Ru En

لافروف: التأجيل البسيط للانتخابات الليبية المقرّرة في 24 ديسمبر لن يكون مشكلة

١٥ ديسمبر ٢٠٢١

عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمل روسيا في أن تجري الانتخابات في ليبيا بموعدها المحدّد (24 ديسمبر/كانون الأول 2021)، "لكن التأجيل البسيط لن يكون مشكلة".

 

وصرّح وزير الخارجية الروسي بذلك في مقابلة مع قناة (TeN TV) التلفزيونية المصرية، وقال: "تم تحديد موعد (الانتخابات) - 24 ديسمبر/كانون الأول، آمل أن يتم الوفاء بها، والأولوية بالنسبة لنا هي عدم التقيّد رسميا بالموعد النهائي، وتوفير الموضوعية للانتخابات بهذه الطريقة بحيث يمكن لممثلي كافة القوى السياسية الرئيسية أن يشاركوا فيها وأن يتم الاعتراف بالنتائج من قبلهم جميعا. بصراحة وعلانية من وجهة النظر هذه، حتى لو كان هناك تأخير بسيط أو تأجيل فيها، فأنا لا أرى مشكلة كبيرة في ذلك".

 

هذا وشدّد لافروف على أن "الشيء الأساسي في هذا الموقف هو القضاء على كل الفظاظات التي تظهر في عملية التحضير للانتخابات. أعني شمولية المشاركين في هذه العملية وقائمة المرشحين. وقد كانت هناك محاولات من قبل الهيئات الانتخابية الليبية لمنع أشخاص ما من المشاركة في الانتخابات، ثم تمت مراجعة هذه القرارات. آمل أن يتم قبول الجميع".

 

وأضاف وزير الخارجية الروسي: "سندعو الليبيين أنفسهم إلى ضمان الشفافية ونظافة العمليات الانتخابية وإيجاد الشجاعة للاعتراف بنتيجة اختيار شعبهم".

 

كما أكد لافروف على أن عملية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العامة في ليبيا، والتي من المقرّر إجراءها ليوم واحد، انطلقت بفضل الجهود الدولية التي ساهمت فيها روسيا منذ سنوات طويلة.

 

 

عدم التدخل في شؤون الشعب الليبي

 

وبحسب الوزير لافروف، قبل الانتخابات المقبلة في ليبيا، تثني روسيا بشدّة الأمريكيين والأوروبيين عن محاولة تقرير مصير الشعب الليبي مرة أخرى.

 

وأجاب في رده على سؤال حول موقف موسكو من المرشحين الأفراد في الانتخابات المقبلة: "لا أستطيع التحدث باسم الشعب الليبي". وأضاف: "لا يحق للولايات المتحدة، القيام بذلك. لقد شاركت في تدمير الدولة الليبية عام 2011. وكما قال الرئيس باراك أوباما آنذاك، حاولت الولايات المتحدة أن تقود الأمور "من وراء الظهر". ثم اتضح بعد ذلك من قبل دول كفرنسا أنه كان لديها في ذلك الوقت حسابات شخصية مع (الرئيس الليبي آنذاك) معمر القذافي. ولن آخذ على عاتقي هذا الأمر وأنصح بشدة الأمريكيين والأوروبيين الذين يحاولون مرة أخرى تقرير مصير شعب آخر، وخاصة الشعب الليبي. فليقرر الليبيون بأنفسهم".

 

كما وأشار الوزير الروسي إلى أن نجل القذافي سيف الإسلام "لديه الكثير من المؤيدين"، وكذلك المشير خليفة حفتر، رئيس مجلس النواب (البرلمان الدائم) عقيلة صالح، ورئيس الحكومة المؤقتة الحالية عبد الحميد دبيبة وغيرهم من المشاركين في السباق الرئاسي.

 

وبحسب ما أكده لافروف، من المستحيل إنكار حقيقة أن الغرب كان سبب تدمير ليبيا عام 2011 وما تلاه من معاناة لليبيين.

 

وأضاف: "الكل يدرك حقيقة أخرى أوسع نطاقاً.. بعد أن قصف الغرب الدولة الليبية، ظهر "ثقب أسود" في مكان هذا البلد - وكان هذا هو السبب الرئيسي للأزمة التي لوحظت لسنوات عديدة في منطقة الصحراء والساحل. الآن هذه المنطقة هي واحدة من أخطر المناطق من حيث انتشار الفكر المتطرف والوجود المادي هناك فروع مختلفة من تنظيم "القاعدة" (المحظور في روسيا الاتحادية) و"داعش" (الاسم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية المحظورة في روسيا). وإلى الشمال، عبر ليبيا، تدفقات سيول اللاجئين التي تعاني منها أوروبا وتحاول عزل نفسها عنها، عليكم أن تكونوا مسؤولين عن أفعالكم".

 

 

 

 عن الانتخابات

 

يُشار إلى أنه لم يتبق سوى أقل من أسبوعين على الانتخابات الليبية المقررة، كما وتتناقص فرص إجرائها في الوقت المحدّد بسرعة، كما أصر في البداية أعضاء منتدى جنيف - سويسرا، الذي حدّد يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، يوماً واحداً للتصويت لانتخابات أعضاء البرلمان ورئيس الدولة.

 

كما دعا المجلس الأعلى للدولة الليبية، وهو بحكم الأمر الواقع الغرفة الثانية في البرلمان ذات الوظائف الاستشارية مع الإسلاميين المهيمنين، عدة مرارت وبإصرار شديد إلى تأجيل الانتخابات على الأقل إلى شهر فبراير/شباط 2022. ووفقاً لهذه الهيئة، فقد دعا إلى انتخاب مجلس النواب. ويجب الفصل بين انتخابات الرئيس والبرلمان في الوقت المناسب.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo : Creative Commons

المصدر: تاس