Ru En

لافروف يناقش العلاقات التجارية وإدارة الأزمات في افريقيا مع نظيره النيجيري

٠٦ مارس

يعتزم وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، إجراء محادثات مع وزير الخارجية النيجيري - يوسف توغار، الذي يقوم بزيارة عمل إلى موسكو، وذلك اليوم الأربعاء 6 مارس/آذار 2024.

 

وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي، إنه من المخطط أن ينظر الوزيران في مجموعة واسعة من القضايا الموضوعية للعلاقات الثنائية، ومناقشة الطرق الممكنة لتعزيز التعاون الثنائي، بما في ذلك تكثيف الحوار السياسي وتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية والإنسانية.

 

وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تتوقع أن تساهم زيارة توغار في بناء تعاون متبادل المنفعة بين موسكو وأبوجا في مختلف المجالات.

 

يُشار إلى أنّ العلاقات بين روسيا ونيجيريا تعود إلى أكثر من 60 عاماً وهي ودية تقليدياً، حيث يتم الحفاظ على حوار سياسي منتظم بين البلدين، كما تتعاون الدولتان في إطار الأمم المتحدة وغيرها من المنصات المتعددة الأطراف. ففي صيف عام 2023، شارك الوفد النيجيري، برئاسة نائب الرئيس - كاشيم شيتيما، في القمة الروسية - الأفريقية الثانية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 2019، وصل رئيس البلاد آنذاك - محمدو بوهاري، إلى سوتشي لحضور أول قمة افريقية - روسية.

 

من الجدير بالذكر أن نيجيريا تسعى جاهدة للانضمام إلى مجموعة «بريكس». وكما أبلغت صحيفة «بانش" بالإشارة إلى وزير خارجية الجمهورية، فإن أبوجا ستتخذ خطوات للانضمام إلى المنظمة في السنوات القادمة. كما تعتقد السياسية النيجيرية والناشطة في مجال حقوق الإنسان - فيمي فالانا، أن مثل هذه الخطوة ستسمح للبلاد، أكبر مصدر للنفط في إفريقيا، ببيع النفط ليس بالدولار، ولكن بالعملة الوطنية وبالتالي تعزيز وحدتها النقدية الوطنية.

 

 

العلاقات الاقتصادية

 

تعمل روسيا ونيجيريا على تطوير التعاون الاقتصادي. ومنذ عام 1989، دخل اتفاق بشأن اللجنة الحكومية الدولية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني حيز التنفيذ بين البلدين. إذ تتعاون موسكو وأبوجا بشكل متبادل المنفعة في المجال النووي، وفي مايو/أيار 2016، تم توقيع اتفاقية حكومية دولية بشأن التعاون في تصميم وبناء وتشغيل وإيقاف تشغيل مركز يعتمد على مفاعل أبحاث متعدد الأغراض في نيجيريا. وفي ديسمبر من نفس العام، تم اعتماد خارطة طريق لبناء محطة للطاقة النووية في أبوجا.

 

كما تتطور الاتصالات بين البلدين في قطاع النفط والغاز، علماً أن الشركات التابعة لشركة UC Rusal تعمل في نيجيريا، وفي نهاية عام 2014، استحوذت شركة PJSC Lukoil على حصة في مشروع خارجي.

 

بالتأكيد لن يتم تجاهل التعاون في مجال الزراعة، ففي يوليو/تموز 2023، أعلن رئيس نيجيريا - بولا تينوبو، حالة الطوارئ في نيجيريا بسبب الوضع الصعب في البلاد في قطاع الأغذية.

 

وبينما تحتاج الدول الافريقية إلى دعم عالمي في مجال الزراعة، لا يزال الغرب يحتفظ بشكل غير قانوني بأكثر من 90 ألف طن من الأسمدة الروسية، من جهته أشار مدير إدارة إفريقيا بوزارة الخارجية الروسية - فسيفولود تكاشينكو، في مقابلة مع وكالة «تاس» للأنباء، إلى أن "أكثر من 96 ألف طن من الأسمدة الروسية لا تزال محتجزة بشكل غير قانوني في موانئ لاتفيا وإستونيا وبلجيكا".

 

 

الأجندة الافريقية

 

وفقاً لوزارة الخارجية الروسية، سيكون للوزيرين أيضاً تبادل شامل للآراء حول الأجندة الدولية والإقليمية، مع التركيز على حل الأزمات في القارة الافريقية وخاصة في منطقة الصحراء والساحل. بدوره أكد لافروف أن روسيا مستعدة لمواصلة تقديم الدعم لدول منطقة الصحراء والساحل لحل المشاكل الإقليمية القائمة.

 

بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن موسكو، مع شركائها الافارقة، تعمل على إمكانية عقد اجتماع لوزراء الخارجية بالتنسيق الروسي - الافريقي في خريف عام 2024. ومن المحتمل كذلك أن يتم التطرق إلى موضوع القمة الروسية - الافريقية الثالثة القادمة في عام 2026، والتي ستعقد في إحدى الدول الافريقية، في اجتماع اليوم الأربعاء.

 

 

الأزمة الأوكرانية

 

من الممكن أن يقوم وزير الخارجية الروسي بإبلاغ نظيره النيجيري بالوضع حول أوكرانيا، حيث أعلن لافروف أن لا كييف ولا الغرب يبرهنان على الإرادة السياسية لحل الصراع، في حين أكد الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، أن موسكو لم تكن أبدا ضد الحوار، بما في ذلك بشأن أوكرانيا.

 

وبحسب وزير الخارجيّة الروسي، يبدو أن الغرب، من خلال أفعاله، يساهم فقط في تعميق الأزمة في أوكرانيا، حيث أصبح معروفاً الأسبوع الماضي أنه في اليوم الذي قال فيه المستشار الألماني - أولاف شولتس إن حلف شمال الأطلسي، الـ ناتو، لم يشارك ولن يشارك في الصراع الأوكراني، ناقش كبار الضباط الألمان إمكانية شن هجوم على جسر القرم دون عواقب على السلطات الألمانية، ووصف لافروف، في مؤتمر صحفي عقب نتائج منتدى أنطاليا الدبلوماسي، تسجيل محادثة الجيش الألماني بأنه "كشف صارخ".

 

من الجدير بالذكر أن مسؤول الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي - جوزيب بوريل، كان قد أعلن أن الاتحاد الأوروبي يأمل في تزويد كييف بـ 250 ألف قذيفة تم إنتاجها خصيصا لأوكرانيا من قبل الصناعة الأوروبية، بحلول نهاية شهر مارس الجاري، بالإضافة إلى 350 ألف قذيفة نقلتها دول الاتحاد إلى كييف من مستودعاتها في الفترة منذ فبراير/شباط 2023.

 

وبحسب جوزيب بوريل، فقد أنفقت دول الاتحاد الأوروبي 58 مليار دولار خلال عام 2023 فقط على شراء الأسلحة.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس