Ru En

قازان - مناقشة أشكال التنسيق الإعلامي بين روسيا و"التعاون الإسلامي"

٢٩ يوليو ٢٠٢١

كيف يجب أن يكون التعاون الإعلامي بين روسيا ودول العالم الإسلامي؟ ما الذي يجب الانتباه إليه في المقام الأول من أجل مقاومة أجندة المعلومات التي يفرضها الغرب بتعنّت؟ حاول المشاركون في حلقة النقاش التعاون الإعلامي بين روسيا ومنظمة "التعاون الإسلامي"، التي أقيمت في إطار القمة الاقتصادية الدولية الثانية عشرة "روسيا - العالم الإسلامي: قمة قازان  2021"، التوصل للإجابات عن هذه الأسئلة.

 


الأولوية هي موضوعية وسائل الإعلام الحديثة


تجدر الإشارة إلى أن القمة أولت قضايا الإعلام اهتماماً خاصاً، حيث أصبحت منصة إعلامية نشطة. صرّح بذلك فاريت موخاميتشين، نائب رئيس مجموعة "الرؤية الاستراتيجية روسيا - العالم الإسلامي"، خلال مناقشة إمكانيات التعاون الإخباري والمعلوماتي بين روسيا والعالم الإسلامي. وأضاف:"إن موضوعية وسائل الإعلام الحديثة وأمن المعلومات الدولي لها أهمية خاصة اليوم. بالنسبة لمجموعة "الرؤية الإستراتيجية"، لطالما كانت العلاقات والتواصل مع وسائل الإعلام من الأولويات، في عام 2015، تم نقل موضوع الاعلام و المعلومات إلى مستوى إدارة منفصلة، واجتماعنا اليوم هو تأكيد على ذلك".

 

قازان - مناقشة أشكال التنسيق الإعلامي بين روسيا و

 

كما أكد موخاميتشين على أن هناك حاجة لتحديد القدرات الحالية للتفاعل بين روسيا والدول الإسلامية في فضاء المعلومات، وتحديد العوامل التي تسهم في تحسين صورة العلاقات بين روسيا الاتحادية ودول الأعضاء في منظمة "التعاون الإسلامي" على المستوى الدولي. وأضاف في كلمته: "في رأيي، يمكن لمؤتمرنا اليوم أن يعطي دفعة لتطوير التعاون الإعلامي بين روسيا ودول العالم الإسلامي ككل. ونقترح إنشاء منصة عملية في اطار مجموعة "الرؤية الاستراتيجية" للاجتماعات المنتظمة، والتواصل بين المتخصصين في مجال الإعلام. كما نتطلع في أقرب وقت الى إمكانية توقيع اتفاقية بين اتحاد وكالات الإعلام لمنظمة التعاون الاسلامي وروسيا اليوم".


في ختام كلمته، أشار فاريت موخاميتشين إلى أن مجموعة "الرؤية الاستراتيجية" تولي اهتماماً خاصاً لموضوع تطوير الحوار بين الحضارات، موضحا ان منهج روسيا اليوم يقوم على الاعتراف بأن العالم الإسلامي يرى التطور العالمي بطريقته الخاصة وبأن دول الشرق هي التي أصبحت اليوم مصادر للأفكار الجديدة والحفاظ على القيم التقليدية.وأضاف أن "روسيا، التي تنتمي إلى الغرب والشرق وإلى العالم المسيحي والإسلامي، تلعب دوراً خاصاً في العالم الحديث. وتعتبر مسألة تطوير العلاقات العامة بين روسيا والشرق و تطوير الدبلوماسية الشعبية لبلدنا أكثر أهمية من أي دولة أخرى وأن روسيا ودول العالم الإسلامي حلفاء طبيعيون في دعم التنوع الحضاري والثقافي وتنمية المجتمع البشري".

 


الصحفيون والصور النمطية عن الإسلام


كما أيد الممثل الدائم لروسيا لدى منظمة "التعاون الإسلامي" رمضان عبد اللطيبوف آراء زملائه المتحدثين، وأشار إلى أنه من المهم للغاية في الواقع الحديث عن إقامة حوار بين ممثلي العالمين الإسلامي والمسيحي.

 

قازان - مناقشة أشكال التنسيق الإعلامي بين روسيا و

 

كما أوضح عبد اللطيبوف في كلمته إلى ان روسيا تتمتع بخبرة واسعة في مجال الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وهو ما يقدره أيضاً الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. وأضاف أنه الدراسات التي تجريها منظمة "التعاون الإسلامي" بانتظام في مجال تفاقم المشاعر المعادية للإسلام، لا تحتوي على التحدث بطريقة سلبية عن روسيا أو ذكرها أبداً، وان منظمة "التعاون الاسلامي" لا ترى فحسب، بل تقدّر جداً التجربة الروسية في بناء حوار فعّال بين الأديان.


في حديثه عن العمل مع ممثلي وسائل الإعلام، لفت عبد اللطيبوف الانتباه إلى أنه لا تزال لدى العديد من الصحفيين صوراً نمطية في أذهانهم، وتحيزات في ما يتعلق بالإسلام والعالم الإسلامي بشكل عام، بما في ذلك في روسيا. وفي الوقت نفسه، لا تدعم روسيا هذا التوجه والأفكار، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول دائماً إن روسيا ليست مسيحية عظيمة فحسب، بل هي أيضاً دولة مسلمة، لهذا بمقدورنا الاستمرار في إقامة الحوار.


وفي هذا الصدد، اقترح المندوب الدائم لروسيا لدى منظمة "التعاون الإسلامي" إشراك الإمكانات العلمية في دراسة مشاكل الحوار الديني، والتركيز على دور الصحفيين للقيام بذلك.


كما أعاد رمضان عبد اللطيبوف إلى أذهان الحاضرين إعلان "مكة"، الذي وقعته 130 دولة، والذي يتحدث عن اعتدال الإسلام وأنه دين غير متعصب، حيث يتم وضع الهوية المدنية للإنسان في المقام الأول. لذلك، كما أكد عبد اللطيبوف على أن المجتمع بحاجة إلى نهج حضاري جديد، " فالدين ليس معياراً أساسياً لتقييم الحضارة، التي تشمل مجموعة معقدة من: النظام العالمي والثقافة والنظام الاجتماعي والقانون والأخلاق والتقاليد، إلخ". في الختام، أكد عبد اللطيبوف مجدداً على مزايا تتارستان ومجموعة "الرؤية الاستراتيجية" في تأسيس واحدة من أكثر المنصات فاعلية في العالم الإسلامي وهي- قمة قازان.

 


تتارستان هي المركز الإعلامي الرئيس للبلاد


وكان من بين ضيوف الشرف في حلقة النقاش ألكسندر بيكانتوف، رئيس المركز الصحفي بوزارة الخارجية الروسية، نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة، الذي اغتنم هذه الفرصة، للتشديد على مساهمة مجموعة "الرؤية الاستراتيجية" في تنسيق العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي، واصفاً عمل المنظمة بأنه مثال فعّال للدبلوماسية الشعبية. وأضاف ألكسندر بيكانتوف أن"العلاقات مع العالم الإسلامي من أولويات السياسة الخارجية لروسيا. بعد بدء أنشطة المجموعة، وصل هذا التفاعل إلى مستوى جديد. تقدم الإمكانات الهائلة للمجموعة مساهمة مفيدة في تنسيق العلاقات بين العالمين الإسلامي وغير الإسلامي، وتساعد على بناء جسور التفاهم بين الناس لمحاربة الإسلاموفوبيا وكراهية المسيحية ،وترجع هذه النجاحات إلى حقيقة هي وجود خبراء من لا يُشق لهم غبار في مجال الإسلام في البلاد".

 

قازان - مناقشة أشكال التنسيق الإعلامي بين روسيا و

 

وأشار بيكانتوف إلى أنه في سياق المعلوماتية الكاملة، فإن لوضع العامل الإسلامي والتعاون في فضاء معلومات واحد أهمية متزايدة، وأن الأجندة الحديثة تتشكل إلى حد كبير في الشرق، مضيفاً: "اليوم، السمة المميزة لبلدان الشرق هي ظهور وسائل إعلام جماهيرية مؤثرة وموثوقة على المستوى العالمي، وهذا يثبت لنا مدى التأثير القوي لوسائل الإعلام في الدول الإسلامية على الجمهور في العالم، باستخدام التقنيات المتقدمة ونظام البث الواسع".


وأوضح ألكسندر بيكانتوف في كلمته إلى أن هناك مصلحة متبادلة في الشراكة، وهناك فرص كبيرة للتطور من خلال وسائل الإعلام الوطنية، بما في ذلك إنشاء برامج إخباريةواستعارة الخبرة. موسكو والعالم الإسلامي مهتمان بمنع الحروب الاعلامية في العالم. نشهد اليوم حرباً إعلامية عالمية من الغرب ضد الدول الإسلامية، بما في ذلك وسائل الإعلام. في المقام الأول. يتم طرح الأحداث السلبية البحتة وتضخم المشكلات القائمة، والتكتم على النجاحات، وبالتالي إضعاف قوي للخصوم من خلال تشويه السمعة القصوى في فضاء المعلومات العالمي. ندعو جميعاً إلى حرية الوصول إلى المعلومات، واحترام حقوق جميع الصحفيين. من بين مهامنا ذات الأولوية مكافحة المعلومات المزيفة والمضللة، ومحاربة الصور النمطية. ومن خلال تضافر الجهود، فقط، يمكننا مقاومة حروب المعلومات بشكل فعّال، وتغيير التوازن في البيئة الإعلامية لصالح العدالة، وفي الوقت نفسه من المهم للغاية ضمان الدعم الإعلامي المناسب للتعاون الدبلوماسي.


