أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا أن الجانب الروسي يرحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن تشكيل حكومة جديدة في اليمن.
وصرّحت زاخاروفا بذلك في إفادة صحفية، اليوم الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول 2020، أشارت خلالها إلى أن اليمن أعلن في 18 ديسمبر الجاري تشكيل حكومة جديدة، منوّهة بجهود ممثلين عن المملكة العربية السعودية كوسطاء في المفاوضات بين السلطات اليمنية الرسمية وممثلين عن المناطق الجنوبية، معربة عن ترحيب موسكو بهذه الاتفاقات.
وشددت ماريا زاخارفا على دور الوسطاء في هذا الملف بقولها "ونوّد أن نشير بشكل خاص إلى دور المملكة العربية السعودية، وكذلك الإمارات العربية المتحدة، اللتان ساهمتا بشكل كبير في تنسيق هذه التفاهمات وتنفيذها".
ولفتت الدبلوماسية الروسية إلى أن توقيع هذه الوثيقة سبقه "انسحاب متبادل للقوات من على جانبي خط التماس في محافظة أبين، كما تم إجلاء الوحدات المقاتلة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من جنوبي العاصمة اليمنية عدن".
وتابعت زاخاروفا في إفادتها الصحفية:
"نأمل أن تؤدي هذه الإجراءات إلى رفع مستوى الأمن العام، وأن تتيح التركيز على حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية الحادة في هذا الجزء من اليمن، وفي الوقت نفسه، ما زلنا على قناعة بأن حل التناقضات العديدة المتراكمة في اليمن ربما يتم فقط من خلال إجراء حوار شامل، مع مراعاة المصالح المشروعة لكافة القوى السياسية الفاعلة في البلاد".
كما دعت زاخاروفا أطراف النزاع في اليمن إلى عدم السماح بحصول تضارب بين بعضهم البعض في المواقف.
عن الوضع في اليمن
يُشار إلى أن الوضع الاقتصادي المتردي والأزمة الإنسانية في اليمن، وعدم قدرة الحكومة الشرعية على حل الوضع، أسفرت في أبريل/نيسان 2017 عن تشكيل "المجلس الانتقالي الجنوبي" في جنوبي البلاد، بدعم من الإمارات العربية المتحدة، وهو يدعو إلى انفصال جنوب اليمن. وكان يرأس المجلس محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، الذي تمت إقالته من قِبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بسبب فقدانه الثقة، فضلاً عن أن هادي وصف المجلس الانتقالي بأنه "غير شرعي".
كما يُذكر أنه على خلفية الوضع المتدهور في اليمن جنوبي، تندلع بشكل دوري اشتباكات بين مؤيدي استقلال الجنوب وبين الحكومة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وقّع ممثلون عن الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي اتفاقية مصالحة في العاصمة الرياض.
وعلى الرغم من هذه الاتفاقات، إلا أن المجلس الانتقالي أعلن في 26 أبريل 2020،عن إنشاء منطقة حكم ذاتي في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرته، بما في ذلك العاصمة عدن.
وفي يوليو/تموزالماضي، ألغى المجلس المذكور نظام الحكم الذاتي من أجل "السماح للتحالف العربي بتنفيذ اتفاق الرياض في أسرع وقت ممكن"، لكن المجلس أعلن في الشهر التالي، أغسطس/آب، تعليق المفاوضات، ليتم الإعلان في ثم في 10 ديسمبر الجاري من قِبل التحالف العربي عن اتفاق بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مع المجلس الانتقالي على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Creative Commons
المصدر: تاس