جاء في مقابلة أجراها مراسل وكالة "تاس" للأنباء مع خبير في معهد الاقتصاد العالمي والسياسة التابع لمؤسسة الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان - يرس سلطان زانسيتوف أن كازاخستان تعتزم اتخاذ موقف محايد وثابت ولن تتقوم باي اعمال معادية لروسيا على خلفية الصراع الأوكراني والتغييرات الأخرى في الساحة الدولية، وذلك اليوم الاثنين الموافق 27 مارس/آذار 2023.
وبحسب الخبير، فأن "كازاخستان لن تتخذ أي توجه مناهض لروسيا أو ضد الغرب، إنه أمر غير واقعي ولا يتوافق مع مصالحنا الوطنية. حقيقة أن أكبر جيراننا (روسيا والصين) يتعايشان مع بعضهما البعض بحد ذاته هي ميزة إضافية لكازاخستان، سواء من حيث الأمن الإقليمي أو فيما يتعلق بالتنمية المستدامة في المنطقة".
وكما أوضح الخبير السياسي، أنه يتم الحفاظ على العلاقات بين الصين وروسيا وكازاخستان على أساس اتصالات متنوعة بشكل جيد، سواء في شكل ثنائي أو ضمن منصة منظمة "شنغهاي" للتعاون، التي تعزز الترويج للعديد من المبادرات المهمة، بما في ذلك إنشاء مجال نقدي موحد بين الولايات وأنظمة الدفع ذات الصلة. وأضاف: "أعتقد أنه سيكون هناك حتماً تقدم في هذه الاتجاهات. ويجب أن يكون مفهوماً أن كازاخستان بلد يتبع سياسة متعددة النواقل".
وأشار الخبير أيضاً إلى أن الجانب الكازاخستاني يعتبر موسكو وبكين شريكين استراتيجيين رئيسيين، لكنه مع ذلك يحافظ على الحياد الجيوسياسي. وأفاد أن"الوضع السياسي واضح: من هم الأصدقاء مع من، ومن ليس ودودا للغاية مع من. وفي هذا الصدد، فإن كازاخستان ليست الدولة التي سيتم تضمينها في بعض التحالفات "المعادية للغرب" أو "المعادية لروسيا". لدينا سياسة براغماتية إلى حد ما، فنحن لا نعارض أي شخص.".
السعي إلى إقامة علاقات اقتصادية متعددة الأطراف
وفقاً ليرس سلطان زانسيتوف، تدعم كازاخستان دائما كل ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي الإنتاجي واللوجستيات والتعاون في مجال الطاقة. وأوضح أن "ممر النقل الرئيسي لبلدنا من حيث الطاقة هو كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين وخط أنابيب أتيراو-سامارا. وعلى الرغم من الصراع الحالي بين روسيا والغرب، فإن عملهم لا يتوقف. نعم، قد كانت هناك تجاوزات في الصيف الماضي، لكن تبين أنها ظواهر محلية، تم القضاء عليها: كانت صادرات النفط مستمرة كما هي".
وأضاف الخبير، كل هذا يشهد على علاقات ثنائية مستقرة بين كازاخستان وروسيا. وأكد "هنا نحتاج أن نفهم أنه على الرغم من الأعمال العسكرية في أوكرانيا، وعلى الرغم من كل التوتر الجيوسياسي، في كازاخستان، في قطاع الطاقة النفطية لدينا، فإن العديد من المصالح متشابكة. هناك روسيا وأوروبا والصين وأمريكا. لكن نحن مثال على الدولة، التي وعلى الرغم من التناقضات العالمية للاعبين الرئيسيين، نجد مع الجميع لغة مشتركة".
وأشار السياسي إلى أنه دون روسيا، لن يتمكن الجانب الكازاخستاني من تنفيذ عدد من مشاريع الطاقة، ويرجع ذلك أساساُ إلى أن خطوط الأنابيب تمر عبر الأراضي الروسية. وفي الوقت نفسه، دون التقنيات ورأس المال الأمريكي، الذي تستخدمه كازاخستان بنشاط وتعتبره التقنيات الرئيسية، سيكون أيضاً من الصعب للغاية عليها تطوير صناعتها النفطية.
واختتم خبير في معهد الاقتصاد العالمي والسياسة التابع لمؤسسة الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان قائلاً: "سياستنا الخارجية تعكس بناء اقتصادنا. ولا يمكننا تطوير وتحسين رفاهيتنا إلا من خلال الحفاظ على علاقات شراكة طبيعية مع جميع الدول، دون التحدث علنًا ضد أي شخص أو علناً لأي شخص. من غير المرجح أن يتغير موقفنا".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: Ilana246/Pixabay
المصدر: تاس