Ru En

المشاركون في مؤتمر "فالداي" سيناقشون تأثير الأزمة الأوروبية على الشرق الأوسط

٢٨ فبراير ٢٠٢٣

يفتتح اليوم الثلاثاء، 28 فبراير/شباط 2023، في موسكو مؤتمر الشرق الأوسط الـ 12 لنادي "فالداي" الحواري بدعم من معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية. موضوع منتدى هذا العام هو "الشرق الأوسط الجديد والأزمة الأمنية في أوروبا: آثار التأثير المتبادل".


يجمع الحدث السنوي تقليديا الضيوف من مختلف دول المنطقة. هذه المرة، سيحضر المؤتمر الذي يستمر يومين حوالي 50 خبيراً بارزاً في المنطقة، وسياسيين ومثقفين من 18 دولة، بما في ذلك الجزائر ومصر وإيران وإسرائيل والصين والكويت ولبنان والإمارات وفلسطين وروسيا والسعودية وسوريا وتركيا. ومن المواضيع الرئيسية مناقشة مختلف الآراء والمواقف السياسية، بما في ذلك من الدول التي لا يزال هناك توتر بينها.


وسيكون ضيوف شرف المؤتمر الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي للشرق الأوسط ودول افريقيا ونائب وزير الخارجية الروسي - ميخائيل بوغدانوف، والنائب الأول لوزير الطاقة الروسي - بافل سوروكين. ومن بين الضيوف الأجانب رفيعي المستوى، سيشارك في المنتدى مستشار الرئيس السوري - بثينة شعبان، ورئيس جامعة "ألتنباش" - شاغري إرهان، ومستشارة رئيس الجمهورية اللبنانية - أمل أبو زيد وآخرون.


هذا وتم إعداد تقرير جديد لـ "فالداي" بعنوان "الشرق الأوسط ومستقبل عالم متعدد المراكز"، حيث سيناقش المحللون حالة المنطقة وسيقترحون 3 سيناريوهات محتملة لتطويرها. على وجه الخصوص، لم يستبعد الخبراء أن المواجهة بين روسيا والغرب يمكن نقلها إلى الشرق الأوسط، مما سيؤدي إلى تفاقم الصراع المحتمل بالفعل هناك. السيناريو الثاني المحتمل يرى الخبراء احتمال تحويل المنطقة إلى "مركز مستقل" كامل. كما لم يتم استبعاد سيناريو معاكس تماماً - تحويل الفضاء بأكمله "من المحيط إلى الخليج" إلى "محيط ضخم للسياسة العالمية".


ومع ذلك، يجمع المحللون على شيء واحد مؤكد: وهو أنه مع الأخذ في الاعتبار جميع السيناريوهات المذكورة أعلاه والأزمة في العلاقات بين روسيا والغرب يجب أن تصبح سياسة موسكو في الشرق الأوسط "أكثر تكيفا ومرونة".

 


أزمة أمنية


في عام 2023، سيعقد نادي "فالداي" على خلفية أزمة أمنية غير مسبوقة في أوروبا. كانت ذروة عملية تفكك النظام العالمي المتمركز حول الغرب هي الأزمة في أوكرانيا، التي أثرت على جميع العمليات الدولية. ولم يصبح الشرق الأوسط، وهو منطقة نامية ديناميكيا تحرر نفسها تدريجياً من نفوذ الغرب، استثناء.

وكما أشار أندريه بيستريتسكي، رئيس مجلس إدارة صندوق "فالداي" لتطوير ودعم نادي النقاش، في مقابلة مع وكالة "تاس"، فإن الشرق الأوسط اليوم قد دخل مساراً جديداً لتطوره. وأوضح أن الأزمة الأوروبية أصبحت نوعاً من المحفز للعمليات التي بدأت منذ فترة طويلة من المشاركة المكثفة للاعبين في الشرق الأوسط في إنشاء نظام عالمي جديد. وقال: "لقد خلقت الأزمة العالمية وضعاً جديداً نسبياً لدول المنطقة، عندما تكون هناك مخاطر عديدة من ناحية، ومن ناحية أخرى - فرص جديدة". وسيكون تأثير الأزمة العالمية على الوضع في منطقة الشرق الأوسط، ودور البلدان في النظام العالمي الجديد الناشئ الموضوع الرئيسي للمناقشة المقبلة.

هذا ويتضمن برنامج المنتدى خمس جلسات، 3 منها ستعقد في إطار مفتوح لوسائل الإعلام. كما تم إعداد خمس كتل رئيسية من القضايا للمشاركين: آفاق إنشاء نظام أمني إقليمي في الشرق الأوسط، والأزمة الأوكرانية ودول الشرق الأوسط، وتحول نظام النقل والخدمات اللوجستية في أوراسيا في ظروف القيود الغربية، وتأثير الأزمة الدولية على سوق الهيدروكربونات، وتشكيل نظام متعدد المراكز في الشرق الأوسط.


هذا ويكتسي مؤتمر الشرق الأوسط أهمية خاصة بالنظر إلى الأحداث الهامة الماضية والمقبلة في المنطقة، التي قد تصبح مهمة لتطوير المناقشة في إطارها. من بينها وصول الائتلاف بقيادة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل، وهجوم الطائرات بدون طيار على المنشآت العسكرية الإيرانية، والانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا، وزيارة وزير الخارجية الروسية - سيرغي لافروف إلى العراق، وزيارة وزير الخارجية المصري - سامح شكري لموسكو وغيرها.

 


التوجه نحو الشرق


سيتم إيلاء اهتمام خاص خلال المناقشة لآفاق العلاقات بين روسيا والشرق الأوسط في الظروف الجيوسياسية الجديدة. وأشارت الخدمة الصحفية لنادي "فالداي" إلى أن الشرق الأوسط هو أحد الثوابت الاستراتيجية التي لا تزال على جدول أعمال السياسة الروسية.


تتعاون روسيا مع جميع دول المنطقة وتعمل كـ "صانع سلام دبلوماسي" ووسيط في تسوية العديد من النزاعات. وعلى وجه الخصوص، تلعب موسكو دوراً حاسماً في حل الأزمة السورية. وبمساعدتها، بدأت عملية تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق العام الماضي. تجدر الإشارة أيضاً إلى أن روسيا كانت من أوائل من أرسلوا فرق إنقاذ إلى تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمر في أوائل فبراير.


فيما يتعلق بمسألة حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، حيث لوحظت جولة جديدة من التصعيد هذا العام، يدعو الاتحاد الروسي إلى استئناف عمل اللجنة الرباعية للشرق الأوسط (روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي) من أجل تجنب مواجهة جديدة واسعة النطاق بين الطرفين.


بالإضافة إلى ذلك، لا تزال موسكو أكبر شريك اقتصادي لدول المنطقة. على الرغم من أن الدول الغربية تمارس ضغوطاً غير مسبوقة على دول الشرق الأوسط للتخلي عن التعاون مع روسيا، إلا أن حجم التعاون التجاري والاقتصادي ينمو باطراد. في الوقت نفسه، يتم فتح فرص جديدة، مثل الانتقال إلى التجارة بالعملات الوطنية، وتشكيل نظام آمن لنقل المعلومات المالية بين البنوك التي تتجاوز نظام SWIFT، وإنشاء ممرات نقل جديدة، والتي سيناقشها المشاركون في المؤتمر أيضا.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"

الصورة: Valdai Club

المصدر: تاس