Ru En

ريابكوف: الغارة الأمريكية على سوريا أثرت على الاجتماع بين واشنطن وطهران

٠١ مارس ٢٠٢١

أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أنه كان للغارة الجوية الأمريكية على سوريا الأثر على إمكانية تنظيم مشاورات دبلوماسية غير رسمية بين واشنطن وطهران بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وذلك في مقابلة مع وكالة أنباء "تاس" اليوم الاثنين 1 مارس/آذار 2021.

 

وصرّح الدبلوماسي الروسي قائلاً إنه "من المستحيل عدم لفت الانتباه إلى أن الضربة التي تنتهك القانون الدولي على أهداف في سوريا، والتي، وفقاً لممثلي الولايات المتحدة، كانت متعلقة بالتشكيلات التي تدعمها إيران، جاءت في أكثر اللحظات أهمية في العمل على فكرة تنظيم مثل هذا الاجتماع. ولا شك في أن قوى نافذة في واشنطن اتخذت خطوات لتعطيل هذا الحدث".

 

كما أشار وقال نائب وزير الخارجية الروسية إلى أن "موسكو تأسف لعدم تنظيم اجتماع غير رسمي بين الولايات المتحدة والمشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني".

 

وأضاف في هذا الإطار: "يؤسفنا أنه في هذه المرحلة لا يمكن تنظيم اجتماع غير رسمي، اقترحته خدمة الشؤون الخارجية الأوروبية، بين المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة والولايات المتحدة".

 

كما أوضح نائب وزير الخارجية أن "أحداث الأيام الأخيرة حولت، للأسف، احتمال إعادة هذا الحدث إلى مستوى الموقف المعقد، والاتهامات التي تُسمع ضد إيران حول مختلف جوانب سياستها"، مضيفاً أن جلسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية افتتحت في فيينا اليوم الاثنين حيث "سينتج عنها بمناقشات ساخنة وفقاً لجميع المؤشرات".

 

وبحسب سيرغي ريابكوف، "ستواصل روسيا التمسك بمسار زيادة فرص حل سياسي- دبلوماسي للمشاكل الناشئة حول البرنامج النووي الإيراني.. مع الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة وضمان قابليتها للتطبيق في المستقبل".

 

كما أكد المسؤول الروسي أن موسكو "لا تقطع الاتصالات مع أي من الشركاء بشأن موضوع خطة العمل الشاملة المشتركة، لكنها تعتبر أنه من غير المقبول زيادة الضغط على إيران من قِبل الدول الغربية".

 

وأضاف قائلا: "تبدو لي تلك القرارات والحجج التي يستشهد بها زملاؤنا الإيرانيون لدعم نهجهم منطقية تماماً. لسوء الحظ، يرى بعض زملائنا الآخرين، بمن في ذلك من بين الدول المتبقية في خطة العمل الشاملة المشتركة، أنه من الضروري في هذه المرحلة زيادة الضغط السياسي على إيران".

 

واعتبر أن هذا خطأ بالمطلق، "خاصة بالنظر إلى النتائج الإيجابية والواعدة التي تحققت خلال الزيارة الأخيرة لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران".

 

 

الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة

 

وفي مسألة الاتصالات الروسية الأمريكية حول البرنامج النووي الإيراني قال سيرغي ريابكوف إن "ممثلين عن موسكو وواشنطن كانوا قد أجروا اتصالات بشأن الاتفاق النووي الإيراني"، لافتاً إلى أنه "لم تحدث مناقشات جديدة حتى الآن".

 

إلى ذلك نوّه الدبلوماسي الروسي، في معرض رده على سؤال ذي صلة بأنه "لقد أجرينا مثل هذه الاتصالات، وما زالت في الانتظار"، علماً بأن ريابكوف كان قد صرّح لوكالة "تاس" في وقت سابق بأنه في المستقبل القريب ستناقش موسكو وواشنطن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني.

 

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، يوم أمس الأحد، 28 فبراير إن "الجانب الإيراني لا يرى ضرورة في ظل الظروف الحالية لعقد اجتماع يقترحه الاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أنه "في الوقت الحالي لم يطرأ أي تغيير على نهج واشنطن".

 

كما أفادت وكالة "رويترز"، أمس الأحد، نقلاً عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن السلطات الأمريكية تشعر بخيبة أمل إزاء رفض طهران عرض الاتحاد الأوروبي لإجراء اتصالات دبلوماسية مباشرة مع واشنطن.

 

هذا وقد بات  معروفاً أنه في ليلة 26 فبراير/شباط 2021، شنّت الولايات المتحدة غارات جوية على منطقة حدودية سورية - عراقية ضد أهداف لمجموعات موالية لإيران، ليكشف مسؤولون في  وزارة الدفاع الأمريكية فيما بعد إن هذه الغارة جاءت رداً على الهجمات الأخيرة في العراق، التي استهدفت ممثلي الولايات المتحدة والتحالف، والتي نفذت عملية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (المحظور في روسيا الاتحادية).

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الروسية/ تاس

المصدر: تاس