ستبدأ شركة "روسآتوم" الروسية في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري - 2022، أي قبل شهرين من الموعد المحدد، في بناء وحدة الطاقة الثانية لمحطة الضبعة النووية في مصر. أعلن ذلك يوم الثلاثاء، 15 نوفمبر، ألكسندر كورتشاغين، نائب الرئيس الأول للقسم الهندسي في شركة "روسآتوم" الحكومية – ش.م."آتومستروي إكسبورت"، في شرم الشيخ، وذلك خلال الفعالية الجارية في إطار المؤتمر الـ 27 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب-27).
وقال كورتشاغين: "في 19 نوفمبر، سنبدأ في بناء أساس وحدة الطاقة الثانية، وهو أمر يبعث على الارتياح أن نلاحظ بأننا بدأنا هذا قبل الموعد المحدد. فوفقاً للجدول الزمني، خططنا لتنفيذ هذا الملء في الكتلة الثانية في يناير. هذا أساس جيد بالنسبة لنا للحفاظ على هذه الوتيرة".
التطور السريع
بدوره صرح نائب المدير العام لشركة "روسآتوم"، كيريل كوماروف اليوم الثلاثاء بأن مشروع بناء محطة الضبعة للطاقة النووية سيتطور بسرعة في المستقبل القريب.
وقال كوماروف في حدث مخصص لمساهمة التقنيات النووية في حل مشاكل التنمية المستدامة للبلدان الأفريقية، في إطار المؤتمر الـ 27 للأطراف في اتفاقية المناخ الإطارية: "يجري حاليا بناء وحدة واحدة في مصر في محطة للطاقة النووية من أربع وحدات (الضبعة)، ولكن قريباً جداً سنرى تطوراً قوياً جداً لهذا المشروع هنا".
الطاقة الخضراء
وقال كيريل كوماروف مؤكداً أن الضبعة ستقدم مساهمة جادة في مستقبل الطاقة الخضراء في العالم "إن أول محطة للطاقة النووية في القارة الافريقية في إطار مشروع "روسآتوم"، التي ستوفر لمصر 30 مليون تيراواط ساعة سنوياً من الطاقة النظيفة الخالية من الكربون، ستمنع انبعاث 15 مليون طن من الكربون سنويا - وهذا مساهمة جدية ضخمة لمستقبل الطاقة الخضراء في العالم".
وأضاف أنه يتم إيلاء الكثير من الاهتمام للطاقة النووية في قمة المناخ العالمية هذا العام: "في قمة مؤتمر الأطراف 27، نشعر أن الاتجاه الذي شخصناه لأول مرة قبل عام في غلاسكو (سكتلندا) مستمر. أخيراً، فإن فكرة أن الطاقة النووية تلعب دوراً مهماً في تحقيق مستقبل طاقة خال من الكربون للبشرية قد سيطرت على الجماهير. أولاً، نسمع بشكل متزايد أن منتديات المناخ قد بدأت تتحدث عن هذا. ثانياً، نرى الكثير من الخطوات العملية".
وتابع أنه خلال العام الماضي وقع عدد من الأحداث المهمة للطاقة النووية: إذ قررت المفوضية الأوروبية إدراجها في التصنيف الأخضر، وتعريفها كمصدر للطاقة صديق للبيئة، وقرر عدد من البلدان تطوير التقنيات النووية: "نرى عددا من الدول الأوروبية التي تتحرك باستمرار نحو التطوير النووي، مثل المجر وجمهورية التشيك وبولندا. كما نرى عددا كبيرا من الدول في القارة الافريقية التي تبدي اهتماماً كبيراً بالتكنولوجيات النووية".
التكنولوجيات غير المتعلقة بالطاقة
كما نوّه كيريل كوماروف بأن "روسآتوم" تشارك بنشاط في تعزيز التقنيات غير المتعلقة بالطاقة والمنتجات المبتكرة في السوق العالمية.
وأوضح أن "هناك العديد من المنتجات الجديدة التي نروج لها بنشاط، بدءا من طاقة الرياح وتخزين الكهرباء إلى المواد الحديثة، مثل ألياف الكربون، التي تستخدم في صناعات الطيران والسيارات". وأضاف: "إن مجموعة المنتجات المبتكرة عالية التقنية [في روساتوم] كبيرة، ويسعدنا العمل مع جميع دول منطقة [الشرق الأوسط] على مجموعة كاملة من المشاريع والمنتجات".
"روسآتوم" في مصر
إلى ذلك يُذكر أن "روسآتوم" بدأت في 20 يوليو، في بناء محطة الضبعة للطاقة النووية، وهي أول محطة للطاقة النووية في مصر وأول مشروع رئيسي للشركة الروسية في افريقيا.
وسيتم بناء محطة الطاقة النووية على بعد 3.5 كم من البحر الأبيض المتوسط في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح. وبحلول عام 2028، سيقوم الاتحاد الروسي ببناء أربع وحدات من المحطة ذات مفاعلات طاقة الماء المضغوط وستكون طوال دورة محطة الطاقة النووية بأكملها (60 عاماً) بتزويد الوقود النووي، وكذلك توفير خدمات تدريب الموظفين وإجراء الصيانة والإصلاح في غضون 10 سنوات بعد بدء تشغيل كل وحدة.
وينص العقد أيضا على بناء الوحدة الأولى لحاويات التخزين الجافة للوقود النووي المُستهلك بحلول عام 2028. هذا وتتوقع مصر أن تصل محطة الطاقة النووية إلى طاقتها الكاملة بحلول عام 2030.
"مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: Sabrina Pico/Pixabay
المصدر: تاس