Ru En

لافروف: روسيا وأرمينيا حددتا خطوات لحل قضية تبادل الأسرى بين باكو ويريفان

٠٧ ديسمبر ٢٠٢٠

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على اهتمام موسكو بإيجاد حل سريع للقضايا الإنسانية في ناغورني قره باغ، مع تحديد عدد من الخطوات في يريفان في هذا الاتجاه.

 

وصرح وزير الخارجية الروسي بذلك، اليوم الاثنين 7 ديسمبر/كانون الأول 2020، بعد محادثات مع وزير الخارجية الأرمني آرا أيفازيان.

 

 

كما قال الوزير الروسي: "نحن راضون عن الالتزام الفعلي بالهدنة على الأرض، منذ ما يقارب شهر من الآن، وعودة النازحين تتم"، مشيراً إلى أن "هناك تقدم في مسألة تبادل جثث القتلى والسجناء وفي عمليات البحث عن المفقودين". وبيّن أنه "وعلى الرغم من ذلك، لاحظنا اليوم، الاهتمام برؤية حل هذه القضايا الإنسانية الحادة في أقرب وقت ممكن، واليوم حدّدنا عدد من الخطوات في هذا الاتجاه".

 

وتقترح موسكو إشراك دول أخرى، ولا سيما أرمينيا وأذربيجان، في عمل مركز الاستجابة الإنسانية في ناغورني قره باغ.

 

وصرح وزير الخارجية الروسي في المؤتمر الصحفي عقب محادثاته مع نظيره الأرمني آرا أيفازيان، قال فيه: "تحدثنا أيضا عن قضايا تتعلق بإنشاء مركز استجابة إنسانية. هذه هي مبادرة الرئيس (روسيا الاتحادية فلاديمير) بوتين. واقترحنا جعل هذا المركز دوليا بمشاركة أرمينيا وأذربيجان.

 

إلى ذلك لفت الوزير لافروف إلى أنه في الظرف الراهن تتم مناقشة القضايا العملية لمثل هذه المبادرة، وسوف تشارك العديد من الوزارات والإدارات الروسية في تنفيذها، مضيفاً أن "العملية أصبحت مستقرة الآن، وبدأ الناس يكتسبون المزيد من الثقة في ما يحدث، وسنعزز هذه الحالة بكل طريقة ممكنة، وسيتم تسهيل ذلك من خلال المفاوضات الجارية حول تحويل مركز الاستجابة الإنسانية إلى مركز دولي بمشاركة كل من أرمينيا وأذربيجان. وأضاف أن "الهياكل ذات الصلة تناقش الآن الوثائق ذات الصلة".

 

كما ذكر سيرغي لافروف أن "الإجراءات المنصوص عليها في البيان الثلاثي بشأن تسوية ناغورني قره باغ بدأت تدخل حيّز التنفيذ بأكبر قدر ممكن من الكفاءة"، لافتاً الانتباه إلى عمل الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الذين وافقوا على المبادئ الأساسية للتسوية، التي شكلت أساس بيان 9 نوفمبر.

 

وأوضح الوزير أنه يتحدث تحديداً بشأن  "نقل المناطق الخمس ومن ثم المنطقتين إلى سيطرة أذربيجان، وأعني أيضا نشر قوات حفظ السلام لضمان الأمن في المنطقة، وإنشاء ممر لاتشين بين قره باغ وأرمينيا، وفتح جميع روابط النقل والاتصالات الاقتصادية". "كل هذا منصوص عليه في البيان، كل هذا بدأ يتم تنفيذه بأكبر قدر ممكن من الكفاءة".

 

 

ترحيب بخطوات باكو ويريفان من أجل حل الوضع

 

إلى ذلك صرّح سيرغي لافروف بأن موسكو سترحب بأي خطوات من جانب باكو ويريفان تهدف إلى حل الوضع في ناغورني قره باغ، لكن يتعين عليهما تحديد توقيت الاتصالات على أعلى مستوى بأنفسهم، منوّهاً بأن ضمان استقرار منطقة ناغورني قره باغ هو "إقامة حياة في هذه المنطقة تلبي مصالح جميع المجموعات القومية والعرقية".

 

كما شدّد لافروف: "سنرحب بأي خطوات تكون الأطراف على استعداد لاتخاذها في هذا الاتجاه، ونشجعهم على القيام بذلك. لقد تمت الإشارة إلى وجود اتصالات محتملة على أعلى مستوى "عندما يحدث ذلك، يعود القرار بالطبع لزملائنا الأذربيجانيين والأرمن".

 

وقال لافروف إن بعثة تقييم تابعة للأمم المتحدة بشأن الوضع في ناغورني قره باغ، والتي ستضم ممثلين عن الوكالات المتخصصة وبرامج المنظمة العالمية، ستغادر إلى المنطقة في منتصف ديسمبر الجاري، موضحاً أن عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر هناك (في قرع باغ) مستمر منذ فترة طويلة، لكن منظمات الأمم المتحدة، رغم وجودها في أرمينيا وأذربيجان، لكنها لم تكن في قره باغ.

 

كما صرّح بأن الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) يعمل حالياً على إعداد بعثة تقييم، والتي ستضم وكالات متخصصة وبرامج تابعة لمنظومة الأمم المتحدة، ويتوقعون إرسالها إلى هناك في وقت ما في منتصف ديسمبر الجاري.

 

وأضاف: نود أن تركز هذه البعثات بشكل ملموس قدر الإمكان على تقديم مساعدة موضوعية محدّدة في جميع تلك المجالات التي أصبحت الآن الأكثر إلحاحاً والأكثر حدة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون الآن في قره باغ".

 

 

الحفاظ على المواقع الدينية له أهمية خاصة

 

هذا أشار رئيس السلك الدبلوماسي الروسي إلى أنه ينبغي للرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن المناطق السكنية في ناغورني قره باغ (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا) أن يولوا اهتماما خاصا بالحفاظ على التراث الثقافي والديني في قره باغ، مشيراً إلى أنه "من المقرر تخصيص موارد إضافية للـ يونسكو لهذا الغرض، كما سترسل المنظمة بعثة المراقبة الخاصة بها إلى المنطقة".

 

في الشأن ذاته خلص سيرغي لافروف إلى الأهمية الخاصة للحفاظ على التراث الثقافي والمواقع الدينية وحمايتها، معرباً عن اعتقاده بأنه "يمكن لفرنسا، بصفتها الدولة المضيفة لمقر الـ يونسكو، أن تلعب دوراَ خاصاَ هنا، وأعتقد أن الجانب الأمريكي يمكنه أيضا المساهمة بنشاط هنا".

 

وفي سياق متصل، قبل لافروف دعوة نظيره الأرمني لزيارة يريفان إذ قال عقب المحادثات مع أيفازيان: "لقد دعاني آرا غينريفيتش لزيارة يريفان مرة أخرى. سأحضر بكل سرور. سوف نتفق على الشروط المكلمة لذلك".

 

كما صرح وزير الخارجية الروسي أن لقاء اليوم مع نظيره الأرمني كان حافلاً ومفيداً للغاية. وفي المرة السابقة زار لافروف يريفان في 21 نوفمبر الماضي في إطار رحلة الوفد الروسي المشترك إلى أرمينيا وأذربيجان.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس