Ru En

لافروف ووزير الخارجية الإيراني يبحثان إحياء "الاتفاق النووي" وأوكرانيا

٣١ أغسطس ٢٠٢٢

يُجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان محادثات في العاصمة موسكو اليوم الأربعاء 31 أغسطس/آب 2022، وستكون الموضوعات الرئيسية للمناقشة هي إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، والوضع في أوكرانيا وسوريا.

 

وتعتبر هذه الزيارة هي الثانية التي يقوم بها الوزير الإيراني إلى موسكو هذا العام. وقبل ذلك، زار العاصمة الروسية في مارس/آذار الماضي. وخلال تلك الرحلة، تمت مناقشة العقوبات على إيران والاتفاق النووي والعلاقات الثنائية. وبالإضافة إلى ذلك، زار الوزير لافروف طهران في يونيو/حزيران الماضي.

 

 

عند خط النهاية

 

وكما هو متوقع، سيكون الموضوع الرئيسي للمحادثات هو استئناف الاتفاق النووي الإيراني.  وبحسب التقييم العام، فإن التوصل إلى اتفاق أصبح "أقرب من أي وقت مضى".

 

ومع ذلك، لا تزال الخلافات حول بعض البنود قائمة بين إيران والولايات المتحدة.

 

بدورها، أفادت وزارة الخارجية الإيرانية في 24 أغسطس/آب الجاري أن الولايات المتحدة استجابت لمقترحات إيران والاتحاد الأوروبي من أجل حل الخلافات.

 

وقد وعدت طهران بإبداء تعليقها بعد النظر في الموقف الأمريكي. وفقا لـ "بلومبرغ"، قد يستغرق الأمر عدة أسابيع أخرى للتوصل إلى اتفاق.

 

وكانت المهمّة الرئيسية لزيارته لموسكو، بحسب ما ذكره عبد اللهيان هي تسوية الأزمة الأوكرانية "بناءً على طلب أرسلته إيران". وبحسب قوله، فإن بعض الدول الغربية تريد "أن تلعب طهران دوراً فاعلاً في هذه القضية".

 

كما أعرب الجانب الإيراني مراراً عن استعداده لتقديم خدمات الوساطة بشأن الوضع حول أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، أشارت طهران رسميا إلى أن الأزمة كانت نتيجة سياسة الغرب و حلف شمال الأطلسي - الـ "ناتو".

 

بدوره، قال نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية علي عبد الله، يوم 16 أغسطس الجاري خلال "مؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي" إنّه "يجب محاسبة الولايات المتحدة وحلفائها على الأذى الذي لحق بشعبي روسيا وأوكرانيا".

 

وسبق أن أعرب وزير الخارجية الروسي عن امتنانه للجانب الإيراني "لفهمه الصحيح تماماً لما يحدث" في أوكرانيا.

 

هذا وفي اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران في 19 يوليو/تموز الماضي، قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إنه إذا لم يتم إيقاف الـ "ناتو" في أوكرانيا، فبعد فترة من الوقت سيكون الحلف في حرب مع روسيا تحت ذريعة القرم.

 

 

اتفاقيات طهران

 

يخطط الجانبان لإيلاء اهتمام خاص للوضع في سوريا. ومن المتوقع أن يبحث الطرفان الخطوات العملية لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في طهران في القمة التي عقدت بصيغة "أستانا" يوم 19 يوليو الماضي.

 

وفي الأسبوع الماضي، قام وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بزيارة إلى موسكو.

 

وصرّح  سيرغي لافروف عقب محادثاته مع نظيره السوري بأن اتفاقات طهران "تنفذ بالكامل"، كما تشعر موسكو وطهران بالقلق من العملية العسكرية التركية الجديدة المحتملة في سوريا.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في 25 أغسطس/آب الجاري إن العملية "يمكن تنفيذها في أي لحظة".

 

وفي غضون ذلك، شدّد لافروف، خلال مؤتمر صحفي عقب المحادثات مع المقداد، على أن موسكو تعتبر بدء العمليات العسكرية في شمال سوريا "أمراً غير مقبول".

 

 

التعاون رغم العقوبات

 

إلى ذلك، أكدت الخارجية الروسية قبل المحادثات، أن التقدم في كافة مجالات العلاقات الثنائية هو طويل الأمد وتطوري.

 

وفي مقابلة مع وكالة أنباء "تاس"، قال السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي إن القيود المفروضة من الغرب قد قربت بين روسيا وإيران التي ستقاوم معا ضغط العقوبات.

 

بدورها، موسكو عازمة على تعميق التعاون متبادل المنفعة مع طهران في جميع المجالات.

 

كما بلغ حجم التجارة الثنائية في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز 2.7 مليار دولار، بزيادة 42.5 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضي.

 

هذا وأصبحت روسيا بالفعل المورد الرئيسي للحبوب والأعلاف لإيران، لكن طهران لا تستبعد زيادة أخرى في إمداداتها.

 

وبحسب الرئيس المشارك للجنة الحكومية الدولية لروسيا وإيران، نائب رئيس وزراء روسيا الاتحادية ألكسندر نوفاك، يبحث الطرفان جذب الاستثمارات في تنفيذ مشاريع النفط والغاز، ومبادلة إمدادات النفط والغاز. وبحسب السفير الإيراني في موسكو، فإن طهران سترحب بالمستثمرين الروس وتنفيذ مشاريع مشتركة مع الشركات الروسية.

 

كما نوهت وزارة الخارجية الروسية بإحراز تقدم في المفاوضات بشأن إبرام اتفاقية تجارة حرة كاملة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

 

الجدير بالذكر أن الجولة القادمة من المحادثات ستقام في موسكو نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، إذ أنه يجب إعطاء الزخم لزيادة تعزيز الروابط الاقتصادية في مواجهة ضغوط العقوبات غير المسبوقة من خلال الاتفاقات في القطاع المصرفي.

 

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الاقتصادية، مهدي سفاري، في 30 أغسطس/آب الجاري، إن موسكو وطهران اتفقتا على إنشاء نظير لنظام "سويفت" للتسويات المتبادلة مع بعضهما البعض والعديد من الدول الأخرى، الذي سيبدأ العمل قريباً، وبالإضافة إلى ذلك، ستكون إيران قادرة على الربط مع نظام "مير" في الأيام القادمة.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس