Ru En

لافروف يجري محادثات مع وزير الخارجية الأذربيجاني في موسكو

٢٣ ديسمبر ٢٠٢٢

سيجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف في موسكو اليوم الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول 2022، إذ سيكون هذا الاجتماع هو الثاني للوزيرين خلال شهر في العاصمة الروسية.


في اليوم السابق للاجتماع، تحدث لافروف وبيراموف عبر الهاتف، معربان عن أسفهما لقرار أرمينيا رفض المشاركة في المحادثات المقرر إجراؤها في 23 ديسمبر في موسكو حول موضوع معاهدة السلام بين يريفان وباكو، إذ طلب الجانب الأرمني في 22 ديسمبر، بسبب الوضع في ممر لاتشين، تأجيل الاجتماع المخطط له.

 


الوضع في ممر لاتشين


يمكننا التوقع أن تصبح مشكلة العلاقات بين باكو ويريفان هي المسألة الرئيسية في الاجتماع بين لافروف وبيراموف. ففي الآونة الأخيرة، احتل هذا الموضوع في طليعة جدول الأعمال.


يذكر أنه في 12 ديسمبر، قامت مجموعة من الأذربيجانيين الذين قدموا أنفسهم على أنهم دعاة حماية البيئة بإغلاق ممر لاتشين، حيث تتمركز وحدة حفظ السلام الروسية مؤقتا.

 

وذكرت باكو أن هذا العمل الاحتجاجي لا يهدف إلى إغلاق أي طريق، وأنه يمكن للمركبات المدنية التحرك بحرية في كلا الاتجاهين. وممر لاتشين هو الطريق الوحيد الذي يربط بين أرمينيا ناغورني قره باغ. غير أن يريفان اعتبرت هذا الإجراء استفزازا من جانب باكو يهدف إلى خلق كارثة إنسانية في الجمهورية غير المعترف بها.


وفي 14 ديسمبر الجاري، استأنفت أرمينيا أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان المطالبة بإلزام أذربيجان بفتح ممر لاتشين. وأعلن رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان في 15 ديسمبر إن أزمة إنسانية نشأت في قره باغ بسبب إغلاق ممر لاتشين، معرباً عن عدم رضاه عن أعمال وحدة حفظ السلام الروسية في ناغورني قره باغ. من جانبه قد أكد السكرتير الصحفي لرئيس روسيا، ديمتري بيسكوف، أن قوات حفظ السلام الروسية تبذل كل ما في وسعها لضمان النظام والهدوء في الأراضي التي تعمل فيها، مشيراً إلى أن موسكو ويريفان ستواصلان مناقشة هذا الموضوع.


وفقاً للممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تشعر موسكو بالقلق إزاء إغلاق ممر لاتشين وتتوقع «استعادة خط نقل كامل في المستقبل القريب جدا».

 


على الطريق نحو معاهدة سلام


وقد أعرب الجانب الروسي مراراً وتكراراً عن استعداده لتقديم كل مساعدة ممكنة لترسيم الحدود الأرمنية - الأذربيجانية، وإعداد معاهدة سلام بين باكو ويريفان. ففي 31 أكتوبر/تشرين الأول  الماضي، عُقِد اجتماع لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا فلاديمير بوتين وإلهام علييف ونيكول باشينيان في سوتشي، تم في أعقابه اعتماد بيان مشترك. وتلاحظ اللجنة، في جملة من الأمور، أن أذربيجان وأرمينيا اتفقتا على الامتناع عن استخدام القوة والتهديد باستخدامها.


إلا أنه بان من المعروف في أوائل ديسمبر الجاري أن أرمينيا تلقت مقترحات من أذربيجان بشأن مشروع اتفاق السلام. وقال باشينيان في 22 ديسمبر إن يريفان سلّمت مقترحات لاتفاق سلام إلى باكو وإنها "مستعدة لتوقيع اتفاق بهذا المحتوى".


وكما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في محادثات جمعته مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف 5 ديسمبر، على أن الاتحاد الروسي مستعد "للمساهمة بكل الطرق في فتح روابط النقل، وترسيم الحدود، وإبرام معاهدة سلام، وبشكل عام تعزيز تدابير بناء الثقة" بين أذربيجان وأرمينيا. وتجسد أحداث ديسمبر الحاجة إلى جهود الوساطة التي تبذلها موسكو، وأهمية مناقشة هذا الموضوع في المحادثات الجديدة بين وزيري خارجية الاتحاد الروسي وأذربيجان.

 


جدول الأعمال الثنائي


وعلى الرغم من جدول الأعمال الإقليمي الغني، من المتوقع أن يولي لافروف وبيراموف في الاجتماع اهتماماً وثيقاً للعلاقات الثنائية بين موسكو وباكو.


وأعلن مدير الدائرة الرابعة لدول رابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية، دينيس غونشار/ في مقابلة مع وكالة "تاس" أن حجم التجارة بين روسيا وأذربيجان هذا العام يحطم الأرقام القياسية وقد يصل إلى 4 مليارات دولار (في عام 2021 - 3.4 مليار دولار). ومن المعاني الهامة هو توقيع رئيسي الاتحاد الروسي وأذربيجان، فلاديمير بوتين وإلهام علييف/ في 22 فبراير/شباط الماضي على إعلان ثنائي بشأن التعاون بين الحلفاء.


وتنوّه موسكو تقليدياً بالتطور الناجح للتعاون مع باكو على المستوى الإقليمي وعلى المستوى البرلماني، وكذلك في المجالات الإنسانية والثقافية.




مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس