يعتزم وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، المشاركة في اجتماع لمجلس وزراء خارجية منظمة "شنغهاي" للتعاون، حيث سيناقش خلاله مع زملائه الاستعدادات لقمة المنظمة (3-4 يوليو/تموز)، إلى جانب الموضوعات الدولية والإقليمية الحالية، كما سيتم إيلاء اهتمام خاص لآفاق مزيد من التطوير للجمعية وتكييفها مع تشكيل نظام عالمي جديد، وذلك فقاً لما تداولته سائل إعلام اليوم الثلاثاء 21 مايو/أيار 2024.
ومن المتوقع أن يتطرق وزراء الخارجية إلى الأحداث المأساوية في إيران، في ما يتعلق بحادث سقوط مروحية الرئيس الإيراني - إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته - حسين أمير عبد اللهيان، الذي كان من المفترض أن يشارك في اجتماع وزراء خارجية المنظمة.
وسينظر الوزراء كذلك في ترشيحات الأمين العام الجديد لمنظمة "شنغهاي" للتعاون ومدير اللجنة التنفيذية للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع للمنظمة.
وسيعقد وزير الخارجية الروسي عدة اجتماعات ثنائية على هامش الاجتماع.
القمة في أستانا - كازاخستان
سيقوم المشاركون بإعداد حزمة من الوثائق المختلفة للموافقة عليها من قبل رؤساء الدول، وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن "التقييمات المتفق عليها للدول الأعضاء في منظمة "شنغهاي" للتعاون للوضع العالمي والاتجاهات في تطورها، وكذلك النهج الموحدة لتعزيز التعاون المتنوع داخل المنظمة، سيتم تسجيلها في الإعلان السياسي النهائي".
في القمة المقبلة في 3-4 يوليو، ستصبح بيلاروس دولة عضو كاملة العضوية في المنظمة، حيث أظهر الجانب البيلاروسي "بشكل مقنع استعداده لتقديم مساهمة كبيرة في تعزيز هذا الشكل"، ونتيجة لذلك، ستضم المنظمة 10 دول أعضاء و 14 دولة شريكة في الحوار ودولتين مراقبتين، ويمتد النطاق الجغرافي من جنوب وجنوب شرق آسيا إلى الشرق الأوسط وأوروبا.
ووفقاً لنائب الأمين العام لمنظمة "شنغهاي" للتعاون - سهيل خان، فإن القادة سيوافقون على استراتيجية التعاون في مجال الطاقة.
التوافق بين موسكو وبكين
اتفق الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني - شي جين بينغ، على تعزيز التعاون في إطار منظمة "شنغهاي" للتعاون خلال زيارة الدولة للزعيم الروسي.
وبحسب البيان المشترك لزعيميّ البلدين "سيواصل الطرفان بذل جهود منسقة لمواصلة تطوير منظمة "شنغهاي" للتعاون باعتبارها منظمة متعددة الأطراف ذات سلطة ومؤثرة وتعزيز دورها في تشكيل نظام عالمي جديد عادل ومستدام ومتعدد الأقطاب".
كما اتفقت موسكو وبكين على "تحسين أنشطة المنظمة، وتعزيز إمكانات التعاون في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والعلاقات الإنسانية من أجل تحويل أوراسيا إلى مساحة مشتركة للسلام والاستقرار والثقة المتبادلة والتنمية والازدهار".
إلى ذلك يُشار إلى أنه بعد قمة "أستانا" المقبلة ستنتقل رئاسة منظمة "شنغهاي" للتعاون إلى الصين.
النظام العالمي الجديد
من جانبها كشفت وزارة الخارجية الروسية أن الموضوع الرئيسي لجدول أعمال السياسة الخارجية هو تشكيل بنية نظام عالمي عالمي جديد، إذ ينطلق الجانب الروسي من أن أحد العوامل المهمة للتفاعل في المرحلة الحالية يجب أن يكون تشكيل محيط من الأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة في أوراسيا، "قائم على أساس التعاون الوثيق بين الدول الأوروبية الآسيوية نفسها دون أي وجود خارجي أو تدخل".
وسينظر الوزراء في الحالة في قطاع غزة والشرق الأوسط بشكل عام، ومسائل المساعدة على تحقيق الاستقرار في أفغانستان، ومكافحة التهديدات الإرهابية وتهديدات المخدرات.
هذا ومن المتوقع أن يقدم الوفد الروسي إلى المحاورين تقييمات للصراع الأوكراني.
الجهود الروسية
في الشأن ذاته طرحت روسيا تعزيز تنسيق السياسة الخارجية، وتعزيز دور منظمة "شنغهاي" للتعاون في الشؤون الدولية والإقليمية، وتعزيز التعاون في مجال السياسة والأمن كأولويات للمنظمة.
بالإضافة إلى ذلك، قدم الجانب الروسي مساهمة كبيرة في تعزيز التعاون في تنمية المناطق النائية والريفية، ومكافحة التهديدات الوبائية، والتفاعل بين مناطق الدول الأعضاء في منظمة "شنغهاي" للتعاون، والتسويات المتبادلة بالعملات الوطنية. كما تناقش المنظمة مقترحات من الهئيات الروسية في مجال الاقتصاد الإبداعي وأمن المعلومات الدولي والرياضة والرعاية الصحية.
منظمة "شنغهاي" للتعاون من أجل العدالة
كما صرح الأمين العام لمنظمة "شنغهاي" للتعاون - تشانغ مينغ، في وقت سابق في مقابلة مع وكالة "تاس" للأنباء، فإن المنظمة تقف من أجل إنشاء نظام عالمي أكثر تمثيلاً وديمقراطية وعدلاً وتعدد الأقطاب، "على أساس المبادئ المعترف بها عالميا للقانون الدولي، والتعددية، والمساواة، والتضامن، وعدم التجزئة، والأمن الشامل والمستدام، والتنوع الثقافي والحضاري، والتعاون المتبادل المنفعة والمتساوي للدول مع دور تنسيقي مركزي للأمم المتحدة".
وتطرق تشانغ مينغ إلى المجال الاقتصادي، مشيراً إلى أن استخدام العملات الوطنية في التعاملات المتبادلة سيحفز التعاون التجاري والاستثماري. ووفقاً له، بهدف منع التهديدات الحالية، ركزت الدول على التعاون في مجال التحول الرقمي والتعاون الصناعي والتنمية الاقتصادية المستدامة والابتكار والحد من الفقر والمناخ.
هذا وتأسست منظمة "شنغهاي" للتعاون في 15 يونيو/حزيران 2001 في مدينة شنغهاي الصينية. في البداية، كانت تتألف من ست دول - روسيا وكازاخستان وقيرغيزستان والصين وطاجيكستان وأوزبكستان، وفي عام 2017 انضمت إليها الهند وباكستان، فيما شهد العام الماضي 2023 انضمام إيران.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس