صرّح أمير قطر - الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مؤتمر صحفي حول نتائج زيارته لجكهورية العراق، ومحادثاته مع رئيس الوزراء العراقي - محمد السوداني، أن قطر والعراق وقعّا اتفاقيات تعاون في مجال الطاقة والبنية التحتية، وذلك يوم أمس الخميس 15 يونيو/حزِيران 2023.
وقال الأمير الذي بثت قناة "الجزيرة" الاخبارية خطابه إنه "تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات اليوم، بالإضافة إلى إعلان نوايا مشترك يهدف إلى تعزيز التعاون بين قطر والعراق".
ووفقاً للشيخ تميم، فإن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في بغداد تغطي "مجالات حيوية مثل الطاقة والكهرباء وتطوير المدن الحديثة والأعمال الفندقية، فضلاً عن إدارة المستشفيات في العراق". بالإضافة إلى ذلك، أكد الأمير تميم، أن الطرفان ناقشا مشاريع البنية التحتية الإقليمية، بما في ذلك دمج شبكات الكهرباء العراقية في نظام الطاقة في دول الخليج العربي.
وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، عقب المحادثات بين زعيمي البلدين، فإن الاتفاقيات تشمل توريد الغاز القطري للعراق، وإنشاء شركة نفط مشتركة، فضلاً عن بناء مصفاة نفط. بالإضافة إلى ذلك، يشير البيان إلى أن الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق وقعت مذكرات تعاون مع شركة الاستثمار القطرية القابضة لاستثمار والعديد من الشركات التجارية.
وأشار رئيس الحكومة العراقية، متحدثاً في المؤتمر الصحفي، إلى الحاجة إلى استثمارات لاستعادة اقتصاد البلاد، الذي عانى من صراع مسلح طويلا، مضيفاً أنه "اليوم، يخلق الوضع الآمن والمستقر سياسياً في العراق ظروفاً واعدة للعمل، والتي ناقشناها مع الشيخ تميم. كما نظرنا في الآفاق الاقتصادية للشركات القطرية التي يمكنها المشاركة في مشاريع إعادة تأهيل البنية التحتية لدينا".
وقال رئيس الوزراء العراقي إن "الطرفين ناقشاً مشاركة قطر في مشروع مسار التنمية العراقي الطموح الذي قد يصبح في المستقبل القريب بديلاً لقناة السويس. وتحدثنا كذلك عن الفرص الاستثمارية المتعلقة بمشروع مسار التنمية الذي يعد واعداً للعراق والمنطقة. ويوفر هذا المشروع فرصة للشراكة الاقتصادية، ونحن نقدر اهتمام قطر الصادق بالمشاركة فيه".
"طريق التنمية"
في نهاية مايو/أيار، أعلنت السلطات العراقية عن إطلاق مشروع نظام النقل والخدمات اللوجستية، بما في ذلك السكك الحديدية والطرق السريعة، الذي سيربط المناطق الجنوبية الغنية بالنفط من البلاد بساحل تركيا على البحر المتوسط. ووفقاً للمشروع، سيتم ربط الطرق السريعة الرئيسية للنقل بميناء الفاو الكبير على ساحل الخليج العربي. وفي إطار "مسار التنمية"، سيتم تحديث وبناء أكثر من 1.2 ألف كيلومتر من السكك الحديدية المتصلة بالطرق السريعة التي ستربط العراق بالدول المجاورة.
هذا وتقدر تكلفة المشروع بـ 17 مليار دولار. في الوقت نفسه، تتوقع بغداد أن يأتي جزء كبير من الاستثمارات من الدول العربية، ولا سيما دول الخليج العربي. إذ يجب أن يكتمل المشروع في وقت مبكر من عام 2029، ووفقاً للمحللين، يمكن أن يتنافس بجدية مع قناة السويس المصرية.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس