Ru En

لافروف يجري محادثات في البحرين

٣١ مايو ٢٠٢٢

يعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال رحلة العمل التي يقوم بها اليوم الثلاثاء، 31 مايو/أيار 2022، إلى مملكة البحرين، سلسلة اجتماعات في العاصمة المنامة مع مسؤولين من بينهم وزير خارجية المملكة عبد اللطيف بن راشد الزياني.

 

ومن المتوقع أن يلتقي لافروف أيضاً برئيس الوزراء وولي عهد البحرين سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة.

 

 

 

هذا وكان في استقبال الوزير عند وصوله يوم أمس الاثنين، ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة. وبحسب ما هو متوقع، سيركز الجانبان على آفاق العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، والقضايا الأمنية في الشرق الأوسط وشمالي افريقيا، وكذلك على الوضع في أوكرانيا.

 

وبذلك، ستكون المنامة المحطة الأولى في رحلة لافروف إلى منطقة شبه الجزيرة العربية، والتي تشمل أيضا زيارة العاصمة السعودية الرياض.

 

 

 

شريك موثوق في الظروف الجديدة

 

من المعروف أن موسكو والمنامة تحافظان بصورة تقليدية على حوار سياسي منتظم على مختلف المستويات، إلا أن الاتصالات بين البلدين تكثفت مؤخرا بشكل ملحوظ.

 

وهكذا، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في مارس/آذار الماضي، بمبادرة من الجانب البحريني، محادثة هاتفية، عبّرا فيها عن عزمهما تطوير العلاقات الودية بين البلدين، وفي ابريل/نيسان الماضي، زار وزير خارجية المملكة العاصمة موسكو.

 

وصرّحت موسكو مراراً على مستويات مختلفة أنها تعتبر المنامة شريكاً موثوقاً به طويل الأمد في العالم العربي.

 

بدورها، تفتخر مملكة البحرين، وفقاً لقيادة البلاد، بعلاقات الصداقة الوطيدة بين موسكو والمنامة وهي ملتزمة تماما بالتطوير المنهجي لهذه العلاقات في جميع الاتجاهات.

 

بالإضافة إلى التنسيق الثنائي، يدعم الطرفان كذلك التنسيق الوثيق في إطار آليات التعاون القائمة "روسيا - مجلس التعاون لدول الخليج العربي"، و"روسيا - جامعة الدول العربية".

 

ومن الواضح أن وزيري خارجية روسيا والبحرين يناقشان بالتفصيل زيادة تعزيز التعاون بين البلدين، لا سيما على خلفية سياسة العقوبات الغربية تجاه روسيا الاتحادية.

 

وبحسب ما أشار إليه سيرغي لافروف في وقت سابق، فإن موسكو تقدّر عالياً أن دول العالم العربي ترفض أن تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها، في الوقت الذي تقيّم بموضوعية ما يحدث في أوكرانيا، وتفهم الأسباب التي أدت إلى الوضع الحالي.

 

وبالإضافة إلى ذلك، فإن دول المنطقة، بما في ذلك البحرين، لا تنضم إلى العقوبات ضد روسيا.

 

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية البحريني: "كل الدول العربية تتخذ موقفاً مسؤولاً، وهذا يثبت أنها تعتمد فقط على مصالحها الوطنية وليست مستعدة للتضحية بها من أجل مغامرات أي شخص جيوسياسية انتهازية".

 

ومن الواضح أن الأحداث في أوكرانيا ستكون أيضاً في بؤرة اهتمام الأطراف. حيث أطلع لافروف بالفعل نظيره البحريني في ابريل/نيسان الماضي على أسباب وأهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، بينما ستتاح للوزيرين الآن فرصة تبادل وجهات النظر حول الوضع الراهن.

 

 

آفاق جديدة: التجارة والتعاون الاقتصادي

 

وفي سياق التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، فلا يزال متخلفاً عن المؤشرات المنشودة.

 

ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الركود العميق الذي دخل فيه الاقتصاد العالمي بسبب جائحة فيروس كورونا، والذي رافقه انخفاض حاد في التجارة العالمية وتقلص الأسواق المالية.

 

ومع ذلك، بقيت العلاقات التجارية بين روسيا والبحرين، وبدأت التجارة تظهر الآن علامات الانتعاش بعد الجائحة. ومن الصادرات الروسية الرئيسية إلى البحرين الفحم والمنتجات المعدنية والقار والمواد الغذائية والأدوية. في حين تقوم المملكة بدورها بتزويد روسيا بالألمنيوم والبتروكيماويات بشكل أساسي.

 

إن موسكو والمنامة، كما أشار السفير الروسي لدى البحرين إيغور كريمنيف في وقت سابق، "تبحثان عن طرق لزيادة حجم التجارة الثنائية بشكل كبير. ويتم إعطاء دور مهم في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين لأنشطة اللجنة الحكومية الروسية - البحرينية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني، التي تأسست في عام 2016".

 

كما أنّه من المقرر عقد اجتماعها الثالث هذا العام في المنامة، إلا أن التفاصيل والمواعيد المحددة لم يتم الإعلان عنها بعد. ومن الممكن أن يناقش وزراء الخارجية إمكانيات تكثيف عملها.

 

هذا وعلى الرغم من مساحتها المتواضعة، تعتبر البحرين مركزاً مالياً مهماً وواعداً للعالم العربي.

 

ويولي الجانبان اهتماماً كبيراً للتعاون الاستثماري المنفذ من خلال "الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة" وصندوق الثروة السيادي البحريني "ممتلكات". وقد يسّر القانون، الذي دخل حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول 2015، تعزيزه. والاتفاقية الموقعة بين حكومتي البلدين بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات.

 

بالإضافة إلى ذلك، أقامت موسكو والمنامة تعاونا في إطار مكافحة جائحة فيروس كورونا، حيث تم استخدام اللقاحين الروسيين "سبوتنيك V" و"سبوتنيك لايت" بنجاح في المملكة.

 

من جهتها، أشارت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو خلال زيارتها للبحرين في ديسمبر/كانون الأول 2021، إلى أن "سبوتنيك V" يحظى بشعبية كبيرة بين المواطنين البحرينيين، ويشغل المرتبة الثانية بين جميع اللقاحات المقدمة في البلاد.

 

 

لمصلحة الشعوب

 

الجدير بالذكر أنه لا تزال السياحة مجالاً واعداً للتعاون بين روسيا والبحرين. وقبل انتشار الوباء، كان عدد السياح من روسيا الذين يزورون البحرين يتزايد مع كل عام. والآن المملكة مفتوحة أمام الروس.

 

وفي فبراير/شباط الماضي، رفعت البحرين، أول دولة في الشرق الأوسط، القيود الصحية المفروضة على دخول السياح الأجانب إلى البلاد.

 

وفي هذا الخصوص، تم إلغاء اختبار (PCR) لفيروس كورونا عند الوصول، وكذلك الحجر الصحي لجميع الركاب. كما لا يشترط أيضا الحصول على شهادة التطعيم من أجل السفر إلى المملكة.

 

بينما رفعت روسيا في ابريل/نيسان القيود المفروضة على الرحلات الجوية المجدولة والمستأجرة وسط الوباء على الرحلات الجوية إلى 52 دولة أخرى، بما في ذلك البحرين.

 

ومن الواضح أن كل هذا سيسهم في نمو اهتمام المسافرين الروس بهذه الوجهة الشرق أوسطية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل موسكو والمنامة على التنازل المتبادل عن متطلبات التأشيرة.

 

وبحسب ما أشارت إليه ماتفيينكو، في يناير/كانون الثاني 2020، تم تقديم مشروع اتفاقية حكومية دولية بشأن الإلغاء المتبادل لتأشيرات المواطنين البلدين إلى الجانب البحريني، كما أعربت عن ثقتها في أن أقرب تنسيق وتوقيع لمثل هذه الاتفاقية مع البحرين من شأنه أن ينعش النشاط التجاري والسياحي لمواطني البلدين.

 

هذا وتتوسع العلاقات الثقافية والإنسانية والعلمية والتعليمية بين موسكو والمنامة.

 

وفي سياق آخر، يدرس عشرات المتخصصين البحرينيين حاليا في روسيا الاتحادية، بينما أعلنت موسكو استعدادها لزيادة عدد المنح الدراسية للطلاب من البحرين.

 

وبالإضافة إلى ذلك، أبدى الطرفان في وقت سابق اهتمامهما بتنظيم أيام للثقافة الروسية في المنامة هذا العام.

 

 

 

حراسة الأمن الإقليمي

 

 

سوف يعمل وزيرا خارجية البلدين على ضبط ساعات العمل في الموضوعات الرئيسية على أجندة الشرق الأوسط.

 

بدوره، شدّد سيرغي لافروف في وقت سابق على أن روسيا والبحرين لديهما تفاهم متبادل كامل حول استقرار الوضع على الساحة الدولية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.

 

وبذلك، سيولي الوزراء اهتماماً خاصاً للوضع في اليمن وسوريا والتسوية الفلسطينية - الإسرائيلية، وبالطبع الوضع في منطقة الخليج العربي. ولقد أعلنت موسكو مراراً عن استعدادها لتقديم المساعدة اللازمة لتحسين الوضع على المدى الطويل في منطقة الخليج العربي.

 

وفي هذا الصدد، أعلنت روسيا عن مفهومها للأمن في منطقة الخليج العربي، والذي تم تحديثه مؤخرا.

 

وهو يتضمن، من بين أمور أخرى، التنسيق في المجال العسكري - السياسي، وتشكيل آليات لحل النزاعات وتسوية النزاعات، بالإضافة إلى تحديد المعايير الرئيسية للبناء المستقبلي للتعاون بين الدول في منطقة الخليج العربي.

 

أما الجانب الروسي فقد لاحظ بالفعل، كيف أن الشركاء من هذه المنطقة يبدون اهتماماً بمبادرة موسكو.

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس