على وعي روسيا بالمواقف المتعارضة التي يتبناها الأردن ومصر. كما رفضت وزارة الخارجية الفرنسية الخطة، في حين اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية - أنالينا بيربوك، الطرد القسري للفلسطينيين من قاع غزة أمراً غير مقبول.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: badwanart0/Pixabay
المصدر: تاس