قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، اليوم الخميس "إن روسيا لا ترى أساسا قانونيا لمحاولات أمريكية محتملة لإعادة فرض العقوبات الدولية ضد إيران بالحجم الذي كانت عليه قبل إبرام اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني.
وأضاف السفير الروسي خلال مناقشة عبر الإنترنت نظمها مركز المصالح الوطنية في واشنطن": "لقد انسحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة. وهذا يعني أن الولايات المتحدة ليس لها الحق في إطلاق أو البدء في تنفيذ أحكام قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 ... لا نرى أي أسباب قانونية وتقنية لمثل هذا القرار. وبالطبع، سنعارض أي إجراءات من قبل الولايات المتحدة".
السفير يرد على تقارير وجود "مؤامرة" بين روسيا و"طالبان"
وقال السفير أنتونوف إن تصريحات وسائل الإعلام الأمريكية بشأن الاستعداد المنسوب لروسيا لدفع مكافآت للمسلحين في أفغانستان مقابل قتل القوات الأمريكية "هي كذبة صريحة".
وبيّن رئيس البعثة الدبلوماسية الروسية "أود أن أرفض بالكامل جميع التهم الموجهة ضد روسيا. لسنا مهتمين بانتصار الإرهاب في أفغانستان".
واضاف "نحن على اتصال وثيق مع زملائنا الأمريكيين وناقشنا بالطبع جميع القضايا المتعلقة بهذا المنشور الاستفزازي الذي اعترفت به بعض وسائل الإعلام في الولايات المتحدة".
وأكد السفير أن روسيا تتفهم الوضع في أفغانستان، حيث فقدت بالفعل "آلاف الأرواح من الجنود والضباط الروس". وتمنى السفير أنتونوف النجاح للمفاوضين الأمريكيين المشاركين في التسوية في أفغانستان.
وختم السفير بقوله "عار على أولئك الذين حاولوا التمييز بين مواقف روسيا الاتحادية والولايات المتحدة بشأن هذه القضية".
الحاجة إلى الحوار
وأضاف أنتونوف أن الولايات المتحدة وروسيا ليستا أعداء ولا يمكنهما عدم التواصل رغم كل التناقضات المتراكمة في العلاقات.
وقال إنه "من الصعب جدا الحديث عن العلاقات الروسية الأمريكية. تراكمت الكثير من التناقضات "..."." وقال أنتونوف "هناك آراء متضاربة حول من يجب أن يتخذ الخطوة الأولى نحو اللقاء مع الآخر".
"يجب أن أعترف بأن هذه العملية حتى الآن مثل السير في دائرة دون أي احتمال واضح لإيجاد أرضية مشتركة".
وأضاف: "في كثير من الحالات، كان علي أن أقنع الجمهور الأمريكي بأن روسيا والولايات المتحدة ليستا أعداء، وأننا لا نستطيع تحمل ترف عدم التحدث مع بعضنا البعض، على الرغم من جميع الاختلافات." وعبّر عن قناعاته بأنه ولأسباب موضوعية، فإن رفاهية العالم كله تعتمد على جودة الروسية الأمريكية العلاقات.
القمة الخماسية
وأشار أنتونوف إلى أن قمة الدول "الخمس" الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن (بريطانيا العظمى، الصين، روسيا الاتحادية، الولايات المتحدة، فرنسا)، التي اقترحتها روسيا، سوف تلعب دورا هاما في تحسين الوضع فى العالم.
وقال رئيس البعثة الدبلوماسية الروسية "نعتقد أن مثل هذه القمة ستلعب دورا هاما في إيجاد سبل لتحسين الوضع الدولي ومنعها من الانزلاق في سيناريو خطير مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها".
كما شدّد على الدور الخاص لروسيا والولايات المتحدة في العالم باعتبارهما قوتين نوويتين.
وتقترح روسيا أن تُناقش في "القمة الخماسية" في الأمم المتحدة، روسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا العظمى، المبادئ الجماعية في الشؤون العالمية والحد من الأسلحة وقضايا أمنية أخرى، بالإضافة إلى التغلب على عواقب انتشار وباء فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي.
وجاء ذلك في مقال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول تاريخ الحرب العالمية الثانية. ونُشر المقال باللغة الإنجليزية في مجلة "ناشيونال إنترست"، ثم ظهر على موقع الكرملين الإلكتروني وفي "الصحيفة الروسية" باللغة الروسية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: ريا نوفوستي - تاس