يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، محادثات مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، الذي يقوم اليوم الخميس، 14 يناير/كانون الثاني 2021، بزيارة عمل إلى العاصمة الروسية موسكو.
وأشارت الدائرة الدبلوماسية الروسية في بيان لها يوم أمس الأربعاء، إلى أن هذا سيكون اللقاء الشخصي الأول بين وزيري الخارجية، منذ تولي الوزير السعودي مهامه في أكتوبر/تشرين الأول 2019. وفي الوقت نفسه، سيحل الوزير فيصل بن فرحان كأول ضيف على لافروف في موسكو هذا العام.
من المتوقع أن يناقش الطرفان ليس الأجندة الثنائية فحسب، والتي تشمل التعاون في مجالي الطاقة والمال، وإنما أيضاً عددا من قضايا الساعة حول الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي هذا الخصوص، سيولي الوزيران اهتماماً خاصاً لمسائل الأمن الإقليمي وتسوية النزاعات.
قضايا الأمن الإقليمي
ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الطرفين يعتزمان التركيز بالدرجة الأولى على مسائل الحل السياسي والدبلوماسي للنزاعات في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، "لتوحيد جهود جميع الدول الموجودة هناك من أجل تحقيق استقرار طويل الأمد في هذا الجزء المهم استراتيجياً من العالم".
وفي الوقت نفسه، تدعو كل من موسكو والرياض، في سبيل هذا الغرض، إلى التقيد الإلزامي بمبادئ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، وعدم قابلية تجزئة مفهوم الأمن.
ومن هذا المنطلق، ينوي سيرغي لافروف وفيصل بن فرحان آل سعود النظر في الوضع السوري والليبي والعراق ولبنان، فضلا عن آفاق التسوية العربية - الإسرائيلية.
يُشار إلى أن زيارة رئيس الدبلوماسية السعودية إلى روسيا الاتحادية قد جاءت بعد أيام قليلة من انعقاد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، التي عُقدت مؤخراً في المملكة السعودية، ليسفر عن هذا الحدث توقيع اتفاقية المصالحة النهائية بين "دول الرباعية العربية" (السعودية والبحرين والإمارات ومصر) مع دولة قطر.
من جهتها، رحبت روسيا بإنجاز هذه الاتفاقية وأعربت عن أملها في أن تكون مفيدة لأمن المنطقة واستقرارها وتنميتها. ومن المرجح، أن تتم مناقشة خلال الاجتماع الوزاري في موسكو، الفرص الجديدة التي سوف تفتح في هذا الصدد بفضل التغلب على التناقضات في منطقة الخليج.
كما تتوقع الخارجية الروسية أن زيارة وزير خارجية المملكة العربية السعودية "ستسهم في تهيئة الظروف اللازمة لتطبيع مستقر وطويل الأمد للوضع في المنطقة والعالم ككل".
نموذج التعاون متبادل المنفعة
من جانبها نوّهت الخارجية الروسية عشية انعقاد المفاوضات، أن البلدين لن يتمكنا من الحفاظ على علاقات اقتصادية قوية فحسب، بل أيضا في بناءها وتطويرها، حتى في ظل الظروف الصعبة المرتبطة بانتشار وباء فيروس كورونا.
على سبيل المثال، ارتفع حجم التبادل التجاري بين الدولتين في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول 2020، وذلك مقارنة بنفس الفترة من عام 2019 بنسبة 6%، وبلغ حوالي 1.4 مليار دولار، في حين تهتم موسكو بزيادة حجم التجارة الثنائية.
كما أشارت الوزارة إلى أهمية دور التعاون الوثيق بين الدول في سوق النفط العالمية وفي مجال التمويل. إذ يعتزم وزيرا الخارجية اليوم الخميس إعادة تأكيد التزامهم بتوسيع الشراكات بين الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، اللذان نفّذا بالفعل مشاريع بقيمة تتجاوز 2.5 مليار دولار في إطار منصة مشتركة.
إلى ذلك أفادت، وفي شأن انتشر وباء كورونا، أفادت وزارة الخارجية الروسية بأن "الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، بالإضافة إلى الوكالات السعودية المتخصصة، يواصل العمل على قضايا تنظيم المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على لقاح "سبوتنيك V" الروسي وتوطين إنتاجه في المملكة العربية السعودية".
كما ومن المفترض أن يدرس الوزيران آفاق تعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة النووية، وكذلك في مجال صناعة الفضاء.
هذا وأوضحت الدائرة الدبلوماسية الروسية، "إننا نتحدث عن تدريب رواد فضاء سعوديين وإرسالهم إلى المدار. ويخطط الطرفان لمناقشة قضايا تحسين الإطار القانوني للعلاقات الثنائية".
كما أشارت وزارة الخارجية إلى كثافة الحوار السياسي بين روسيا والسعودية على مختلف المستويات، بما في ذلك على أعلى المستويات.
ونوّهت الخارجية الروسية بأن الاتفاقات التي توصل إليها قادة البلدين تشكل الأساس للتطوير التدريجي للعلاقات بين الدولتين. هذا ويتم إبلاء اهتمام خاص لتنفيذ القرارات المتّخذة عقب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرياض في أكتوبر 2019.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس