أكدت موسكو أنها تتطلع إلى التغلب في أقرب وقت مُمكن على تدهور العلاقات بين لبنان وعدد من الدول العربية في منطقة الخليج وذلك دون المساس بالوضع في المنطقة وبالتضامن العربي.
وجاء ذلك في مؤتمر صحفي لمديرة إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وقالت زاخاروفا: "أما بالنسبة لتفاقم الوضع الدبلوماسي الذي نجم عن رد فعل مجموعة من الدول من بين أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية على تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، حول تصرفات التحالف العربي في اليمن، نحن بالتأكيد نتطلع إلى التغلب عليه في أسرغ وقت ممكن"، "حرصاً على الموضوعية، يجب التوضيح أنه أبدى رأيه في هذه المسألة كشخص عادي قبل تعيينه في المنصب الوزاري. ونأمل أن يتمكن الطرفان من حل الصدام الذي نشأ دون المساس بالعلاقات بين الدول والتضامن العربي".
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية في هذا الشأن أنه "لم يطلب أحد من الجانب الروسي الوساطة لحل هذا الوضع".
كما شدّدت ماريا زاخاروفا على أن "روسيا ملتزمة بشدّة بسيادة لبنان الصديق. ونحن ندعم أنشطة الحكومة المشكّلة حديثاً في لبنان برئاسة نجيب ميقاتي، التي تهدف إلى تجاوز الأزمة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، وإلى حل المشاكل أخرى. والقضايا على جدول الأعمال الوطني".
وأضافت: "نحن مهتمون أيضا بالحفاظ على الاستقرار في هذا البلد، الفريد من نوعه في تنوعه العرقي والطائفي. لقد دأبنا دائماً وسنواصل دعوة السياسيين اللبنانيين إلى الاحترام المتبادل والاتفاق، وبالطبع مراعاة مصالح كافة فئات الشعب".
تاريخ هذه القضية
أصبح من المعروف أنه بتاريخ 5 أغسطس/آب الماضي، وأثناء مشاركته في أحد البرامج على قناة "الجزيرة" القطرية (قبل تعيينه وزيراً)، دافع جورج قرداحي عن المعارضة في اليمن "الحوثيين"، وذلك بقوله إنهم "يدافعون عن أنفسهم.. هناك عدوان جائر ولا إنساني من السعودية والإمارات".
هذا وقد تم تكرار هذه التصريحات قبل أيام من قبل عدد من وسائل الإعلام الإقليمية، مما تسبب في فضيحة دبلوماسية.
من جهتها، وصفت الرياض تصريحات قرداحي بـ "التشهير وتشويه موقف المملكة الداعم للحكومة اليمنية الشرعية"، في حين أعلنت السلطات السعودية، ثم البحرين، أن سفيريّ لبنان في الرياض والمنامة غير مرغوب فيهما وذلك يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومنحت كلال الدولتين مهلة 48 ساعة لمغادرة أراضي البلدين.
على إثر ذلك، استدعت الكويت رئيس بعثتها الدبلوماسية من بيروت وطالبت القائم بالأعمال اللبناني بمغادرة البلاد. كما أمرت الإمارات دبلوماسييها بمغادرة بيروت ونصحت مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى لبنان.
بدوره، دعا وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بو حبيب، إلى حل الأزمة مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية من خلال الحوار.
وفي إطار تطورات هذا المشهد أكد جورج قرداحي، الذي تسبب في اشتعال أزمة جديدة بين جمهورية لبنان والمملكة العربية السعودية أنه لا يعتزم الاعتذار أو الاستقالة بسبب تصريحاته، وذلك في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يُذكر في هذا السياق أن وزير الخارجية اللبناني الأسبق شربل وهبة قدم استقالته في مايو/أيار الماضي - 2021 على خلفية تصريحات وردت في برنامج حواري على قناة محلية اعتبرت مهينة، عبر استخدامه وصف "بدو" ضمن سياق التقليل من الشأن في حق عرب السعودية ومن خلالهم شعوب الخليج العربي ككل، وهو ما أثار غضب شمل شريحة واسعة من المواطنين في دول الخليج وخارجها.. بما في ذلك لبنان.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس