أُقيمت صلاة عيد الفطر المبارك بتاريخ 10 ابريل/نيسان 2024 في مسجد غاليفسكي بمدينة قازان بمشاركة رئيس جمهورية تتارستان رئيس مجموعة الرؤية الإستراتجية "روسيا - العالم الإسلامي" رستم مينيخانوف وابنه إسكندر.
كما أدى صلاة العيد رئيس الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان، مفتي تتارستان كامل حضرة ساميغولين، عمدة قازان إلسور ميتشين، قاضي جمهورية تتارستان جليل حضرة فضلييف، إمام خطيب مسجد مرجاني منصور حضرة جلال الدينوف وكذلك بطل روسيا راسم باكسيكوف.
وقرأ كامل حضرة ساميغولين تهاني رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين ورئيس تتارستان رستم مينيخانوف بمناسبة عيد الفطر المباكر.
وجاء في تهنئة الرئيس بوتين: "أهنئ من كل قلبي مسلمي روسيا بمناسبة عيد الأضحى المبارك، الذي يصادف نهاية شهر رمضان المبارك. على مدى قرون، جسد عيد الفطر لأتباع الإسلام فرحة التجديد، والرغبة في تهذيب النفس ونقاء الأفكار والأفعال. ويحافظ مسلمو روسيا بعناية على التقاليد التاريخية والثقافية والدينية الغنية لأسلافهم، ويتبعون وصية آبائهم، ويحتفلون بهذا العيد في مجتمعاتهم وفي ألأوساط العائلية، ويقدمون المساعدة للمحتاجين".
كما نوه الرئيس في تهنئته بمساهمة المنظمات الإسلامية التي تشارك بنشاط في المبادرات الوطنية والتعليمية والخيرية، وتولي الأولوية لتعليم جيل الشباب، وتقدم الدعم للمشاركين العملية العسكرية الخاصة وعائلاتهم، كما يقدمون مساهمة كبيرة في تعزيز تماسك الشعب الروسي متعدد الجنسيات والحفاظ على الوئام الوطني وتمنى لمسلمي روسيا الصحة والنجاح وكل التوفيق.
من جانبه قال رئيس تتارستان رستم مينيخانوف في تهنئته أن عيد الفطر يذكر بحرمة الكون الإلهي والقيم التقليدية، ومن بينها واحدة من أهم الأماكن التي تحتلها الأفكار الدينية حول الأسرة وهدية الأمومة المقدسة. وبحسب مينيخانوف فإن هذه العطلة الرائعة، التي أصبحت جزءً لا يتجزأ من الثقافة الروحية لشعب التتار، وتمتلئ بمعاني جديدة خلال عام الأسرة، الذي يحتفل به في البلاد، والذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .
ووصف رستم مينيخانوف الإفطار الجمهوري، الذي جمع الآلاف من المؤمنين للمرة الثانية عشرة، بأنه تأكيد على الوحدة الروحية لمسلمي تتارستان والرغبة في تقوية أواصر العلاقات بين أفراد الأمة التتارية ومجتمعنا بأكمله. كما شارك في الإفطار قدامى المحاربين في العملية العسكرية الخاصة وأقاربهم، وكذلك أفراد عائلات الجنود الذين أستشهدوا. وتمنى رستم مينيخانوف أن يتقبل الله الدعاء في شهر رمضان من أجل النصر وشفاء الجرحى وراحة أرواح الجنود القتلى.
وأشار رئيس تتارستان إلى الفعاليات الدولية التاريخية المخطط لها في قازان هذا العام التي ستعمل على تعزيز التعاون بين روسيا الإتحادية ودول العالم الإسلامي، معرباً عن أمله في أن تثمر الجهود المشتركة زخماً جديداً لتطوير الاتصالات الودية ومتبادلة المنفعة على مستوى العلاقات بين الدول والعلاقات الدينية والاجتماعية.
كما أضاف مينيخانوف:"الاحتفال بعيد الفطر سيضيف التفاؤل للجميع والثقة بالنفس ويشجع على تحقيق إنجازات بفضل الله سبحانه وتعالى خدمة لوطننا المشترك وجمهوريتنا الأم وأتمنى للجميع السعادة والخير والازدهار! أتمنى أن يملأ الله أرواحنا بالإيمان والقوة والرحمة والمحبة".
وقد شارك مفتي تتارستان كامل حضرة ساميجولين، في خطبة بمناسبة عيد الفطر، في فهمه لمعنى العملية العسكرية الخاصة وارتباطها بالحياة داخل البلاد وقال:" شكرا جزيلاً لقادتنا على تهنئتهم، الأن أمام قادتنا مهام صعبة للغاية، من ناحية، حماية حدود بلادنا من الأعداء، ومن ناحية أخرى، حماية مجتمعنا من الانحلال الأخلاقي. هاتان المهمتان مترابطتان بصلابة : إذا خسرنا في إحداهما، فإننا نخسر في الأخرى. فالأعداء لا يحتاجون إلى ثروة روسيا فحسب، بل يحتاجون أيضاً إلى روحها. لذلك، لدينا طريق واحد فقط لإكمال عملية عسكرية خاصة - وهذا هو النصرإن جنودنا لا يقاتلون من أجل الأرض فحسب، بل من أجل قيمنا الروحية أيضًا. نحن نعيش حياة سلمية هنا، وهم يضحون بحياتهم من أجلنا والسلاح في أيديهم. لا شيء يقارن بهذا النوع من التفاني ونحن مدينون لهم بشدة، لذلك دعونا لا نزعجهم بفجورنا وجحودنا وانقسامنا، وأفضل دعم لهم هو وحدتنا والحفاظ على القيم الروحية وسنكون خلفية موثوقة لهم".
واختتم المفتى خطبة العيد قائلاً إن "العائلة تحافظ على القيم الروحية. الدين والأمة والأخلاق تبدأ من الأسرة، وربنا يوكلنا أن نعتني بعائلتنا. ولذلك اتخذ الرئيس بوتين قراراً حكيماً بإعلان عام الأسرة في روسيا. رمضان وعيد الفطر هما في جوهرهما عيد الأسرة والأخلاق، وهو ما يقوي أواصر الرحم".
وفي نهاية خطبة كامل حضرة ساميغولين، أدى المسلمون المجتمعون صلاة العيد.