Ru En

رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يؤكد أن العام الجاري تميز بالتطور الإيجابي لتعاون مع الدول الإسلامية

١١ ديسمبر

أشار رئيس الإدارة الدينية لمسلميّ روسيا - الشيخ راويل عين الدين، في تحية للمشاركين في الاجتماع الخارجي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" الذي يعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور، والذي يحمل عنوان "روسيا والعالم الإسلامي: التعاون في عصر التعددية القطبية الناشئة"، إلى أن اجتماع المجموعة في نهاية عام 2024، يميز باستمرار تعزيز العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي، وذلك اليوم الأربعاء 11 ديسمبر/كانون الأول 2024.

 

وتلا رسالة الشيخ عين الدين للمشاركين نائبه الأول - روشان أبياسوف وجاء فيها: "على الرغم من الضغوط غير المسبوقة المستمرة على روسيا من الغرب، إلا أن الدول الإسلامية للعام الثاني على التوالي تعمل بشكل متزايد على إقامة اتصالات ودية ومفيدة للطرفين، بناءً على الخبرة التاريخية والثقة والمواقف المشتركة بشأن القضايا الرئيسية للنظام العالمي الحديث. إن هذا لا ينعكس فقط في المجال السياسي، بل وأيضاً في النمو الكبير للتجارة، والتنمية النشطة للتعاون في المجالات الثقافية والدينية والاقتصادية والاستثمارية والإنسانية. ومن الواضح أن العامل الرئيسي هنا هو سلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يهدف موقفه إلى بناء عالم متعدد الأقطاب".

 

وأضاف: "لقد أظهرت قمة "بريكس" التي عقدت في قازان في أكتوبر/تشرين الأول بوضوح مكانة روسيا الدولية، وعبثية الجهود الرامية إلى عزل أو تقويض بلدنا. كما أثبتت المنظمة العالمية، التي أنشأتها روسيا والصين والهند والبرازيل وغيرها من الدول الكبرى، قابليتها للبقاء والتكامل وتأثيرها على العمليات العالمية، فالمشاركة النشطة للدول الإسلامية في "بريكس"، مثل الإمارات وإيران والسعودية، فضلاً عن وضع ماليزيا كشريك في "بريكس" ومشاركة دول أخرى في العالم الإسلامي، تُظهر أن الاستعمار الحديث يواجه رغبة الشعوب في عالم متعدد الأقطاب، لا يُفهَم فقط من الناحية السياسية أو الاقتصادية ولكن أيضاً من الجوانب الثقافية والحضارية. وإن الحق الواضح في الحفاظ على معاييرهم ومعتقداتهم الدينية، فضلاً عن قدسية وحرمة الكتاب، يساهم في تعزيز الجهود المشتركة للدفاع عن القيم التقليدية، بما في ذلك مبادئ الأسرة. وليس من قبيل المصادفة أن يتم التوقيع في قمة الصيف هذا العام للزعماء الدينيين من دول "بريكس" على قرار بشأن التعاون للحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية للأسرة، وحب الوطن، ورفض التطرف، ومعارضة الإرهاب. كما أن القادة الدينيين في دول "بريكس" واثقون من توسع الحوار الديني، حيث أن مواقف بلدانهم وشعوبهم متناغمة، وقد تناول المشاركون من دول مختلفة القضايا الأخلاقية سواء من الناحية الدينية أو العملية".

 

ووفقاً له، ترفع التحولات في أسس النظام العالمي، والتي كانت قائمة منذ عقود، من شأن الحق في التنوع الحضاري كآلية مهمة لاستقرار العالم. وفي السنوات الأخيرة، أصبح من الواضح أن أجندة التغريب العدوانية و"معايير" العلمانية قد فشلت، إذ إن دور الدين يتزايد، وأصبح الموقف البناء للمؤمنين بشأن القضايا الاجتماعية عاملاً في استقرار المجتمع وتناغمه.

 

كما أكد الشيخ راويل عين الدين أنه في العالم الإسلامي، من المعروف أن حقوق المؤمنين في روسيا محمية قانونياً، وقيم الأسرة التقليدية مكرسة في القانون الأساسي للبلاد - الدستور. كجزء من عام الأسرة، الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين، بدأت الإدارة الدينية لمسلميّ روسيا أنشطتها في عام 2024 في إطار عام الأسرة المسلمة، حيث كان أحد أهم الأحداث المؤتمر الدولي الناجح حول "القيم العائلية التقليدية في سياق التحولات العالمية" الذي عقد في مسجد كاتدرائية موسكو. وأعرب المشاركون من خلالها عن الحاجة إلى توحيد المجتمعات التي تلتزم بالقيم العائلية التقليدية للمشاركة في العمليات التكاملية التي تهدف إلى التغلب على التحديات العالمية التي تهدد سلامة الأسرة المؤسسية. كما لاحظوا أنه في مواجهة التغيرات الثقافية المتزايدة والضغوط الإيديولوجية، من الضروري الحفاظ على المبادئ الروحية المشتركة التي توحد بلداننا على مستوى المبادئ الثقافية والأخلاقية الأساسية.

 

وأختتم الشيخ راويل عين الدين حديثه قائلاً: "إن البنية الفيدرالية لروسيا، والتقاليد التي تعود إلى قرون من التعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين، توفر إمكانية حقيقية لبناء والحفاظ على مجتمع متعدد الطوائف - في الأساس، خلق نموذج قائم على تجربة فريدة من نوعها على مدى ألف عام. ويلعب عمل مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" دوراً حاسماً في نشر المعرفة حول الإسلام في روسيا. في هذه المناسبة، أود أن أهنئ رستم نورغالييفيتش مينيخانوف (رئيس جمهورية تتارستان) على حصوله مؤخراً على وسام "لخدمة الوطن" من الدرجة الأولى بموجب مرسوم من الرئيس فلاديمير بوتين. وأدعو الله أن ينجح اجتماع اليوم، وأن ينعم السلام والازدهار على شعوبنا وبلداننا، وأن يحمينا الله، وأن نتغلب عاجلاً على مثل هذه المحن الصعبة".

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Vyacheslav Prokofiev/TASS