سيعقد يوم الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في جمهورية قرغيزستان أول مؤتمر شعبي للكورولتاي - وهو هيئة استشارية، بمشاركة الرئيس صدير جاباروف.
وسيحضر هذا الحدث، وفقاً لمكت الرئيس الصحفي، أكثر من 1000 مندوب من جميع مناطق ومحافظات البلاد، بالإضافة إلى نواب البرلمان أحادي المجلس، وأعضاء مجلس الوزراء، ورؤساء هيئات الدولة.
ومن المخطط أن يتم بعد الاجتماع، الذي سيستمر حتى 26 نوفمبر، اعتماد قرار، مع مراعاة توصيات ومقترحات المندوبين لممثلي جميع السلطات، بما في ذلك الإدارة الرئاسية ومجلس الوزراء والبرلمان.
وقال وزير الدولة سويونبيك كاسمامبيتوف، رئيس اللجنة المنظمة للحدث، في وقت سابق إن "الغرض من المؤتمر هو عقد اجتماع مباشر مع رئيس الدولة وتبادل وجهات النظر مع المندوبين المنتخبين من المناطق. ولن يكون هناك مندوبون مدربون، أو ما يسمى بالمندوبين المناوبين. إذ من الضروري تنظيم العلاقة بين الشعب والحكومة واتخاذ المزيد من الخطوات مع مراعاة المقترحات الرئيسية لتنمية البلاد".
وأضاف أن المقترحات والآراء التي أعرب عنها المندوبون سيتم بالضرورة "أخذها في الاعتبار"، وسيتم وضع توصيات بشأنها، والتي سيتم إرسالها لاحقاً "إلى جميع فروع السلطة وهيئات الدولة وهيئات الحكم الذاتي المحلية".
التاريخ الصعب لكورولتاي قرغيزيا
هذا ووقع الرئيس مرسوماً يقضي بعقد أول كورولتاي في أغسطس/آب الماضي، حدد فيه أنه يحق لمواطني الجمهورية المشاركة في مناقشة واعتماد القوانين و"القرارات ذات الأهمية الجمهورية والمحلية"، فضلاً عن المشاركة في إدارة "شؤون المجتمع والدولة سواء بشكل مباشر أو من خلال ممثليهم".
وكما أوضح الرئيس، كان كورولتاي الشعب لعدة قرون اجتماعياً واستشارياً وإشرافياً لقرغيزستان، يقدم توصيات بشأن اتجاهات التنمية الاجتماعية. وأشار رئيس الجمهورية إلى أن المؤتمر المقبل سيسهم في زيادة تعزيز الوئام بين الأعراق في قرغيزستان، وتوطيد المجتمع المدني، وتشجيع التعبئة الاجتماعية.
وشدد صدير جاباروف على أن هناك حاجة إلى ضمان "حوار وطني من أجل توحيد جميع القوميات والمجموعات العرقية التي تشكل شعب قرغيزستان، في سبيل تحقيق التنمية المستدامة لدولة قرغيزستان ومجتمعها، ولتحقيق الوئام بين الأعراق والأديان ومشاركة الشعب في حكم البلاد".
وسيكون هذا أول كورولتاي على الصعيد الوطني في عهد الرئيس جاباروف. ومع ذلك، في التاريخ الحديث لدولة قرغيزستان، كانت هناك بالفعل مثل هذه المؤتمرات، إذ عقد أول رئيس للجمهورية، عسكر أكاييف، في عام 1992 لأول مرة مثل هذا المؤتمر. وبعد ذلك بعامين، عُقٍد أيضاً أول كورولتاي لشعوب البلاد، كرس لقضايا الوئام بين الأعراق عقب الاشتباكات الدموية بين مواطني الدولة من العرقيتين القرغيزية والأوزبيكية، وذلك في المركز الإقليمي الجنوبي لأوش في عام 1990.
وفي عام 2005، احتفظت المعارضة القرغيزية بكورولتاي خاص بها، وبعد أسبوعين أطيح بأكاييف وأجبر على الفرار من البلاد. أما في عام 2010، عقد الرئيس الثاني لقرغيزستان، كورمانبيك باكييف، كورولتاي، وبعد بضعة أيام تم عزله أيضا من منصبه نتيجة للثورة وغادر البلاد لأسباب أمنية.
هذا ويُذكر أن الكورولتاي هي جمعية تداولية تقليدية ليس فقط في قرغيزستان، ولكن أيضاً بين العديد من الشعوب التركية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: AmanovDmitry/Creative Commons 3.0
المصدر: تاس