Ru En

روسيا - العالم الإسلامي: تعاون إعلامي من أجل التنمية المُستدامة والازدهار الاقتصادي

١٨ مايو ٢٠٢٣

عُقدت اليوم في قازان، في إطار المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان 2023" ، جلسة إعلامية بعنوان "روسيا - العالم الإسلامي: التعاون الإعلامي من أجل التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي" - اليوم الأربعاء 24 مايو/أيار 2023.


وممن أدار نقاش الجلسة الإعلامية هم مستشارو مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، المحاضر في جامعة موسكو الحكومية ومعهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية والأكاديمية الروسية للاقتصاد الوطني والخدمة الحكومية، كبير المتخصصين في خدمة الاتصالات الخارجية بقناة "روسيا اليوم" - آنا بيليكوفا، ومدير العلاقات الدولية والتنمية الاستراتيجية في اتحاد وكالات الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي ودولة الإمارات العربية المتحدة يونس عناية.


وحضر الفعالية المدير العام لاتحاد وكالات الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي، الامارات  محمد اليامي، ورئيس الوكالة الجمهورية للصحافة والإعلام " الإعلام التتاري - تاتميديا" أيدار سليمغارييف ، مدير إدارة تطوير المعلومات في منظمة التعاون الإسلامي، الإمارات وجدي سندي، نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية - فاريت موخاميتشين، مدير عام وكالة الأنباء الكويتية - فاطمة السالم، سكرتير اتحاد الصحفيين الروسي، رئيس الدائرة الدولية في الاتحاد - تيمور شافير، المدير العام للوكالة التونسية "تونس افريقيا برس" - ناجح ميساو، النائب الأول للمدير العام لوكالة "تاس" - ميخائيل غوسمان، المدير العام للمركز الإسلامي لتنمية التجارة المغربية - لطيفة البوعبدلاوي ورئيس وكالة الدولية للفيديو "روبتلي" - دينارا توكوسونوفا وآخرون.


 وناقش رؤساء وكالات الأنباء الكبرى في دول منظمة التعاون الإسلامي مع زملائهم الروس ملامح "الدبلوماسية الإعلامية"، على هامش المنتدى الاقتصادي.


كانت المحاور الرئيسية للنقاش هي التساؤلات حول مرحلة التعاون بين وسائل الإعلام في روسيا الاتحادية ودول العالم الإسلامي، حول البرامج والمشاريع المشتركة المنفذة في المجال الإعلامي والخطط المستقبلية، بشأن تدابير إضافية من أجل تعاون إعلامي أكثر فعالية، حول نقاط الاتصال بين الصحفيين والمدونين من روسيا ودول العالم الإسلامي.


وقد تم تنظيم الجلسة الإعلامية من قبل اتحاد وكالات الإعلام لمنظمة المؤتمر الإسلامي والوكالة التتارية للصحافة والإعلام "تاتميديا".


تعد وسائل الإعلام حاليًا القوة الدافعة وراء التنمية المستدامة والشراكات الاقتصادية بين الدول. هذا هو السبب في أن التعاون الإعلامي في الظروف الحديثة ليس بأي حال من الأحوال أدنى من دبلوماسية الدول، ويمكن أن يؤدي إلى إضعاف احتكار وسائل الإعلام الغربية، وضمان المساواة في الوصول إلى المعلومات ومواجهة تسييس وسائل الإعلام. في هذا الصدد تدعو روسيا إلى إجراء حوار نشط مع الدول الإسلامية لمكافحة تهديدات المعلومات المشتركة.


وأشار يونس عناية في خطابه إلى أهمية هذا الحدث من اجل تعاون دولي مثمر ومتساوٍ بين وكالات الأنباء المختلفة.


وركز محمد اليامي في مداخلته على اهتمام المشاركين في الجلسة الموسعة بالمهام ذات الأولوية للدورة، وأهمها في رأيه التقارب الإعلامي في روسيا الاتحادية والدول العربية على أساس القيم الروحية والأخلاقية والعدالة، وكذلك بناء الجسور مع وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم وتعزيز التعاون بين وكالات الأنباء و منظمة التعاون الإسلامي.


وقال وجدى سندي: "يتمثل أحد الأهداف المهمة لهذا المنتدى في إيجاد أرضية مشتركة للتعاون الإنساني والاقتصادي. العنصر الإسلامي في روسيا، الذي يعكس الثقافة الفريدة للشعوب التي تعيش في البلاد ينسجم تمامًا مع الثقافة الروسية بشكل عام وهذه حالة فريدة من نوعها تساهم في إنشاء جسور إنسانية مع دول آسيا".


وأضاف: "نحن نأمل ونتطلع إلى بناء تعاون اقتصادي إيجابي نشط وتنفيذ مشاريع إعلامية مشتركة والتي لا يمكن إلا أن تؤثر على تحسين نوعية حياة الناس. كما أن وسائل الإعلام تلعب دوراً هاماً في هذا المجال".


من جانبه لفت فاريت موخاميتشين، في حديثه في الجلسة الإعلامية، انتباه الحاضرين إلى تفرد المنتدى الذي يقام لأول مرة على المستوى الفيدرالي واختيار قازان مدينة لعقده.


كما أشار إلى بروز في الواقع ملامح تشكيل نظام عالمي جديد وعادل متعدد الأقطاب يقوم على السيادة الحقيقية للشعوب والتنوع الحضاري.


وأضاف: "لقد شن الغرب الجماعي حرباً على تلك الدول التي لا توافق على تحمل هيمنته. من المهم بالنسبة لنا ليس فقط التصدي لمحاولات إنشاء الإملاءات ولكن أيضاً محاربة الأكاذيب والتلفيقات الاعلامية. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الجهود المشتركة. وهنا الإعلام الإسلامي مدعو إلى أن يلعب دوراً خاصاً لأن لدينا مقاربات متشابهة وتقاسم مشترك للقيم الروحية والأخلاقية التقليدية. إن المشاريع المشتركة مهمة من شأنها محاربة المواقف الليبرالية المتطرفة وكراهية الإسلام وتشجيع التسامح الديني والتسامح، وتعزيز عمل أفضل الممارسات الروسية من أجل التعايش السلمي بين الشعوب".


كما تحدثت آنا بيليكوفا عن أن مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، هي واحدة من اللاعبين الرئيسيين المهمين في المجال الإعلامي، لتفاعل روسيا مع العالم الإسلامي.واستذكرت المحطات الرئيسية في تطور المجموعة والاتفاقيات الموقعة بشكل خاص بين منظمة التعاون الإسلامي ووكالة الأنباء الروسية "ريانوفستي"، وحول التعاون بين منظمة التعاون ووكالة آر تي روبتلي. كما تم الإعراب عن نية منظمة التعاون الإسلامي إبرام بروتوكول مع وكالة تاس للتعريف بإنجازات ثقافات واقتصاديات دول العالم الإسلامي.


وأشار تيمور شافير، أمين اتحاد الصحفيين الروس إلى أهمية إنشاء منصات مشتركة واستخدام نشط للغة الروسية في الإعلام العربي، وتوافق مع المشاركين بالرأي قائلاً: "بالإضافة إلى الاتفاقيات مع الوكالات، هناك خطط لإنشاء نادي صحفي دائم في موسكو، ويمكن اقامة فعاليات في مدن روسيا أخرى أو في الخارج ولكن يجب أن تكون هناك منصة دائمة بها منتديات واجتماعات وندوات ودورات لغوية كبيرة في موسكو. هذه هي نقطة البداية التالية والتي على أساسها يمكن مواصلة العمل الحالي".


وتحدثت المديرة العامة للمركز الإسلامي لتنمية التجارة بالمغرب - لطيفة بوعبدلاوي في مداخلتها عن أهمية دور الصحافة في تنمية التجارة والاستثمار.


وقالت: "الصحافة ليست أقل من مسؤولة عن تنمية رفاهية الناس  وتحديداً للاستثمار في مجال المعلومات ودراسة العلاقات التجارية والتقارب الثقافي بين البلدان. يجب أن تكون وسائل الإعلام مسؤولة عن المعلومات وأن تكون موضوعية. يمكن لوسائل الإعلام معالجة قضايا الفقر والتعليم الجيد المُتاح لجميع البلدان والمساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية. من المهم أن تستجيب وسائل الإعلام للتحديات الحديثة ومقاومة تشويه الحقائق وإخفاء المعلومات الموضوعية لأغراض أنانية ومحاربة الأخبار الكاذبة حيث يغير الأخير التسعير والاتجاهات في الاقتصاد العالمي، مما قد يكون له عواقب وخيمة على إستقرار الدول".


رئيسة وكالة الفيديو الدولية "روبتلي" - دينارا توكتوسونوفا شاركت مع الحاضرين في الدورة الاتجاهات الهامة للوكالة. وأشارت إلى أن الوكالة تبث 6-7 قنوات من خلال البث المباشر باللغات المختلفة: الروسية والإنكليزية والعربية والألمانية والفرنسية والإسبانية وفي وقت واحد.


واختتمت مداخلتها قائلة: "هدفنا هو تقديم مواد فيديو عالية الجودة للجمهور بسرعة وتوفير الوصول إليها لكل وسائل الإعلام الكبيرة والصغيرة، بالإضافة إلى المدونين المستقلين ومنتجي المحتوى الفرديين الذين يتمتعون بموارد تقنية ومالية متواضعة. يتم إرسال الأخبار من هاتف محمول من الدقائق الأولى من الحدث. ونستمر في مساعدة العملاء على نشر المعلومات باستخدام منصة (روبتلي لايف)، مما يجعل من الممكن استخدام ما يصل إلى تسعة مقاطع فيديو في وقت واحد مع الترجمة إلى لغات مختلفة بثلاث نقرات فقط. الى جانب ذلك، تم إنشاء قسم خاص للتحقق من المصدر الذي نتلقى منه المعلومات، ومكان حدوثها وتاريخ البرامج التي يمكن الوصول إليها والتي يصعب الوصول إليها. ويمكننا بالفعل إلقاء نظرة على هذه المكوّنات الثلاثة. انتشرت مؤخراً معلومات عن رجل نجح في النجاة تحت الأنقاض في سوريا، ووجدنا أن هذا الفيديو مزيف، قديم".


توصل جميع المشاركين في الجلسة الإعلامية إلى نتيجة مفادها أنه في ظل الظروف الحالية، فإن التعاون في المجال الإعلامي، المعروف باسم "دبلوماسية الإعلام" ، يساهم في الجهود الدبلوماسية للدول، ويوفر المساواة في الوصول إلى المعلومات ويقاوم التلاعب السياسي في وسائل الإعلام.

 


مجموعة الرؤية الإستراتيجية"روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة :  نوفوستي