يعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء مارس/آذار 2021، سلسلة اجتماعات خلال رحلة عمله إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، علماً أن أبوظبي ستكون الوجهة الأولى في جولة وزير الخارجية الروسي إلى شبه الجزيرة العربية، التي تشمل كذلك زيارة المملكة العربية السعودية ودولة قطر.
يُشار إلى أن هناك صلات وثيقة تربط بين روسيا ودول الخليج العربي، وفي هذا الإطار قام وزراء خارجية الإمارات والسعودية وقطر بزيارة العاصمة الروسية موسكو خلال هذا الشتاء.
كما يتضمن برنامج إقامة الوزير الروسي لافروف في أبوظبي عقد محادثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية والتعاون الدولي عبد الله بن زايد آل نهيان.
آفاق جديدة للتعاون
هذا وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها، إلى أن اجتماعات سيرغي لافروف في الإمارات تهدف إلى أن تصبح جزءً مهماً من الحوار السياسي الثنائي، الذي يحافظ في إطاره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على "اتصالات وثيقة منتظمة" مع زعماء تلك الدول العربية.
وفي هذا الخصوص، سيناقش الجانبان زيادة بناء التعاون التجاري وفقا للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في وقت سابق على أعلى المستويات. وعلى الرغم من الصعوبات المرتبطة بانتشار وباء فيروس كورونا، إلا أن مؤشرات التبادل التجاري بين روسيا الاتحادية والإمارات العربية المتحدة قد ارتفعت في عام 2020 بنسبة 78%، وكما تم التأكيد في الخارجية الروسية، "وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 3.27 مليار دولار".
بدوره، يؤكد الجانب الروسي على الخطط الحالية لعقد الاجتماع الكامل المقبل للجنة الحكومية الدولية الثنائية للتعاون التجاري والاقتصادي والفني هذا العام، حيث عُقد الاجتماع السابق للجنة في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
ويتطور التعاون بين روسيا الاتحادية والإمارات العربية المتحدة في المجال الاستثماري، بما في ذلك من خلال "الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة". واستذكرت الخارجية الروسية أنه في "إطار المنصات المشتركة مع الهياكل المتخصصة في الإمارات، تم تنفيذ مشاريع بقيمة 2.3 مليار دولار".
وفي سياق متصل بالتعاون الاستثماري الثنائي، من المقرر أن يبت الطرفان في الاتفاق على مشاريع جديدة في عدد من القطاعات، مثل الطاقة والصناعة والزراعة والبنية التحتية والاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، إّذ أعلنت الدائرة الدبلوماسية الروسية أنه "سيتم التأكيد على مطلب التعاون الإقليمي بين روسيا والدول العربية المذكورة أعلاه".
كما سيولى اهتمام خاص لتفعيل الروابط الثقافية والإنسانية. وبيّنت وزارة الخارجية ف هذا الشان أنه "في الوقت نفسه، يستمر نظام الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر العادية، والذي يتم العمل به مع الإمارات وقطر، عاملاً محفزاً مهما".
استخدام اللقاحات الروسية
وفي ملف آخر، من المتوقع أن يحتل موضوع توسيع التعاون في مكافحة عدوى فيروس كورونا موقعاً مهما في هذه المحادثات. وإذا كان اللقاح الروسي "سبوتنيك V" في وقت اجتماع الوزيرين في ديسمبر/كانون الأول 2020 في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية عليه في الإمارات، فهو اليوم بين تلك اللقاحات المعتمدة للاستخدام في هذه الدولة إلى جانب لقاح الشركة الصينية "سينوفارم" وشركة "فايزر" الأمريكية وشريكتها الألمانية "بيو إن تيك"، علماً أن دولة الإمارات وتحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث نسبة السكان الملقّحين التي تقترب من 65%.
بالإضافة إلى ذلك، يتم إجراء جزء من التجارب السريرية الدولية للقاح "سبوتنيك لايت" في الإمارات العربية المتحدة، حيث يشارك الجانب الإماراتي فيها بـ 3 آلاف شخص. ويعتبر "سبوتنيك لايت" نسخة مخففة العيار من "سبوتنيك V" وهو لا يتطلب سوى لقاح لمرة واحدة بدلا من جرعتين.
الأمن العالمي والإقليمي
إلى ذلك سيقوم ممثلون من موسكو وأبو ظبي بإجراء "ضبط الساعة المفصل في الجوانب الرئيسية" للأجندات الدولية والشرق أوسطية.
وقد ورد في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية أنه "سيتم التركيز على الحاجة إلى حل النزاعات الجارية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا من خلال حوار شامل، يأخذ في الاعتبار المصالح والمخاوف المشروعة لكافة الأطراف المعنية. ومن المقرر دراسة الوضع في سوريا وليبيا واليمن والتسوية العربية - الاسرائيلية من هذه الزاوية".
كما سيولي الطرفان اهتماماً خاصاً لمسألة الاستقرار المستدام في منطقة الخليج العربي. والجدير بالذكر أن موسكو قدمت منذ حوالي عام ونصف، مفهوماً روسياً محدثاً لضمان الأمن الجماعي في منطقة الخليج. ويتضمن هذا المفهوم آلية جماعية للرد على التحديات والتهديدات بمشاركة دول المنطقة بما في ذلك إيران وكافة الدول العربية.
هذا وشدّدت وزارة الخارجية الروسية على "أننا ندعو دائما إلى التخلي عن خطاب المواجهة، ومناقشة القضايا الخلافية المتراكمة على طاولة المفاوضات، وأن تبني كافة دول المنطقة والإقليمية نظاماً أمنياً جماعياً والاستجابة المشتركة للتحديات والتهديدات القائمة".
يُشار إلى أن مبادرات روسيا الاتحادية لضمان الأمن في المنطقة تجد استجابة إيجابية في الإمارات. وصرّح وزير الخارجية الإماراتي عقب زيارته لموسكو بأن بلاده "ترحب بجهود موسكو في هذا الاتجاه".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس