أكد رئيس مؤسسة الفكر الهندية معهد "إيماجينديا" الهندي - روبيندر ساشديف، أنه تم الترحيب باليومين الأولين من قمة الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" المُقامة في عاصمة جمهورية تتارستان بروسيا - مدينة قازان باعتبارهما نجاحا مذهلا، سواء من حيث عدد زعماء العالم الذين حضروا أو نطاق وعمق المناقشات التي عُقِدت، وذلك اليوم الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وقال روبيندر ساشديف خلال مقابلة مع وكالة "تاس" للأنباء: "لقد حققت قمة "بريكس" 2024 في قازان نجاحاً مذهلاً، إذ حققت الأهداف التي حددتها المجموعة، ولا يقتصر انعكاس هذا النجاح فقط في العدد الكبير من الزعماء العالميين المشاركين فحسب، ولكن أيضاً في القضايا الحرجة التي تمت مناقشتها في هذه اللحظة المحورية في تاريخ العالم، وعمق المحادثات، والتركيز الواضح على النتائج".
وفقاً لساشديف، أرسلت القمة ثلاث رسائل رئيسية إلى العالم. "أولاً، سيشهد القرن الحادي والعشرين بلا شك ظهور نموذج عالمي متعدد الأقطاب، ثانياً، روسيا ليست معزولة على الساحة الدولية، على الرغم من محاولات الغرب تهميشها على مدى السنوات الثلاث الماضية منذ الصراع في أوكرانيا، ثالثاً، يتقدم العالم غير الغربي بسرعة نحو بناء بنية عالمية بديلة لن تعتمد فقط على المؤسسات الغربية المهيمنة، ويمكن طي صفحة أنظمة القرن الماضي، التي يسيطر عليها الغرب، في أي وقت إذا لم تعد تتوافق مع مصالحه وايديولوجيته".
مستقبل "بريكس" والتحديات المقبلة
يرى المحلل أن "بريكس" لديها إمكانات هائلة للمستقبل، ولكن هناك تحديات كبيرة في الأفق، قائلاً: "لقد فتحت قمة "قازان" الأبواب للعالم غير الغربي لإنشاء إطار عالمي للتعاون والتبادل، حيث يكونون شركاء متساوين - على عكس النظام العالمي الحالي الذي يهيمن عليه الغرب، حيث لا توجد مساواة حقيقية".
أما بالنسبة للتحديات التي تواجه الدول الأعضاء في المجموعة، فقد أكد ساشديف على الحاجة إلى "أجندة مشتركة" يتفق عليها جميع الدول الأعضاء وتلتزم بها، منوهاً بأن "هناك اختلافات في وجهات النظر بين الأعضاء الحاليين، ولابد من التوفيق بين هذه الاختلافات".
هذا وأشار الخبير روبيندر ساشديف إلى قضية توسع "بريكس"، وخاصة المعايير والشروط اللازمة لقبول أعضاء جدد، مشيراً إلى أنه "إذا زاد عدد الأعضاء لأسباب مختلفة، ولكن لم يتم إنشاء آلية عادلة وموحدة لاتخاذ القرار، فقد تتحول "بريكس" في نهاية المطاف إلى منظمة أخرى تابعة للأمم المتحدة ــ منظمة تضم العديد من الدول الأعضاء ولكنها تفتقر إلى الفعالية".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Pelageya Tikhonova/Photohost agency brics-russia2024.ru
المصدر: تاس