أكد السفير الروسي في القاهرة، غيورغي بوريسينكو، أن موسكو تؤيد إقامة تسوية عادلة للنزاع حول سد "النهضة" الذي تقوم إثيوبيا بتشييده، مشيراً إلى أن روسيا على استعداد للمساعدة في التوصل إلى حل عادل لكل أطرف النزاع.
وأعلن السفير الروسي ذلك، يوم الخميس 5 أغسطس/ آب 2021، في تعليق له نُشر على الموقع الإلكتروني للبعثة الدبلوماسية الروسية، جاء فيه: "نحن نرى مدى جدّية التحدي الذي تواجهه مصر في إطار ضمان الأمن المائي. لذا، فإننا نتفهم جيداً مخاوف الأصدقاء المصريين المتعلقة ببناء سد (النهضة) على الأراضي الإثيوبية".
وأضاف بوريسينكو: "دأبت روسيا على الدوام وتواصل الدعوة إلى إقامة تسوية عادلة للنزاع حول عملية البناء هذه، مع المراعاة الكاملة لمصالح مصر والسودان وإثيوبيا"،
وفي هذا الصدد، لفت السفير غيورغي بوريسينكو، إلى أن الجانب الروسي مُستعد لبذل كل جهد ممكن لإيجاد حل مقبول لكل طرف.
وأضاف: "نحن على قناعة بأنه من الممكن، ومن الضروري إيجاد حلول وسط بين الجيران، بما يسمح للدول الثلاث بتنفيذ برامج التنمية الوطنية في جو من حسن الجوار والسلام والاستقرار".
وأكد رئيس البعثة الدبلوماسية الروسية في القاهرة: "إننا مستعدون لتقديم كل المساعدة المُمكنة في هذا الصدد، بما في ذلك العمل مع أديس أبابا على طاولة المفاوضات في سبيل التوصل إلى اتفاق مقبول".
هذا ويُذكر أن إثيوبيا تقوم بتنفيذ مشروع لبناء أكبر سد في افريقيا منذ العام 2011. وتبلغ سعة محطة الطاقة الكهرومائية هذه، المؤلفة من سلسلة من 4 سدود، حوالي 5250 ميغاوات.
وقد اكتمل المشروع بنسبة 80 بالمائة، علماً أن أديس أبابا تعتزم تشغيل السد في 2022-2023.
إلى ذلك تخشى مصر والسودان من أن يؤدي إطلاق العمل بالسد إلى حدوث نقص حاد في منسوب مياه نهر النيل، مما سيؤدي إلى العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لدى البلدين. وتسعى الدولتان إلى إصلاح معايير الموارد المائية المخصصة لهما وإطالة الفترة الزمنية المخصصة لملء السد.
وعلى الرغم من سعي الدول الثلاث إلى التوصل لحل وسط يرضي جميع الأطراف، عبر محادثات مستمرة منذ عام وحتى الآن، إلا أنها فشلت في التوصل إلى حل للمشكلة الأهم المتعلقة بتوقيت ملء السد وتشغيله، وذكل في ظل محاولات مصر الحثيثة إلى إطالة الجدول الزمني للملء، وإبرام اتفاقية ملزمة قانوناً تنظم من خلالها وبوضوح توقيت ومعدل ملء خزان محطة الطاقة الكهرومائية (السد).
هذا وتشير الأنباء الواردة حول هذا الأمر إلى أن أديس أبابا، المعنية للغاية بالملء المبكر للسد وتشغيله، ليست مستعدة للتوقيع على البنود التي اقترحتها القاهرة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : middle-east-online.com
المصدر: تاس