أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة الارتقاء بالعمل من أجل ضمان أمن بلدان "دول رابطة الدول المستقلة" إلى مستوى جديد، وذلك على خلفية تفاقم الوضع في أفغانستان، وتزايد النشاط البيولوجي -العسكري للدول الغربية في مرحلة ما بعد فضاء الاتحاد السوفيتي والتحديات الأخرى.
وجاء ذلك في رسالة عبر الفيديو وجّهها وزير الخارجية الروسي بمناسبة الذكرى الـ 30 لتأسيس "رابطة الدول المستقلة"، والتي تم نشرها على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2021.
وبحسب وزير الخارجية لافروف، فإنه "على خلفية حالة عدم الاستقرار الدولي، وزيادة التوتر على الحدود الخارجية لرابطة الدول المستقلة، ينبغي أن يظل تركيز الاهتمام المُستمر لأعضاء الرابطة على قضايا ضمان الأمن في مختلف الأبعاد، ومكافحة الجريمة العابرة للوطنية والاتجار بالمخدرات".
وأشار لافروف إلى أن "تفاقم الوضع في أفغانستان، وتزايد النشاط البيولوجي العسكري للدول الغربية في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، والتحديات الأخرى تُملي الحاجة إلى الارتقاء بهذا العمل إلى مستوى جديد، سواء في إطار رابطة الدول المستقلة أو من خلال مزامنة جهودها مع منظمة (معاهدة الأمن الجماعي) ومنظمة (شنغهاي للتعاون) والمجموعات الأخرى المشتركة بين الدول في منطقة أوراسيا".
كما ولفت لافروف الانتباه إلى أن "نطاق الأنشطة العملية لرابطة الدول المستقلة يتوسع كل عام، ويتم إتقان مجالات جديدة للتعاون المتبادل المنفعة".
إلى ذلك وفي حالة حدوث الجائحة، نظّم أعضاء الرابطة على الفور العمل من أجل مواجهة انتشار فيروس كورونا وتبادل المعلومات، وأقاموا حوارا للتغلب على العواقب الاجتماعية والاقتصادية للوباء. وفي عام 2021، اعتمد الطرفان كذلك وثائق مشتركة بشأن ضمان الأمن البيولوجي، وتطوير التعاون في مجال الهجرة، وتعزيز القانون الدولي.
وأضاف وزير الخارجية في رسالته عبر الفيديو: "من المُهم مواصلة هذه الممارسة المجزية، إن مجال رؤيتنا هو القضايا البيئية وقضايا تغيّر المناخ وتخضير الاقتصاد، من المُهم أن يسهم التغيير في ميزان الطاقة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة لبلدان رابطة الدول المستقلة وتعزيز أمن الطاقة لديها. وعلى الساحة الدولية نحن نعارض تسيّيس قضايا المناخ ومحاولات استخدامها كأداة للمنافسة غير العادلة".
وفي سياق آخر، أكد رئيس الدبلوماسية الروسية أن الجانب الروسي يقدّر "الدعم الثابت من دول رابطة الدول المستقلة في محاربة تمجيد النازية وتزوير التاريخ". وقال: "نحن معاً ندافع عن حقيقة الحرب الوطنية العظمى، ومن أجل النصر الذي دفع فيه آباؤنا وأجدادنا ثمنا باهظا. وسنواصل إيلاء الاهتمام الوثيق لهذا الموضوع".
هذا وتطرق لافروف إلى آفاق تطوير التعاون الإنساني في إطار رابطة الدول المستقلة.
واستدرك قائلا: "يجري تنفيذ برنامج العواصم الثقافية لرابطة الدول المستقلة، وتقام الأنشطة تحت رعاية الصندوق المشترك بين الدول للتعاون الإنساني".
وفي رسالته أيضاً بمناسبة الذكرى الـ 30 لتأسيس "رابطة الدول المستقلة"، أكد الوزير للشركاء في الرابطة أنه بالنسبة لروسيا فإن "بناء علاقات ودّية ومتساوية وشريكة حقيقية" داخل الرابطة يبقى "أولوية غير مشروطة في السياسة الخارجية، وكان هذا العام الذي يشارف على الانتهاء مثمراً، وعُقدت اجتماعات لجميع الهيئات التشريعية في الرابطة، بما في ذلك اجتماعات رؤساء الدول والحكومات. وتم اتخاذ قرارات مهمة لزيادة تعميق التعاون. هذا هو إلى حد كبير ميّزة أصدقائنا البيلاروسيين الذين يترأسون الآن المنظمة".
واختتم وزير الخارجية الروسية كلمته بقوله: "أنا على ثقة من أن ديناميات الاتصالات ستبقى على نفس المستوى الرفيع خلال رئاسة كازاخستان في العام المقبل".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس