أكدت موسكو أن "من يعارض إجراء التسوية السياسية في سوريا، تحول إلى اتباع أساليب الخنق المالي والاقتصادي للبلاد من أجل الإطاحة بالحكومة الشرعية".
وجاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الروسية بمناسبة الذكرى الـ 10 لبدء الاضطرابات في سوريا، قرأته المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وذلك في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة 12 مارس/ آذار 2021.
وجاء في البيان أنه "بعد الفشل خلال السنوات العديدة الماضية في محاولات القوات المناوئة لسوريا في تحقيق هدفها والإطاحة بالحكومة الشرعية لهذا البلد باستخدام القوة – على أيدي العصابات المسلحة والإرهابيين – تحولت تلك القوى إلى أساليب الخنق المالي والاقتصادي. ولهذا الغرض، يتم استخدام إجراءات تقييدية أُحادية الجانب، ومنع تقديم المساعدة الخارجية، وخلق عقبات أمام عودة اللاجئين والنازحين إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية".
كما ورد في نص البيان أنه "في الوقت نفسه، فإن المساعدة الانتقائية التي تقدمها الدول الغربية لوكلائها في سوريا لن تؤدي إلا إلى ترسيخ خطوط الانقسام القائمة في المجتمع السوري، وإلى تحفيز المشاعر الانفصالية في تلك المناطق المعزولة اليوم بشكل مصطنع".
كما وصفت الخارجية الروسية المقاربات التي تم طرحها بخصوص المطالب السياسية المتعلقة بتقديم المساعدات الإنسانية للسوريين، وخاصة في سياق تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد بأنها "غير إنسانية وغير بنّاءة.
وتابع البيان أنه "تتم معاقبة السوريين فعلاً بسبب عدم رغبتهم في العيش وفق الأنماط المفروضة عليهم من الخارج، ونحن نرى ذلك دليلاً آخراً على ازدواجية المعايير التي يمارسها خصومنا في ما يتعلق بسوريا، التي يحاولون من خلالها جعل سوريا رهينة مصالح جيوسياسية أنانية، وتحويلها إلى منطقة صراعات داخلية دائمة وساحة لتصفية الحسابات بين عشرات القوى الخارجية".
إلى ذلك شدّد بيان وزارة الخارجية الروسية على أنه "ليس من المستغرب أن يتم اتخاذ هذا الموقف من قِبل تلك الدول التي شاركت بشكل مباشر في تأجيج الحريق السوري، وقدمت وتستمر في تقديم الدعم للقوات المناهضة للحكومة، بما في ذلك الإرهابيين، وهي التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن المأساة السورية المستمرة".
كما أكدت وزارة الخارجية الروسية: "ندعو كل من هو مهتم حقاً بالتوصل إلى تسوية عاجلة للأزمة في سوريا إلى التخلي عن المقاربات المسيّسة، والقيام بدور فعّال في تقديم المساعدة الدولية للشعب السوري، وبالمقام الأول في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الحادة والتحديات الإنسانية".
الموقف الروسي
وجاء في بيان وزرة الخارجية الروسية أن اضطرابات عارمة انطلقت في سوريا بتاريخ 15 مارس/آذار 2011 سرعان ما أن تحولت إلى صراع مسلّح، بسبب التدخل الخارجي في النزاع الذي برزت فيه الجماعات المسلحة غير الشرعية.
وفي هذا الشأن ذكر بيان الخارجية الروسية أن سوريا "تعرضت لعدوان غير مسبوق من قِبل الإرهاب الدولي"، وشددت موسكو في هذا الجانب على أن "روسيا تتخذ موقفاً لا هوادة فيه تجاه الإرهاب الدولي بكافة أشكاله ومظاهره، وتقدم المساعدة العسكرية من أجل القضاء عليه في سوريا، وتدافع بحزم وثبات عن التسوية السياسية للصراع الداخلي في سوريا. نحن على قناعة تامة بأنه لا حل عسكري (للصراع)، ونحن ملتزمون بالعملية السياسية التي يقودها وينفذها السوريون أنفسهم على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
كما ذكر البيان أن "الجانب الروسي يبذل قصارى جهده من أجل تعزيز الحوار بين السوريين، وكذلك الأمر بالنسبة للاتصالات بين الحكومة السورية والمعارضة، ويشجع الأطراف السورية على ضمان أن تكون المناقشات منتظمة وبنّاءة".
هذا وأكدت وزارة الخارجية الروسية أنه "في الوقت نفسه، نحن مقتنعون بضرورة قيام السوريين بشكل مستقل بوضع رؤية مشتركة لمستقبل وطنهم، دون أي ضغوط خارجية، ودون تحديد سقف زمني مصطنع للوصول إلى النتيجة النهائية. إن حتمية سياستنا في الاتجاه السوري كانت دائماً وستظل احترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها".
وبمناسبة الذكرى المأساوية لبداية الأحداث المدمرة والدموية في سوريا، ذكّرت الخارجية الروسية في بيانها بـ "الفظائع العديدة التي ارتكبها الإرهابيون ضد السكان المدنيين، واستفزازات العاملين في المجال الإنساني الزائف من قبل أصحاب (الخوذ البيضاء) باستخدام الأسلحة الكيميائية بتحريض من جانب رعاتهم الغربيين".
وأفادت كذلك بأنه: "كما تعلمون، كانت الاتهامات الموجّهة ضد الحكومة السورية بارتكاب جرائم حرب هي التي استخدمها الأمريكيون وحلفاؤهم عدة مرات لتوجيه تبرير الضربات على الأراضي السورية، وذلك في انتهاك للقانون الدولي وتجاوز لقرارات مجلس الأمن الدولي".
كما جاء في البيان: "نعتبر تعزيز العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين والنازحين إلى ديارهم خطوة مهمة نحو استعادة الوحدة الوطنية في سوريا".
واختتم بيان وزارة الخارجية الروسية بالتشديد على أن "نحن مقتنعون بأن حل المسألة الإنسانية العاجلة المتمثلة في توفير ظروف معيشية كريمة لملايين السوريين الذين عانوا في أرض أجنبية يتطلب مشاركة نشطة من المجتمع الدولي بأسره".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الروسية/ تاس
المصدر: تاس