أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا لن "تطرد" الجيش الأمريكي من سوريا، أو تنخرط في اشتباكات مسلحة معه، "لكنها تجري حواراً مع الولايات المتحدة، سعياً للالتزام بقواعد معينة".
وصرّح وزير الخارجية بذلك، اليوم الاثنين، 18 يناير/كانون الثاني 2021، خلال مؤتمر صحفي حول نتائج أنشطة الدبلوماسية الروسية في عام 2020، في معرض تعليقه على العقوبات الأمريكية على سوريا بالتزامن مع تواجد الجيش الأمريكي على أراضي هذا البلد.
وأضاف الوزير الروسي: "نعم، لدينا اتصالات مع الولايات المتحدة من خلال الجيش - ليس لأننا ندرك شرعية وجودهم هناك - ولكن ببساطة لأنهم يجب أن يتصرفوا ضمن إطار معين".
وقال: لا يمكننا طردهم من هناك، ولن نشتبك معهم في مواجهات مسلحة بالطبع. ولكن نظراً لوجودهم هناك، فنحن نجري حواراً معهم حول ما يسمى بعدم التضارب، والذي نحقق خلاله الامتثال لقواعد معينة".
وأشار سيرغي لافروف إلى أن روسيا متشددة بشأن عدم جواز "استخدام القوة ضد المواقع والمنشآت التابعة للدولة السورية"، منوهاً بأنه تم تبنّي وبالإجماع قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254)، الذي يفرض احترام سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامتها ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي.
إلى ذلك صرّح وزير الخارجية الروسي بأن "ما تفعله الولايات المتحدة في سوريا، بالطبع، هو انتهاك صارخ لهذا القرار". كما أن الانتهاك الجسيم لهذا القرار هو نهج الولايات المتحدة في تقويض سبل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الجمهورية العربية السورية بواسطة جميع وسائل الابتزاز والإنذارات الممكنة"، لافتاً إلى أن القرار المُشار إليه يطالب بتقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري، وإلى أن "الولايات المتحدة تفعل كل شيء لمنع حدوث ذلك".
كا قال سيرغي لافروف: "لقد أعلنوا عن أشد العقوبات، ما يُسمّى بقانون قيصر سيء السمعة"، واستشهد الوزير الروسي، على سبيل مثال آخر، بوضع عراقيل أمام المشاركة في مؤتمر حول عودة اللاجئين، والذي عقد في نوفمبر الماضي في العاصمة دمشق، بما في ذلك المنظمات الدولية.
وقال "ولكن شاركت فيه نحو 20 دولة بينها 5 دول عربية تبيّن أنها لا تخشى الهيمنة الأمريكية".
وفي الوقت نفسه، أشار وزير الخارجية الروسية إلى أن الولايات المتحدة، التي تمنع الجميع من إرسال حتى المساعدات الإنسانية إلى سوريا، "احتلت مناطق واسعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، واستغلت بلا رحمة المشتقّات النفطية السورية، ونهبت الثروات السورية، ودعمت بالعائدات من يدورون في فلكها، بمن في ذلك الانفصاليين الأكراد، ويعملون على تثبيط الأكراد عن إجراء الحوار مع دمشق كما يشجعون على المشاعر الانفصالية".
هذا وشدّد سيرغي لافروف على أن "هذا بالطبع يسبب مشاكل كبيرة في تركيا كما تعلمون. لكن الأهم أن هذا يحدث على أراضي الجمهورية العربية السورية، حيث لم يدع أحد الأمريكيين وحلفائهم الغربيين".
العلاقات بين إسرائيل وسوريا
وفي سياق متصل، صرّح سيرغي لافروف بأن روسيا تدعو إسرائيل إلى تقديم أدلة على وجود تهديد لها من قبل سوريا.
وأضاف: "إذا اضطرت إسرائيل، كما يقولون، للرد على التهديدات لأمنها الإسرائيلي التي تنطلق من الأراضي السورية، فقد أخبرنا زملائنا الإسرائيليين عدة مرات: إذا رأيتم مثل هذه التهديدات، يُرجى تزويدنا بالمعلومات المناسبة. نحن - روسيا لا نريد مطلقاً استخدام الاراضي السورية ضد إسرائيل، أو استخدام الأراضي السورية كما يشاء كثيرون ساحة للمواجهة الإيرانية الإسرائيلية".
وشدّد لافروف على أن موسكو مستعدة لاتخاذ جميع الإجراءات من أجل القضاء على التهديدات لأمن إسرائيل من الأراضي السورية، إن وجدت. وقال "حتى الآن، لم نتلق إجابة محدّدة على مثل هذا النداء، لكننا نواصل الإصرار".
وأضاف وزير الخارجية أن روسيا متشددة بشأن ضرورة الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي الخاص بلبنان، الذي انتهكه الإسرائيليون، والذين يستخدمون الأجواء السورية لضرب أهداف لبنانية، مشدداً على أن "هذه قضية خطيرة في علاقتنا".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس