من المقرر أن يعقد الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين والرئيس الصيني - شي جين بينغ محادثات رسمية في الكريملِن، اليوم الثلاثاء 21 مارس/أذار 2023، علماً أن الزعيمين على موعد، في اليوم الثاني من زيارة الرئيس الصيني إلى موسكو، مع برنامج عمل حافل.
ووفقاً للبروتوكولات، سيبدأ الاجتماع بين فلاديمير بوتين وشي جين بينغ بتقديم شخصيات الوفدين، على أن يتبع ذلك جولتان من المحادثات وتوقيع الوثائق وتصريحات الزعيمين ومأدبة عشاء رسمية. ومن المقرر أيضاً أن يجري الرئيس الصيني محادثات مع رئيس الوزراء الروسي - ميخائيل ميشوستين قبل الاجتماع في الكريملِن.
المشاركون في اللقاء
بحسب مساعد الرئيس الروسي - يوري أوشاكوف: "من المقرر أن يكون هناك تمثيل كبير في المحادثات مع مراعاة أهمية الزيارة". وبالتالي، من المتوقع أن يمثل الجانب الروسي في المحادثات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي - دميتري ميدفيديف، ووزير الخارجية - سيرغي لافروف، ووزير الدفاع - سيرغي شويغو، ونائب رئيس الوزراء - دميتري تشيرنيشينكو، ورئيس البنك المركزي - إلفيرا نابيولينا، ومدير الخدمة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني - دميتري شوغاييف، وكذلك المدير العام لوكالة "روسكوسموس" يوري بوريسوف.
كما تمت دعوة ميدفيديف ولافروف وتشرنيشينكو، بالإضافة إلى خمسة آخرين من نواب رئيس الوزراء، إلى المحادثات بشكل موسع، وكذلك النائب الأول لرئيس الوزراء - أندريه بيلوسوف، ونائب رئيس الوزراء - تاتيانا غوليكوفا، وألكسندر نوفاك ويوري تروتنيف ودينيس مانتوروف، ونائب رئيس إدارة الرئيس – السكرتير الصحفي للرئيس الروسي - دميتري بيسكوف، ومساعد الرئيس - مكسيم أوريشكين. كما تمت دعوة إلى المحادثات الموسعة وزير التنمية الاقتصادية - مكسيم ريشيتنيكوف، وزير النقل - فيتالي سافيليف، وزير المالية - أنطون سيلوانوف، رئيس "روساتوم" - أليكسي ليكاتشيف. وفي هذا اللقاء لا يشارك رؤساء أكبر الشركات الروسية، علماً أنه تمت دعوتهم رسماً إلى مأدبة عشاء. من جانبه أفاد يوري أوشاكوف فإن "الوفد الصيني يتكوّن بشكل أساسي من مسؤولين حكوميين، ولا يشمل ممثلين عن قطاع الأعمال لذلك سنحافظ على تكافؤ محدد".
ووفقا للوزير أيضاً "من الممكن أن نفهم، من خلال الشخصيات المشاركة، ما هية الموضوعات التي سيتم التطرق إليها خلال هذه المفاوضات".
الموضوعات الرئيسية في المفاوضات
يتوقع الكريملِن أنه من بين قضايا العلاقات الثنائية بين موسكو وبكين، سيناقش الزعيمان مواضيع الطاقة والتعاون العسكري التقني، والتعاون التجاري والاقتصادي. وتوقع يمساعد الرئيس الروسي أنه "ستتم مناقشة موضوع الطاقة بتفصيل كبير". وكان الرئيس بوتين عشية الزيارة قد وصف العلاقة بين روسيا والصين، لصحيفة "الشعب" اليومية بأنها "شراكة تهدف إلى المستقبل"، كما وصف خط أنابيب الغاز الرئيسي لسيبيريا بأنه "صفقة القرن"، وأكد أن روسيا والصين تبنيان، فعلياً، الجسور بالمعنى الحرفي والمجازي، "على عكس بعض الذين يتطلعون للهيمنة ويزرعون الخلافات في الوئام العالمي".
ويُذكر في هذا الصدد أن الصين تعتبر الشريك التجاري الأكبر لروسيا، إذ بلغ حجم التجارة في نهاية عام 2022 حوالي 185 مليار دولار، علماً أن كان نموّها السنوي، على مدار العامين الماضيين، كان حوالي 30٪، مع الأخذ بعين الاعتبار أن حصة المعاملات بالعملات الوطنية آخذة في الازدياد. ويتوقع الكريملِن أن يتحقق الهدف الذي حدده الزعيمان كي يبلغ حجم المبيعات التجاري 200 مليار دولار ليس في عام 2024، كما هو مخطط له، بل في عام 2023.
من بين القضايا الدولية في المحادثات، تحدث يوري أوشاكوف بشكل خاص أوكرانيا، مؤكداً أن موسكو تقدر تقديراً عالياً الموقف المتوازن للقيادة الصينية بشأن هذه القضية، وأن روسيا على دراية بخطة التسوية الصينية. ومن جانب آخر، كان الرئيس الروسي ونظيره الصيني قد تطرقا بالفعل إلى هذه القضية في محادثتهما يوم أمس 20 آمارس.
النتائج النهائية
هذا ومن المقرر أن يوقع الرئيسان بيانين مشتركين عقب المحادثات - بشأن تعميق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي لدخول حقبة جديدة في العلاقات، وبشأن خطة لتطوير المجالات الرئيسية للتعاون الاقتصادي الروسي - الصيني حتى عام 2030.
إجمالاً ونتيجة للزيارة، من المفترض التوقيع على أكثر من 10 وثائق حول تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
علاقة خاصة وزيارة خاصة
وفقا للبروتوكول الدبلوماسي، فإن وضع الدولة هو الأعلى في تدرج الزيارات الأجنبية، ويُستخدم بشكل غير منتظم. وعادة ما تعني مثل هذه الزيارات أنه يتم عقد العديد من أحداث واجتماعات البروتوكول الإضافي، علاوة على المفاوضات التجارية. ومع ذلك، كما أوضح يوري أوشاكوف، فإن زيارة شي جين بينغ لروسيا هذه المرة لها مرتبة حكومية للتأكيد على أهميتها، لكنها في جوهرها ستكون عملية حصرية.
وتعتبر روسيا هي أول دولة يزورها شي جين بينغ بعد إعادة انتخابه رئيساً لجمهورية الصين الشعبية. في عام 2010، كما يُذكر في هذا الشأن أن موسكو كانت محظة زيارة الرئيس الصيني الأولى عقب توليه منصبه لأول مرة. ومنذ ذلك الحين التقى الزعيمان الروسي والصيني حوالي 40 مرة.
في اجتماع في الكريملِن، يوم أمس 20 مارس، خاطب فلاديمير بوتين وشي جين بينغ بعضهما البعض بوصف "صديقي العزيز". وأشار الزعيم الصيني، الذي نُشرت مقالته في اليوم السابق في صحيفة "روسيسكايا غازيتا"، إلى أن الصين وروسيا تلتزمان بمفهوم "الصداقة الأبدية والتعاون متبادل المنفعة"، وأن الدعم المتبادل للطرفين أثناء وباء "كورونا" أصبح "دليلاً آخراً على أن الأصدقاء يعرفون بعهضم البعض في المحن".
وأشار الزعيم الروسي إلى التقدم المدهش في العلاقات الثنائية، والتي وصلت إلى أعلى مستوى في تاريخها، منوّهاً بأنها آخذة بالنمو بشكل أقوى إذ قال: "من حيث نوعية العلاقة، فهي تتفوق على التحالفات العسكرية والسياسية أثناء الحرب الباردة، فلا يوجد زعيم أو تابع، لا توجد قيود أو مواضيع ممنوعة". وبحسب الرئيس الروسي، فإن العلاقات بين موسكو وبكين هي الآن حجر الزاوية للاستقرار العالمي وهي "الضامن لأجندة إيجابية في الشؤون الدولية".
وأكدت كل من موسكو وبكين أنهما تتوقعان بعد الزيارة الموافقة على خطط جديدة لتطوير العلاقات الروسية - الصينية من الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي.
وبحسب وكالة "تاس" الروسية للأنباء، فقد أقام الرئيس الصيني والوفد المرافق له في فندق "Soluxe Hotel Moscow" بالقرب من محطة مترو "Botanicheskiy sad"، في شمال شرق موسكو، وهذا الفندق جزء من مركز أعمال جديد بحديقة كبيرة على الطراز الصيني. وذكر مساعد الروئيس الروسي - يوري أوشاكوف أنه من المقرر، تبادل الهدايا في أثناء هذه الزيارة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: الموقع الرسمي لرئيس روسيا
المصدر: تاس