خصصت روسيا الاتحادية أكثر من مليار دولار لإعادة إعمار الشبكات الكهربائية والصناعات وأغراض إنسانية أخرى في سوريا، وذلك بحسب ما أعلنه رئيس مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين، ميخائيل ميزينتسيف، اليوم الأربعاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في افتتاح أعمال "المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين إلى سوريا".
وقال ميزينتسيف: "لأغراض إنسانية، وترميم شبكات الكهرباء والقطاع الصناعي، والأماكن الدينية، خصصت روسيا أكثر من مليار دولار"، دون تحديد موعد تقديم هذه المخصصات أو الجدول الزمني الذي سيتم إنفاقها خلاله.
ووفقا لميخائيل ميزينتسيف، تعمل الوزارات والإدارات الروسية باستمرار على تعزيز المشاريع في مجالات مهمة مثل التعليم والطب واستثمار الموارد الطبيعية وبناء المساكن والتجارة والتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، كجزء من تطوير التعاون بين الدولتين وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري.
كما أضاف: "يعمل مركز التعليم المفتوح للغة الروسية بشكل فعال في دمشق، حيث أكمل أكثر من 100 معلم لغة روسية تدريبات متقدمة بالفعل. كما يدرس حاليا 1319 مواطناً سورياً في مؤسسات التعليم العالي الروسية، وقد أكمل أكثر من 1.9 ألف متخصص شاب تدريبهم".
وأشار رئيس مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين، إلى أن روسيا وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وقعا مذكرة بشأن إجراءات تحويل المساعدات، وإنفاق التبرعات المستهدفة لتقديم مساعدات غذائية لسوريا بمبلغ 20 مليون دولار في عامي 2020 و 2021.
8+8
وعن التعاون بين موسكو ودمشق صرّح ميخائيل ميزينتسيف بأن ممثلين عن روسيا وسوريا سيوقعون 8 مذكرات تعاون في مجالات الطاقة والاتحاد الجمركي والأنشطة التعليمية، وذلك على هامش المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين إلى سوريا، علماً أنه قد تم بالفعل توقيع 9 اتفاقيات ومذكرات بين الإدارات الروسية والسورية.
وعلى هامش هذا المؤتمر، سيتم توقيع 8 إتفاقيات أخرى في مجالات الطاقة والاتحاد الجمركي والأنشطة التعليمية، "مما سيمهّد بلا شك لآفاق جديدة لتطوير العلاقات ذات المنفعة المتبادلة وتعزيز الشراكات على المنصات المشتركة بين الوكالات وبين الدول، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين الى وطنهم".
كما صرح ميزينتسيف بأنه منذ بداية عمل مقر التنسيق بين الإدارات في سوريا وروسيا، تم عقد 31 اجتماعاً مشتركاً حول مجموعة واسعة من القضايا الإشكالية المتعلقة بعودة اللاجئين وإعادة إعمار البلاد، مشيراً إلى مشاركة "ممثلين عن الأمم المتحدة في عمل اثنين منها" مثمناً دور المنظمة الأممية في سعيها لحل القضايا الإنسانية.
إلى ذلك شدّد ميخائيل ميزينتسيف على أن "مقار التنسيق بين الإدارات الروسية والسورية (تعد) مصدراً للمعلومات الموثوقة والكاملة حول الوضع في الجمهورية، والتي يتم إبلاغها على وجه السرعة إلى المجتمع الدولي".
عودة اللاجئين من تركيا
وبحسب ميزينتسيف، فإن المبادرات الجديدة ضرورية من أجل العودة المبكرة لأكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري من تركيا إلى وطنهم، معرباً عن رغبته "بتناول ملف تواجد لاجئين سوريين في تركيا، حيث ينتظر أكثر من 3.5 مليون (نسمة) عودتهم إلى وطنهم. إذ أن هناك حاجة إلى مبادرات جديدة من أجل عودتهم الفورية".
كما أشار رئيس المركز إلى أنه في إطار أنشطة مقر التنسيق المشترك، تم إقامة تعاون فعّال مع الهياكل ذات الصلة في لبنان والأردن، وإلى أنه "في أقصر وقت ممكن، كان بالإمكان الاتفاق وفتح نقاط تفتيش لعودة المواطنين السوريين. فمنذ بدء تنفيذ المبادرة السورية الروسية، عاد بالفعل أكبر عدد من اللاجئين من أراضي هذه الدول المجاورة".
مخيمات اللاجئين
وقال ميزينتسيف إنه يجب تفكيك مخيمات اللاجئين الموجودة في سوريا من أجل حل هذه المشكلة في البلاد، مشدداً على أهمية "ضمان حل جميع مخيمات المشردين داخليا كمصدر للموارد البشرية للجماعات المسلحة غير الشرعية، وإعادة سكانها إلى الأماكن التي يختارونها والتكيف مع الحياة الطبيعية".
كما دعا ميزينتسيف إلى التقيد الصارم بالقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة و"ضمان نقل السيطرة على الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني إلى الحكومة السورية الشرعية في أسرع ما يمكن". بالإضافة إلى ذلك، وبحسب قوله، يجب وقف سياسة العقوبات المناهضة لسوريا، ورفع القيود على الحسابات المصرفية السورية.
وأضاف أنه "من المهم إعادة توجيه بعض البرامج لإبقاء السوريين في الخارج (على نحو مؤقت) لضمان إجراءات ترميم البنية التحتية في سوريا اللازمة لاستقبال السوريين العائدين إلى وطنهم، فضلا عن تزويدهم بالمساعدات الإنسانية"، منوهاً بأن الحكومة السورية تضمن للاجئين عودة كريمة وآمنة إلى أماكنهم الأصلية.
وبحسب ميزينتسيف، يتعرض اللاجئون السوريون الراغبون في العودة إلى ديارهم إلى دعاية وترهيب تحطم المعنويات. وقال: "من الضروري التخلي عن الدعاية المدمرة وممارسة ترهيب السوريين الراغبين في العودة إلى ديارهم".
أما في ما يتعلق بوباء كورونا المنتشر في العالم أشار ميخائيل ميزينتسيف إلى أن "عملية المساعدة الإنسانية إلى سوريا مسيّسة للغاية"، داعياً المجتمع الدولي إلى مساعدة الحكومة السورية في مكافحة هذا الوباء وإعادة بناء وتطوير النظام الصحي للدولة. وأكد ميزينتسيف أن أكثر من 78 طناً من البضائع الإنسانية، بما في ذلك أنظمة الاختبار والأدوية لمكافحة الوباء، تم تسليمها من روسيا للأعمال الإنسانية التي ستتم بالتوازي مع المؤتمر.
وفي نهاية حديثه، اقتبس ميزينتسيف مثلا روسيً يقول بما معناه : "أين ولدت، اعمل وتجذر". وأشار في هذا الصدد إلى رديف لهذه الفكرة في اللغة العربية: "الموهبة التي يجب أن تزدهر في الوطن".
هذا ويُعقد حاليا في العاصمة السورية دمشق مؤتمر دولي، للبحث في سبل إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، تشارك فيه وفود من 27 دولة، من بينها روسيا والصين وإيران ولبنان والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وباكستان، بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة و12 منظمة غير حكومية. وتتمثل مهمة المنتدى في وضع برنامج يتضمن خطوات عملية لإعادة أكثر من 6.5 مليون لاجئ سوري إلى مدنهم وقراهم، معظمهم في دول الجوار.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس