يشارك وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، في قمة العشرين في ريو دي جانيرو - البرازيل، حيث سيترأس وفد روسيا وسيتحدث في الجلسات العامة حول قضايا مثل عدم المساواة والجوع والفقر والإصلاحات المؤسسية العالمية. ووصل لافروف إلى البرازيل قادماً من أبو ظبي، حيث حضر منتدى "صير بني ياس" للسلام والأمن.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا، بأن جدول أعمال لافروف يتضمن عدة اجتماعات ثنائية على هامش القمة، كما وسيعقد الوزير مؤتمراً صحفياً شاملاً بعد هذه الأحداث، وذلك اليوم الإثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
تجنب التسييس
كان الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، قد أشار في وقت سابق إلى أهمية إبقاء مجموعة العشرين مركزة على أجندتها الاقتصادية بدلا من تسييسها. ورفض حضور القمة، مشيراً إلى مخاوف من أن تهيمن على المناقشات مذكرة المحكمة الجنائية الدولية ضده. وأكد بوتين على علاقاته القوية والودية مع الرئيس البرازيلي - لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي قدم الدعوة.
وتأتي مشاركة لافروف خلال هذه القمة في أعقاب حضوره اجتماعين سابقين لوزراء خارجية مجموعة العشرين في عام 2024، أحدهما في ريو دي جانيرو في فبراير/شباط والآخر في نيويورك في سبتمبر/أيلول. وفي هذه الاجتماعات، سلط لافروف الضوء على الأولويات المتغيرة لمجموعة العشرين تحت قيادة الاقتصادات الناشئة والحصة المتناقصة للدول الغربية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
أولويات روسيا في القمة
حددت ماريا زاخاروفا الأهداف الرئيسية لروسيا في القمة: إعادة تأكيد دورها كمورد موثوق للغذاء والطاقة إلى الجنوب والشرق العالميين، وتعزيز رؤية الرئيس بوتين لـ "الشراكة الأوراسية الكبرى". كما تخطط روسيا للترويج لمبادرات سلاسل التوريد غير الغربية، وطرق التجارة، وأنظمة الدفع.
بالإضافة إلى ذلك، ستنضم روسيا إلى مبادرة لولا دا سيلفا الرائدة، التحالف من أجل مكافحة الجوع والفقر. كما تهدف موسكو للدعوة إلى نماذج التنمية المستدامة، والتحولات العادلة في مجال الطاقة، والتجارة الدولية المفتوحة، وآليات السوق الخالية من التحيزات الجيوسياسية.
وأكدت زاخاروفا أيضاً التزام روسيا بمزيد من نزع الطابع السياسي عن مجموعة العشرين وإدانة المعايير المزدوجة من جانب الدول الغربية، بما في ذلك صمتها إزاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وإساءة استخدامها للأدوات الاقتصادية في المواجهة السياسية.
رؤية مشتركة مع البرازيل
تتولى البرازيل رئاسة مجموعة العشرين خلال عام 2024 بعد أن تسلمتها من الهند، وهي تتمتع بالعضوية في مجموعة "بريكس". وتدافع كل من روسيا والبرازيل عن مصالح الأغلبية العالمية على المنصات الدولية، حيث أعرب لافروف عن دعمه لأولويات البرازيل، مثل معالجة الفقر وعدم المساواة، وتعزيز التنمية المستدامة، وإصلاح المؤسسات العالمية.
بدوره أكد الرئيس البرازيلي على أن قضايا الطاقة والقضاء على الجوع والتنمية المستدامة هي المحاور الرئيسية لرئاسة بلاده لمجموعة العشرين. وتشمل أجندته أيضاً بناء عالم خالٍ من الحروب والحمائية والتدمير البيئي.
بالنظر إلى المستقبل، سترأس البرازيل مجموعة "بريكس" في عام 2025، بعد أن تنتهي دروة روسيا نهاية العام الجاري. وأشار نائب وزير الخارجية الروسي - سيرغي ريابكوف، إلى أن موسكو قطعت خلال رئاستها للدول الأعضاء في المجموعة خطوات كبيرة في تعزيز عملية خفض التعامل بالدولار، مما مهد الطريق أمام البرازيل لمزيد من تنفيذ هذه الأفكار.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس