في الـــــ 17 من شباط / فبراير 2021 ، استضافت موسكو الاجتماع الإعتيادي للنادي الإعلامي التابع لمفوضية جمهورية تتارستان في روسيا الاتحادية، والذي شارك فيه رئيس تتارستان، رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، رستم مينيخانوف. خلال الاجتماع، تمكن ممثلو وسائل إعلام العاصمة موسكو بما فيها الوسائل الفيدرالية الرائدة ذات الصلة بالجمهورية من التواصل مع زملائهم وطرح الأسئلة للمتحدثين.
ألقى نائب رئيس مجلس وزراء جمهورية تتارستان، ممثل مفوضية جمهورية تتارستان في روسيا الاتحادية، رافيل أخمتشين، كلمة أمام المشاركين، مشدداً على أن النادي الإعلامي احتفل في كانون الاول / ديسمبر 2020 بالذكرى العاشرة لتأسيسه، وتحدث بمزيد من التفصيل عن العمل الجاري للحفاظ على تاريخ شعب التتار ونشره، بما في ذلك في إطار الذكرى السنوية الماضية للنصر في الحرب الوطنية العظمى والذكرى المئوية لقيام جمهورية تتارستان السوفيتية الاشتراكية ذات الحكم الذاتي .
وأشار أخمتشين الى " أهمية الحفاظ على الذاكرة ليس فقط لأنفسنا ولكن للجيل القادم من أجل استمرار تاريخنا. ولذلك نجري المقابلات ونصور أفلامًا عن أبناء وطننا البارزين و أبطال الحرب الوطنية العظمى. وفي الآونة الأخيرة وبمشاركة رستم مينيخانوف تم الكشف عن مكان النصب التذكاري لضابط المخابرات إسحاق أخميروف، وقمنا بنقل عدد من مقتنياته الشخصية إلى المتحف الوطني في قازان. وفي حديثه عن عملية الأبحاث الجارية، قال أخمتشين أنه تم العثور في إحدى المقابر على رفاة أول سفير سوفياتي لدى السعودية، كريم حكيموف، مذكراً الحاضرين أنه في العام الماضي تم نشر كتاب لأوليغ أوزيروف ، الذي كُرس لحياة وعمل حكيموف. واختتم نائب رئيس مجلس وزراء جمهورية تتارستان كلامه بالاشارة الى ان الإجتماع القادم لمجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" سيعقد في المملكة العربية السعودية كشكل امتنان بذلك.
كما تقدم بالتحية للمشاركين في الاجتماع رئيس النادي الإعلامي، رئيس تحرير صحيفة " روسيسكايا غازيتا " فلاديسلاف فرونين.
وتحدث أوليغ أوزيروف، سفير المهام الخاصة بوزارة الخارجية أمام المشاركين بمزيد من الإسهاب عن أهمية شخص مثل كريم حكيموف في تاريخ الدبلوماسية السوفييتية والروسية.
وقال : "احياء الذاكرة التاريخية، هو السلاح الذي يمكننا من خلاله الرد بفعالية على تحديات العصر والهجمات التي تتتعرض لها روسيا الاتحادية. تعتبر حياة وتاريخ كريم حكيموف من الحلقات البطولية في تاريخنا، والتي يوقظنا معرفتها بالفخر والعزة بأجدادنا وبأولئك الذين بنوا بلادنا. عندما وصلت سفيراً إلى المملكة العربية السعودية، وجدت أن آثار كريم حكيموف ملموسة اكثر مما نتخيل. إذا كان في روسيا القليل يعرفونه، فالجميع في المملكة السعودية يعرفونه جيداً، لأنه ضمن الاعتراف بالدولة السعودية الناشئة حديثًا من قبل روسيا السوفيتية، مما مهد الطريق للاعتراف بالمملكة من قبل القوى العالمية الأخرى". كريم حكيموف شخصيا استطاع إقناع القيادة في موسكو بضرورة العمل مع الملك عبد العزيز.
وأضاف أوزيروف" كتبتُ مقالتي الأولى عن كريم حكيموف في المملكة العربية السعودية - مصرع الباشا الأحمر. وصدر العام الماضي كتابي "كريم حكيموف: مُدونة حياة ". وخاطب أوزيروف بحديثه رئيس المجموعة مينيخانوف قائلاً :" أود هنا أن أعبر عن كلمات امتنان خاصة لرستم نورغالييفيتش بصفته رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية لمساعدته في تنظيم ترجمة أعمالي إلى العربية والإنجليزية والفرنسية ".وحاولتُ في كتابي التحدث عن امور كثيرة تخص حكيموف بما فيه كدبلوماسي الذي لعب دوراً كبيراً في قيام وظهور جمهوريات آسيا الوسطى. وهو شخصيا من اقترح إنشاء خمس جمهوريات سوفيتية بدلا من تركستان. استطاع حكيموف فهم ومعرفة بسرعة المشاكل القومية لهذه المنطقة، بكونه مسلما وعرقيا ينتمي لهذه الشعوب. وقال السفير أوزيروف "يجب ألا ننسى مساهمته التي لا تقدر بثمن في تطوير العلاقات بين إيران والإمبراطورية الروسية آنذاك ".
كما نوه أوليغ أوزيروف الى ضرورة الانتباه الى تجربة شخص مثل كريم حكيموف. " لقد كان أممياً بما تحمله الكلمة من معنى، كان تتارياً من بشكيريا، دعا إلى وحدة بلدنا ودافع عن دولة قوية، موحدة ومتعددة القوميات. واليوم هو عائش بيننا اكثر من الاحياء من حولنا ويعمل معنا لتعزيز وحدة بلدنا وتطوير العلاقات مع العالم العربي و الإسلامي".
تحدث رئيس تتارستان، رئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا- العالم الإسلامي" رستم مينيخانوف الى المشاركين في هذا الاجتماع وشكرهم على اهتمامهم بالجمهورية وتطورها، مشيرا إلى أن النادي الإعلامي أظهر أهمية وجوده . ومن خلال حديثه مع الصحفيين، أكد مينيخانوف على أن بث ونشر المعلومات حول الأحداث الرئيسية في وقتها تلعب اليوم دوراً مهما، وأن مهنة الصحفي مهمة اكثر من أي وقت مضى. وشكر مينيخانوف شكرًا جزيلاً المنظمين على الدعوة لهذا الإجتماع مصرحاً" نحن دائما دعماً لكم، و بشكل عام، مجال المعلومات اليوم يشكل كل شيء".
ورداً على سؤال حول إمكانية زيادة تأثير الإعلام الروسي على الساحة الدولية، أكد رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية أنه لا توجد حاجة ماسة لأن يقوم البعض بالترويج لنفسه ذاتيا. " لدينا رئيس دولة، لجان شؤون دولية، السياسة خارجية - يرسمها المركز الفيدرالي. على الساحة الدولية، يجب أن يظهر اسم واحد - اسم رئيس الدولة. بالطبع، تريد كل منطقة جذب المستثمرين والسياح، الا ان الفعاليات الدولية الكبرى وخاصة الرياضة تظهر نفسها بشكل كبير مميز. تتوجه جمهوريتنا إلى تعزيز مزايانا التاريخية وأصالتنا. تتارستان فريدة من نوعها - تعيش بها الأرثوذكسية والإسلام لقرون عديدة في سلام ووئام، وهو أمر يبدو بالنسبة للمجتمع الدولي شيئاً غير واقعي ومن غير المعقول".
كما أكد رستم مينيخانوف مرة أخرى على عدم وجود أسباب للتخاصم بين سكان تتارستان وباشكورتوستان. وأشار إلى أن حكومة تتارستان تتمتع بعلاقات جيدة جدًا مع حكومة جيرانها في باشكورتوستان التي يعتبر أعضائها من المهنيين.
موقفنا - هو الحفاظ على العلاقات. ليس لدينا ما نتخاصم عليه. كأننا نأخذ شيئًا من البشكير أو هم يأخذوا منا! الإنتماء وكتابة القومية هذا شأن الشخص نفسه، اراد ان يسجل بشكيري هو حر واذا أراد يسجل قوميته كتتار أيضاً هذا شأنه. اهم شي من هو الشخص في قلبه وروحه. هناك عائلات مختلطة ويجب على الشخص أن يقرر ماذا يختار، هناك أشخاص أحيانًا يكتبون ان قوميتهم روسية، لكن هذا قرارهم. نحن وهم لن نتخاصم. بهذا اختتم حديثه رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي".
يذكر أن النادي الإعلامي التابع لمفوضية جمهورية تتارستان في روسيا الاتحادية قد تم إنشاءه في كانون الأول / ديسمبر 2010. هدفه الرئيسي هو دعم المبادرات العامة التي تهدف إلى تعزيز تنمية اقتصاد جمهورية تتارستان، والمساعدة في تنفيذ مشاريع الجمهورية، بما في ذلك الحفاظ على الثقافة واللغة القومية. يجمع النادي أكثر من 120 صحفيًا من وسائل الإعلام الرائدة كانت من موسكو او فيدرالية. جميعهم إما من تتارستان، أو درسوا وعملوا في الجمهورية او تتار القومية لكن من مناطق روسية أخرى. رئيس النادي الإعلامي، فلاديسلاف فرونين يعتبر رئيس تحرير " روسكايا غازيتا "، وهو خريج كلية الصحافة بجامعة قازان الحكومية.
إلميرا جافياتولينا