قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في بيان حول قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، "إن موسكو تأمل أن يفهم اللبنانيون بشكل صحيح حكم المحكمة وأن يظهروا الوحدة الوطنية".
وقالت زاخاروفا يوم أمس الخميس 20 آب/ أغسطس: "نأمل أن ينظر جميع اللبنانيين إلى الحكم الصادر في 18 أغسطس في لاهاي بشكل صحيح، وأن يشجعهم ذلك على تعزيز تضامنهم باسم المصالح الوطنية".
ووفقا لها، فإن الحريري نفسه قد دعا باستمرار "إلى وحدة لبنان وعدم التفرقة، ودعا إلى التضامن بين ممثلي جميع الطوائف العرقية والطائفية العديدة في البلاد في مواجهة أي محاولات لبث الفتنة بين اللبنانيين".
وقالت زاخاروفا في التعليق: "نحن مقتنعون بأنه يجب اليوم على جميع السياسيين اللبنانيين المؤثرين أن يتحدوا من أجل إخراج وطنهم من الأزمة التي طال أمدها من خلال الجهود المشتركة".
وأشارت إلى أنه لهذا الغرض من الضروري اتخاذ خطوات "لنزع فتيل التوتر ونبذ العنف ومنع الانزلاق إلى تطور غير منضبط للأحداث".
وشدّدت زاخاروفا على أن روسيا دعمت باستمرار أنشطة المحكمة الخاصة بلبنان من أجل إجراء محاكمة عادلة ونزيهة وتقديم المسؤولين عن الجريمة إلى العدالة.
في هذه العملية، استرشدت موسكو بالاحترام غير المشروط لسيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه، وكذلك بمهام ضمان التنمية المستقرة والسلمية للدولة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية "بدورنا نقدم كل أنواع المساعدة للشعب اللبناني الصديق". وجميع الأطراف الخارجية المهتمة ستعمل على مواءمة خطها بطريقة تُسهم بشكل فعال في تطبيع الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في لبنان".
الحكم في مقتل الحريري
يوم الثلاثاء الماضي، عُقد اجتماع المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، حيث أُعلن الحكم في مقتل رفيق الحريري. وتأسست المحكمة في عام 2007 بقرار من مجلس الأمن الدولي لتقديم الأشخاص المتورطين في الهجوم الإرهابي في بيروت بتاريخ 14 شباط/ فبراير 2005، والذي أدى إلى مقتل الحريري، إلى العدالة.
وأودى الانفجار الذي وقع على طريق محاذي للبحر في بيروت بحياة الحراس والمساعدين المرافقين للحريري، وقتل ما مجموعه 22 شخصا.
وتم توجيه الاتهام إلى أربعة لبنانيين بالتورط في جريمة القتل وهم سليم عياش، وحسين عنيسي وحسن مرعي وأسد صبرا. وأثبتت التحقيقات أن جميعهم مرتبطون بـ"حزب الله" اللبناني. كما وجد القضاة الدوليون المدعو عياش مذنبا في حين تمت تبرئة البقية.
وفي وقت سابق، رفض الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، تسليم المشتبه بهم للعدالة الدولية. ونفى كل التهم وحذر من أن "محاكمة ذات دوافع سياسية في لاهاي يمكن أن تثير فتنة أهلية جديدة في لبنان".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس