أعرب الخبير التركي البارز في قضايا الأمن الدولي، رئيس المجموعة الاستشارية العالمية لأنقرة - حسين باجي، معلقا على نتائج قمة الناتو في واشنطن في 9 - 11 يوليو الجاري، والتي كانت موضوعاتها الرئيسية مواجهة روسيا وتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، أن العلاقات بين موسكو وأنقرة لا تشكل تهديدا لحلف شمال الأطلسي، الـ ناتو، التي تعد تركيا من أقدم أعضائها، وذلك اليوم الأربعاء 17 يوليو/تموز 2024.
وقال حسين باجي معلقاً على نتائج قمة الحلف: "إن وجود الـ ناتو يمثل في البداية تهديداً لروسيا، كما يعتبر الحلف أن روسيا تهديدا له. وفي الوقت نفسه، فإن عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي لا تعني أنها عدو لروسيا وأن العلاقات بينهما تشكل تهديداً للحلف".
وأشار الخبير إلى أن العلاقات التركية - الروسية لها جذورها في التاريخ منذ قرون، وكان لديهم فترات مختلفة من الصعود والهبوط، مع نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي، كل من الجيران في حوض البحر الأسود استخدام الفرص المتاحة لهم للتنمية الشاملة للعلاقات الثنائية.
وأضاف حسين باجي: "الـ ناتو هو إلى حد بعيد أكبر تحالف عسكري في العالم، في عام 1990، انهار حلف "وارسو"، الذي تم إنشاؤه كثقل موازن للتحالف، وأصبح جميع حلفاء روسيا السابقين تقريباً في هذه المنظمة أعضاء في الـ ناتو. ويتناقض توسع التحالف، في المقام الأول إلى الشرق، مع مصالح وعقيدة روسيا. ويمكن رؤية ذلك علانية في مثال أوكرانيا، حيث تستخدم روسيا حقها المشروع في الحماية".
ووفقاً لباجي أيضاً، فإن تركيا تتبع سياسة متوازنة منذ بداية الصراع الأوكراني، مع الحفاظ على الحوار مع كل من روسيا وأوكرانيا.
وشدد الخبير، متحدثاً عن إمكانية استئناف المفاوضات بين موسكو وكييف، قائلاً: "أعدت المفاوضات بين الطرفين في أنطاليا واسطنبول في عام 2022، وهناك احتمال كبير لعملية مفاوضات اسطنبول الثانية".
واختتم حسين باجي بالقول: "لو كانت روسيا تعتبر تركيا تهديداً لها، لما كانت قامت ببناء محطة "أكويو" للطاقة النووية على أراضيها، ولم تكون قد قدمت مقترحات اقتصادية مختلفة. ولو كان الزعيم الروسي - فلاديمير بوتين قد رأى أن تركيا تشكل تهديداً، فلن يكون هناك اتفاق في عام 2022 على مبادرة "الحبوب"، وهو أمر مهم جداً للجانب التركي، علماً أنه غالباً ما يتواصل رئيسا روسيا وتركيا مع بعضهما البعض، على الأقل 12 مرة في السنة".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Moscow-Live/Creative Commons 2.0
المصدر: تاس