في ختام كلمته تمنى رئيس المركز الصحفي بوزارة الخارجية الروسية للمشاركين في حلقة النقاش التوصل إلى رأي مشترك، مؤكداً أن جمهورية تتارستان أصبحت المركز الإعلامي الرئيس لروسيا الاتحادية.

 


انفتاح وتغلغل الثقافات


ووفقا لعضو لجنة الشؤون الدولية في مصر، الكاتبة ضحى عاصي، فقط عندما يكون هناك تطور ثقافي، يمكن الحديث عن المجالات الأخرى للتعاون - الأعمال والاقتصاد والسياسة، مشيرة الى الدورالكبير الذي يلعبه التصوير السينمائي في دراسة ثقافات الدول والشعوب الأخرى، موضحة أنهم في مصر يحبون بث الأفلام الروسية. وبهذا الخصوص قالت الكاتبة المصرية إن "السينما تتيح لنا التعرف على بعضنا البعض. لهذا يجب تنظيم مهرجان سنوي، والبدء من جديد في جلب الكتب من روسيا"، مختتمة مداخلتها  بأنه "لدينا ما يمكننا وما يجب علينا العمل عليه وستكون هناك دائمًا فرص لذلك".

 

قازان - مناقشة أشكال التنسيق الإعلامي بين روسيا و

من جانبها تناولت نائبة رئيس تحرير وكالة تاس الاخبارية يوليا شريفولينا المزيد من التفاصيل حول ما يعيق الإنتاج عالي الجودة. وفي كلماتها أشارت الى ضرورة أن يحاول المتحدثون في المقابلات عدم تكرار موقف الدولة الذي تم التعبير عنه مراراً وتكراراً، ولكن تقديم شيء جديد، وليكن حرفياً في بضع جمل. واختتمت شريفولينا كلمتها بعدم نسيان الصورة التي هي اليوم في المقام الأول، في عصر شعبية الشبكات الاجتماعية وعدم الخوف من إظهار هذه الصورة.

 

قازان - مناقشة أشكال التنسيق الإعلامي بين روسيا و

 

ووافقت بذلك الرأي آسيا سامويلوفا، رئيسة قسم مركز المشاريع الدولية التابع لروسيا اليوم، مشيرة إلى أنه من المهم لنا جميعاً الحفاظ على حوار مهني مستقر، وإقامته مع الزملاء، بما في ذلك في إطار اتفاقية للتعاون مع المؤسسات الإعلامية في العالم الإسلامي.

 

قازان - مناقشة أشكال التنسيق الإعلامي بين روسيا و

 

ومن الكلمات المهمة خلال المناقشة كانت كلمة ألقاها حازم عبده، رئيس القسم الدولي لاتحاد وكالات أنباء منظمة "التعاون الإسلامي" قال فيها إنه "واثق من أنه على الرغم من التباعد الجغرافي، الا ان التفاعل الثقافي القائم بيننا ومفهوم الصداقة والتداخل والتغلغل بين الثقافة الإسلامية والثقافة الروسية مهم لمزيد من التعاون".

 

قازان - مناقشة أشكال التنسيق الإعلامي بين روسيا و

 

وأختتم حازم عبده كلمته بقوله إن"هناك قضايا تحتاج إلى حل في أسرع وقت ممكن"/ منوهاً بأن روسيا تتمتع بخبرة واسعة في بناء السياسة الإخبارية، في أنشطة المنظمات الصحفية. وأضاف أن "هناك عدد من الفرص وأشكال التعاون لمعالجة القضايا المشتعلة، ونرى أن اللقاءات تُعقد بمشاركة عدد كبير من الأخصائيين من دول مختلفة. وهذا يشير إلى استمرار التفاعل بين روسيا والعالم الإسلامي، على الرغم من المشكلات القائمة. كما من المهم جداً ليس فقط الاستماع إلى الجانب الآخر، ولكن فهم وجهة النظر المختلفة. لهذا، من المهم معرفة سبب حدوث هذا الحدث أو ذاك. من المهم أن نتحدث لا أن نفقد الحوار".

 

إلميرا جافياتولينا