أشار مدير معهد العلاقات السياسية والدولية بجامعة لانتشو الصينية - تشو يونغبياو، إلى أن دور أفغانستان في أنشطة مكافحة الإرهاب لمنظمة "شنغهاي للتعاون" في المستقبل القريب سيكون غامضاً وقد يؤدي إلى آثار إيجابية وسلبية، وذلك اليوم الإثنين 22 يوليو/تموز 2024.
وقال الخبير لوكالة "تاس" للأنباء معلقاً على احتمالات انضمام أفغانستان إلى المنظمة ومشاركتها المحتملة في مجموعة الاتصال "شنغهاي - أفغانستان": "إن إحياء مجموعة الاتصال منظمة شنغهاي - أفغانستان وضم حركة طالبان (المحظورة في روسيا) اليها يواجه حالياً العديد من التحديات".
ووفقا للخبير الصيني، فإن روسيا تنظر إلى القضية الأفغانستانية على أنها "أداة في اللعبة الجديدة التي تلعبها الولايات المتحدة وأوروبا، ويمكن اعتبار نهج روسيا تجاه "طالبان" خطوة إلى الأمام بناء على الإجراءات السابقة. وقد اعترفت روسيا بالفعل بحكم الأمر الواقع بنظام "طالبان" بينما تحاول تشجيعهم على إقامة علاقات أوثق مع منظمة شنغهاي للتعاون".
ويعتقد تشو يونغبياو أن روسيا تبذل جهوداً لإشراك أفغانستان في التعاون متعدد الأطراف داخل المنظمة، بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب في إطار لجنة مكافحة الإرهاب.
ووفقاً له "مع ذلك، فإن هذا يواجه العديد من المشاكل، إحداها هو أن الدول الأعضاء في منظمة "شنغهاي للتعاون" قد لا يكون لها رأي موحد بشأن هذه المسألة، وإن المثال الأكثر وضوحاً هو طاجيكستان، التي قد يكون موقفها حذرا للغاية، وقد تختلف آراء الدول الأعضاء الأخرى عن الموقف الروسي".
وأضاف: "تتخذ روسيا الموقف الأكثر فعالاً بشأن هذه القضية بين الدول الأعضاء في المنظمة، وقد تنظر إليها، إلى جانب إيران والهند، على نفس المستوى، في حين أن مواقف بعض الدول الأخرى لا تتفق تماماً مع الموقف الروسي وتقع في منظور مختلف".
آفاق مشاركة "طالبان" في أنشطة المنظمة
وأشار الخبير إلى أن المسألة الرئيسية ليست ما إذا كانت أفغانستان، التي تسيطر عليها حركة "طالبان"، يمكنها الانضمام إلى مجموعة الاتصال التابعة للمنظمة والمشاركة في عملها، مؤكداً أن "السؤال هو ماذا سيعني ذلك، وما هي العواقب التي ستترتب عليه".
ووفقاً لتشو يونغبياو، فإن انضمام أفغانستان إلى منظمة "شنغهاي للتعاون" في المرحلة الحالية "يهدد بآثار جانبية". وتابع حديثه "هذا قد يؤثر على دول وسط وجنوب آسيا، وان تعزيز التعاون في الحرب ضد الإرهاب أمر ضروري، ولكن قد يكون له أيضاً عواقب سلبية".
وأضاف الخبير كذلك أن بعض الدول أدرجت حركة "طالبان" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، أو تعتبرها "قوة معارضة متطرفة"، وبعد وصولها إلى السلطة، قد تشارك في التعاون النشط لمكافحة الإرهاب والآليات المقابلة لمنظمة شنغهاي للتعاون".
كما علق الخبير بالقول: "قد يكون هناك تأثير توضيحي قوي على القوى المتطرفة والإرهابية الأخرى ويصبح حافزاً لتفعيلها".
وأشار المسؤول الصيني إلى أن المجتمع الدولي وجيران أفغانستان سينظرون إلى هذه الآفاق بقلق بالغ. قائلاً: "علاوة على ذلك، لا يزال لدى طالبان الكثير من الخطابات والتصحيح الذاتي فيما يتعلق بالوفاء بالتزاماتها في مكافحة الإرهاب، وفي الواقع، هناك فجوة كبيرة بين كيفية وفاء الحركة فعلياً بالتزاماتها في مجال مكافحة الإرهاب وكيف يرى المجتمع الدولي التزامات طالبان".
الإمكانيات والآفاق
بحسب تشو يونغبياو، فإن إمكانية انضمام أفغانستان إلى منظمة "شنغهاي للتعاون" والانضمام إلى مجموع الإتصال في المنظمة موجودة حالياً ولكنها نسبية، علماً أنه يعتقد أن تعزيز الاتصالات وحل القضايا المناسبة مع "طالبان" يجب أن يتم في شكل مجموعة عمل صغيرة.
وأردف المسؤول الصيني قائلاً: "في ما يتعلق بتعزيز التعاون خارج هذه الحدود، فإن الظروف لاتخاذ مزيد من الخطوات قد لا تكون مناسبة في الوقت الحالي"، مؤكداً بالقول: "أعتقد أنه لا ينبغي للمجتمع الخارجي أن يعلق آمالا كبيرة على مشاركة الحكومة الأفغانستانية المؤقتة في أنشطة "منظمة شنغهاي" للتعاون لمكافحة الإرهاب. وقد لا تكون النتائج الفعلية مشجعة كما هو متوقع".
وفي الوقت نفسه يرى تشو يونغبياو أن منظمة "شنغهاي للتعاون" يجب أن تتعاون مع حركة "طالبان" وأفغانستان.
واختتم المسؤول الصيني بالقول: "لا يمكننا أن ننكر أهميتها وطبيعتها الملحة حقاً لمشاركتها في الأنشطة الإقليمية لمكافحة الإرهاب، ومع ذلك، فإن توقعاتي للنتائج الإيجابية التي يمكن أن يحققها هذا التعاون ليست عالية جداً".
وفي 4 يوليو، خلال قمة "أستانا" - كازاخستان، صرح الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين أن موسكو تدعم فكرة استئناف مجموعة الاتصال "شنغهاي للتعاون - أفغانستان"، لأنها ستساهم في تطبيع الوضع في البلاد، مؤكداً أن موسكو على اتصال بحركة "طالبان" لكن توقيت الاعتراف المحتمل والعضوية الكاملة للجانب الأفغانستاني في المنظمة يعتمد على تطور الوضع.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Farid Ershad/Unsplash
المصدر: تاس