أكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن ما يحدث في يريفان "هو شأن داخلي"، معرباً عن أمله في ألا تؤثر هذه الأحداث على تنفيذ الاتفاق الثلاثي بشأن قره باغ، الذي كان قد وقّعه مع القادة في كل من روسيا فلاديمير بوتين وأرمينيا نيكول باشينيان، بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وقال علييف في مؤتمر صحفي له اليوم الجمعة 26 ر/شباط 2021 إن"الأحداث في أرمينيا شأن أرمني بحت. أرمينيا اليوم في وضع صعب لدرجة أن ما يجري هناك يهز أسس الدولة هناك إلى حد كبير".
وأضاف الرئيس الأذربيجاني أن "نتائج الحرب ماثلة وسوف تبقى كما هي، والبيان الموقع في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (9 نوفمبر بتوقيت موسكو - تاس) يجري تنفيذه ويجب تنفيذه بالكامل، وقد تم بالفعل تنفيذ معظم بنود هذا البيان. ولكن هناك أسئلة تتم مناقشتها الآن. آمل أنه على الرغم من الوضع في أرمينيا، أن يتم الوفاء ببنود البيان الموقع في 10 نوفمبر".
وأضاف إلهام علييف أنه بحسب ما تواجهه يريفان فإنه الخيارات المتاحة أمامها "ليست كبيرة جداً. عليهم أن يتصالحوا مع الواقع الجديد. لقد خلقنا حقيقة جديدة". وأكد أن الخيار الأكثر قبولاً بالنسبة لأرمينيا الآن هو تنفيذ بنود البيان الثلاثي المُشار إليه آنفاً.
محاولات الانتقام
أكد إلهام علييف أن بلاده "سوف يتخذ الإجراءات على الفور في حال رأينا أي نية لدى أرمينيا من أجل ترتيب عمل انتقامي".
وأوضح قائلا: "هناك شرط أساسي آخر للسلام طويل الأمد، وهو الفهم الواضح في أرمينيا، في الأوساط السياسية الأرمنية، أن أي أن أذربيجان ستقوم بمعاقبة أي نية للانتقام وبشدة، لا شك في ذلك، ولن نتردد لحظة في حال رأينا خطراً علينا مرة أخرى. وإذا توصلنا إلى تحليل وجود خطر كبير، فسنتصرف على الفور".
الجدير بالذكر أن تحركات جماعية لمعارضين ومؤيدين لرئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان بدأت في البلاد يوم أمس الخميس، وذلك على خلفية إصدار هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة بياناً أعلنت من خلاله مطالبة الجيش باستقالته.
ووقّع البيان رئيس هيئة الأركان العامة أونيك غاسباريان ونوابه ورؤساء الدوائر والهيئات. واعتبر باشينيان ذلك بمثابة محاولة لانقلاب عسكري، فأصدر قراراً بإقالة رئيس هيئة الأركان العامة.
بدوره، لم يوقّع رئيس البلاد أرمين سركيسيان على هذه القرارات حتى الآن، علماً أنه يتمتع بصلاحيات تعيين وإقالة رئيس هيئة الأركان العامة بناء على اقتراح من رئيس الوزراء، وفقا للدستور الأرمني.
إلى ذلك أمضى ناشطو حركة "إنقاذ الوطن" المعارضة ليلة أمس الخميس في الخيام أمام مبنى البرلمان، فيما تشير الأنباء الواردة من يريفان إلى عزمهم لإحياء تجمعات جديدة.
الجدير بالذكر أن البيان المشترك لقادة روسيا وأرمينيا وأذربيجان، بشأن الوقف الكامل للعمليات المسلحة في ناغورني قره باغ، أتاح إنهاء المواجاهات العسكرية في منطقة الصراع، التي اندلعت في 27 سبتمبر/أيلول2020.
وبحسب الوثيقة، يتوقف الجانبان الأذربيجاني والأرمني كلُ عند المواقع التي وصلو إليها جراء الأعمال القتالية. وأسست هذه الوثيقة لسيطرة أذربيجان على عدد من، وتم نشر قوات روسية لحفظ السلام على طول خط التماس وممر لاتشين.
وتتنازع باكو ويريفان على ملكية المنطقة منذ فبراير 1988، عندما أعلنت انفصالها عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس