Ru En

لافروف والزياني يبحثان العلاقات التجارية والقضايا الإقليمية

٠٢ يوليو ٢٠٢١

يُجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة 2 يوليو/ تموز 2021، محادثات مع نظيره البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، المتواجد حاليا في زيارة عمل بالعاصمة موسكو.

 

وتعد هذه ثاني زيارة يقوم بها الزياني إلى روسيا منذ تعيينه وزيراً لخارجية المملكة في فبراير/ شباط 2020. وفي شهر يونيو/ حزيران من هذا العام، سجل الوزير البحريني مشاركته في فعاليات "منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي".

 

ومن المتوقع أن يُسهم الاجتماع المقبل بين الوزيرين في الحفاظ على الحوار السياسي الموثوق حول القضايا الإقليمية والدولية، كما سيسمح بمناقشة قضايا الساعة من أجل مواصلة تطوير العلاقات الروسية - البحرينية.

 

 

 

علاقات المنفعة المتبادلة

 

من الجدير بالذكر أن عُمر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بلغ في العام الماضي 30 عاماً. وكما ورد في بيان صدر عن سفارة مملكة البحرين في روسيا الاتحادية وتلقت وكالة "تاس" نسخة منه، فإن هذه العقود من التعاون انعكست بالفائدة على البلدين.

 

من جانبها شدّدت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر عنها على أن العلاقات التي تربط بين موسكو والمنامة ودية ولطالما كانت كذلك تقليدياً، إذ تحافظ الدولتان على حوار سياسي منتظم على مختلف المستويات.

 

إلى ذلك، سوف يمكّن الاجتماع الوزاري من إجراء مناقشة مُستفيضة للقضايا الموضوعية، وللمزيد من التطوير لمجموعة كاملة من التعاون، ومسار التنفيذ العملي للاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال الاتصالات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

 

كما شدّدت الخارجية الروسية، على أنها تعتبر زيارة الوزير الزياني خطوة مهمة أخرى نحو بناء علاقات ثنائية متعددة الجوانب، وتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الخليج العربي، وتعزيز أجندة بناءة في منطقة الشرق الأوسط بأكمله.

 

 

 

التفاعل التجاري: التجارة والحركة الجوية

 

وفي شأن متصل أفادت السفارة البحرينية في موسكو لوكالة "تاس"، بأنه من بين أهم القضايا، سيناقش الوزيران استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، والتي أوقفها انتشار وباء كورونا. بالإضافة إلى ذلك، يعتزم وزير خارجية المملكة إثارة موضوع متابعة تعليم الطلاب البحرينيين في روسيا الاتحادية.

 

كما سيتم خلال المحادثات إيلاء اهتمام خاص، كما هو متوقع، لمهام الزيادة المنهجية في حجم التبادل التجاري والشراكة الاستثمارية، وتكثيف عمل اللجنة الحكومية الروسية - البحرينية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني، وإقامة روابط إقليمية وثقافية وإنسانية.

 

إضافة إلى ذلك، لفتت وزارة الخارجية الروسية الانتباه إلى أنه في نهاية عام 2020، وبسبب الوضع الاقتصادي غير المواتي وانخفاض أسعار الطاقة العالمية المصاحبة لانتشار وباء فيروس كورونا، انخفض حجم التجارة الثنائية بنسبة 53 بالمائة، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق وبلغت 21.3 مليون دولار.

 

وفي هذا الصدد، تم إسناد الدور المهم لتعزيز التبادل التجاري إلى اللجنة الحكومية الدولية الثنائية، ويجري حاليا بحث موضوع تنظيم اجتماعها الثالث في العاصمة المنامة.

 

وفي إطار التعاون الثنائي أيضاً، يتم العمل على تحسين الإطار القانوني الثنائي للعلاقات.

 

لذلك، في مايو/ أيار الماضي، وقعت شركة "روسكوسموس" الحكومية والوكالة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين، مذكرة تفاهم وتعاون في استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية.

 

من جهته، أكد وزير النقل والاتصالات البحريني كمال بن أحمد محمد، أن الوثيقة ستصبح أساساً للتعاون في مجال الفضاء بين البلدين.

 

وبالإضافة إلى ذلك، يتواصل تنسيق الوثائق الحكومية الدولية والمشتركة بين الإدارات في الجمارك ومجالات النقل والتعاون الصناعي، والرعاية الصحية وعدد من الملفات الأخرى.

 

 

إنتاج "سبوتنيك V"

 

الجدير بالذكر أنه لم يتم تجاهل التعاون بين البلدين في إطار مكافحة الوباء، فقد وافقت السلطات البحرينية بالفعل على استخدام اللقاح "سبوتنيك V" و"سبوتنيك لايت" الروسي في المملكة، لأن "سبوتنيك V" أثبت بالفعل كفاءة تصل نسبتها إلى 94.3 بالمائة.

 

كما يشهد التعاون بين "الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة" و"الصندوق الثروة السيادي للبحرين" (ممتلكات)، تطوراً وبوتيرة جيدة. وهكذا، وافق "الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة" و"ممتلكات" ومجموعة "بينوفارم" (جزء من هيئة المساهمة التمويلية "سيستيما") على إطلاق مشروع إنتاج لقاح "سبوتنيك V" في المملكة.

 

كما أنه من المتوقع أن يتم توريد منتجات هذه المؤسسة إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وأكد بيان البعثة الدبلوماسية البحرينية في موسكو، أن "البحرين تتطلع إلى إقامة هذا المشروع".

 

 

 

جدول الأعمال الإقليمي

 

إضافة إلى ما سبق، من المتوقع أن يحتل تبادل وجهات النظر حول الجوانب الرئيسية للأجندة الإقليمية - بما في ذلك الوضع في سوريا، وقضايا التسوية العربية - الإسرائيلية، وآفاق الاستقرار الموثوق به في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج العربي - أهمية ومكانة كبيرتين في المحادثات بين لافروف ونظيره الزياني.

 

إلى ذلك ورد في  بيان الخارجية الروسية أنه "في الوقت نفسه، سينصب التركيز على ضرورة حل حالات الصراع الجارية بالوسائل السياسية والدبلوماسية، وبروح الأحكام ذات الصلة من القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مع احترام سيادة ووحدة أراضي دولة المنطقة، انطلاقاً من عدم جواز التدخل في شؤونها الداخلية".

 

الجدير بالذكر أن البحرين أصبحت العام الماضي واحدة من الدول العربية التي مضت نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وكما أكد وزير الخارجية الروسي، فإن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية يجب ألا يستخدم لتأخير حل القضية الفلسطينية.

 

كما سيعمل الوزيران على إجراء مقارنة حول الجوانب الرئيسية للتعاون الروسي - البحريني، في إطار الأمم المتحدة وغيرها من المنصات متعددة الأطراف.

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس