Ru En

رؤساء دول آسيا الوسطى يبحثون القضايا الأمنية في قمة قرغيزستان

٢١ يوليو ٢٠٢٢

يبحث رؤساء دول آسيا الوسطى خلال الاجتماع التشاوري الرابع المقبل، في مدينة شولبون آتا القرغيزية (منطقة إيسيك كول) قضايا ضمان الأمن في المنطقة والتعاون في المجال الاقتصادي.


وصرّح بذلك رئيس قسم السياسة الخارجية في إدارة رئيس جمهورية قرغيزستان مراد بك عظيم باكييف، اليوم الخميس21 يوليو/تموز 2022.


وأشار في تعليقه على جدول أعمال القمة، إلى أنه "سيتبادل الرؤساء الآراء حول تعزيز التفاعل بين دول آسيا الوسطى في مواجهة التحديات والتهديدات للأمن الإقليمي، ومناقشة آفاق توسيع التعاون من أجل ضمان النمو الاقتصادي المستدام لدول المنطقة، وكذلك قضايا زيادة تعزيز التفاعل الثقافي والإنساني لدول آسيا الوسطى".


ولفت عظيم باكييف إلى أنّه من المُقرّر أن يوقّع زعماء دول آسيا الوسطى الخمس عقب الاجتماع عدة وثائق، يهدف تنفيذها إلى "تعزيز الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين دول المنطقة".


ويشارك في هذا الاجتماع رؤساء كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.


هذا ووصل رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف وزعيم أوزبكستان شوكت ميرزيوييف إلى شولبون آتا يوم أمس الأربعاء، كما أنه من المتوقع وصول رئيسيّ تركمانستان وطاجيكستان، سردار بيردي محمدوف وإمام علي رحمن، اليوم الخميس.

 



موقف كازاخستان


خلال الاجتماع التشاوري الثالث الذي عقد في تركمانستان في أغسطس/آب، من العام الماضي، طرح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف مبادرة لتكثيف العمل على زيادة التبادل التجاري بين دول المنطقة وتوسيع نطاق السلع المورّدة.


وأكد أن الجانب الكازاخستاني مستعد لزيادة شحنات الصادرات إلى دول آسيا الوسطى بما يصل إلى مليار دولار.


واقترح توكاييف أيضاً توحيد جهود الدول لإنشاء شبكة توزيع سلعية واحدة تكون مُدمجة في ممرات النقل في آسيا الوسطى. موضحا أنها "ستسمح هذه البنية التحتية الجديدة، التي تتكون من مراكز التوزيع بالجملة واللوجستيات الزراعية، بالإمداد المنسّق لسلعنا إلى أسواق الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ورابطة الدول المستقلة والبلدان الثالثة".


وبالإضافة إلى ذلك، دعا رئيس كازاخستان الدول إلى بذل جهود مشتركة لجذب الاستثمار في القطاعات المهمة استراتيجيا للاقتصاد الإقليمي.


إلى ذلك يرى قاسم جومارت توكاييف أنه يُمكن إيلاء اهتمام خاص لترسيخ المشاريع الاستثمارية في الطاقة الكهرومائية والصناعة والتعدين والزراعة والنقل والاتصالات.


وفقا للرئيس الكازاخستاني، يُمكن لدول المنطقة أيضا العودة إلى قضية إنشاء اتحاد المياه والطاقة بين الولايات في آسيا الوسطى، والذي سينسق مصالح الدول في مجالات الطاقة المائية والري والبيئة.

 



دوشنبه تلفت الانتباه إلى سلامة الأغذية



وقال الرئيس رحمن، إن طاجيكستان مستعدة للتعاون الوثيق مع دول آسيا الوسطى في مجال التجارة والإنتاج الصناعي والاقتصاد الرقمي والابتكارات والتقنيات الحديثة والسياحة والأمن الغذائي والنقل وأمن الطاقة.


وجاء ذلك خلال الاجتماع الثالث لقادة ولايات المنطقة، حيث نوّه الرئيس الطاجيكستاني بأنه مع مراعاة الوضع في العالم والمنطقة، يتعيّن على دول آسيا الوسطى أن تولي "أهمية جدية لتطوير إجراءات فعّالة جديدة لتطوير التعاون في المجالات ذات الأولوية".


وفي هذا الصدد، شدّد رئيس طاجيكستان على الحاجة إلى زيادة توسيع التعاون التجاري والاقتصادي، وتعزيز العلاقات الثقافية والإنسانية، وتوسيع التعاون في مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك ضمان الرفاه الصحي والوقاية الوبائية للسكان، وتفاعل هياكل السلطة في البلدان في الكفاح المشترك ضد التهديدات والتحديات.


كما أشار رحمن إلى الحاجة لاتخاذ تدابير عاجلة لمكافحة الإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات والتهديدات الحديثة الأخرى بشكل مشترك. ولفت رئيس طاجيكستان انتباه زملائه إلى معالجة القضايا العالمية للتغير المناخي وذوبان الأنهار الجليدية والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية وتأثير جائحة فيروس كورونا.

 



منصة لبحث مشاكل المنطقة



يعتقد علماء السياسة الأوزبكيون أنه خلال الاجتماعات السابقة، أظهر قادة دول المنطقة موقفاً حازماً للعب دور أساسي ورئيسي في حل المشكلات الأكثر إلحاحا في المنطقة.


وفي هذا الخصوص، وفقاً لأكرمجون نيماتوف، النائب الأول لمدير معهد الدراسات الاستراتيجية والإقليمية في رئاسة أوزبكستان، أصبحت الاجتماعات التشاورية منبراً للنقاش البنّاء والحل المنسق للمشكلات المشتركة في المنطقة.


وأضاف أنه بفضلها إلى حد كبير، "في بلدان آسيا الوسطى، بدأ تنفيذ مشاريع التعاون الصناعي، ويجري إنشاء شركات وصناديق استثمار مشتركة، ويتوسع التعاون في مجال النقل والعبور، والتجارة عبر الحدود والتعاون بين المناطق، هذا تطوير".


وفي غضون بضع سنوات فقط، ومن خلال الجهود المشتركة، تخلصت المنطقة من ملصق "برميل بارود أوراسيا" ويُنظر إليها اليوم على أنها شريك موثوق ويمكن التنبؤ به، ومساحة للتنمية المستدامة.


ومما لا شك فيه فإن أوزبكستان وخلال الاجتماع القادم لرؤساء دول المنطقة في قرغيزستان، ستصبح عاملاً هاما في تعزيز الاستقرار الإقليمي.

 



الطاقة والنقل



"نحن على طريق خلق ظروف سياسية وقانونية واقتصادية مواتية في آسيا الوسطى من أجل شراكة آمنة ومستدامة في مجال الطاقة، وتركز على تلبية الطلب داخل المنطقة على ناقلات الطاقة وعلى الوصول إلى الأسواق العالمية من خلال ممرات العبور الدولية"، بحسب ما قاله في القمة السابقة في تركمانستان، رئيسها السابق قربان قولي بيردي محمدوف.


ووفقا للرئيس التركمانستاني فإنه يجب أن تهدف الشراكة في قطاع الطاقة في المنطقة إلى إنشاء بنية تحتية للطاقة "قويّة" داخل المنطقة وعلى طول محيطها الخارجي.

 

هذا وكان قربان قولي بيردي محمدوف قد دعا خلال اجتماع عُقِد في تركمانستان، في أغسطس/آب 2021، إلى إعداد خطط محدّدة لتشكيل نظام نقل متكامل لدول المنطقة، علماً بأن القمة الأولى لزعماء دول آسيا الوسطى عُقِدت في ربيع 2018 في كازاخستان، فيما عُقدت الثانية في 2019 في أوزبكستان، والثالثة في 2021 في تركمانستان.

 



مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Pavel Karásek/Pixabay
المصدر: تاس