قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الغرب سيستمر في فرض عقوبات على روسيا، مشيراً إلى أن "البلاد اعتادت على ذلك".
وأضاف وزير الخارجية الروسي "إن ضغط العقوبات سيستمر. إنهم (الغرب) يهدّدون الآن بموجة خامسة من العقوبات، ربما بعد ذلك ستكون هناك موجة أخرى، لكننا اعتدنا عليها"، وذلك في مقابلة مع قناة RT الروسية اليوم الجمعة 18 مارس/آذار 2022.
وبحسب سيرغي لافروف فإن "الموجة الأخيرة من العقوبات غير مسبوقة، وكما قال الرئيس (روسيا فلاديمير) بوتين، نحن البطل من حيث عدد العقوبات التي تم فرضها على روسيا الاتحادية. أكثر من 5 آلاف مقياس فردي، وهذا يعادل ضعف عدد العقوبات المفروضة على كوريا الديمقراطية وإيران"، منوّهاً بأنه "يجب القول إن العقوبات لطالما قوّتنا فقط".
درس للتاريخ
وبحسب وزير الخارجية فقد تعلمت روسيا درساً تاريخياً، والآن تم تدمير الوهم القائل بأنها تستطيع الاعتماد على الشركاء الغربيين تماما.
وبيّن في هذا الجانب: "أعتقد أن الوهم بأننا نستطيع الاعتماد على شركاء غربيين قد تم تدميره بالكامل الآن. الآن يمكننا الاعتماد فقط على أنفسنا، وعلى هؤلاء الحلفاء الذين سيبقون بجانبنا"، مشدداً على أن "هذا هو الاستنتاج الرئيس لروسيا في سياق الجغرافيا السياسية".
وقال وزير الخارجية الروسية: "بعد عام 2014 اكتسبت البلاد خبرة سمحت لها بالاعتماد على قوتها"، مشيراً إلى أن روسيا ستتحمل ضغوط العقوبات من الغرب، والاقتصاد يتكيّف مع الظروف الجديدة.
كما قال: "بالعودة إلى موضوع العقوبات: سننجو. الإجراءات التي يطورها رئيس (روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين)، الحكومة، يتم الإعلان عنها تدريجياً، وهذه ليست سوى البداية لتعديل مسارنا الاقتصادي للتكيف مع الظروف الجديدة". وأضاف لافروف أن روسيا لا ترفض التعاون مع الغرب، لكنها لا تعتبره شريكاً موثوقا به... "نحن لا نغلق الباب أمام الغرب، إنهم يغلقون الباب في وجهنا".
واستدرك قائلا: "عندما يعودون إلى رشدهم، وعندما يفتح هذا الباب مرة أخرى، سننظر في مشاريع التعاون المقترحة، لكننا سننظر إليهم مع وضع شيء واحد في الاعتبار: سنتعاون معهم، ونتذكر جيداً أنّنا لا نستطيع التفكير بأنهم حلفاء موثوق بهم على المدى الطويل"، وإن أشار أن موسكو لا تزال مستعدة للتعاون مع من سيعمل على أساس الاحترام المتبادل، وهذا ينطبق على دول الشرق.
واسترسل وزير الخارجية الروسي بالقول إنه: "كما هو الحال دائماً، نحن منفتحون على التعاون مع كل من هو مستعد للقيام بذلك على أساس المساواة، وعلى أساس الاحترام المتبادل، والبحث عن توازن المصالح. والدول الواقعة في الشرق، إلى الشرق من روسيا، هي أكثر استعداداً للعمل وفقاً لهذه المبادئ، ونحن، بلا شك، سنرد بالمثل لمصلحتنا، لصالح زملائنا".
جاءت تصريحات الوزير الروسي سيرغي لافروف على خلفية تتابع الأحداث المتعلقة بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تاريخ 24 فبراير/شباط الماضي - 2022، عن بدء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، وذلك استجابة لطلب من رئيسي جمهوريتي دونيتسك ودونباس للمساعدة.
وأكد الرئيس بوتين منذ انطلاق العملية العسكرية على أن "خطط موسكو لا تشمل احتلال الأراضي الأوكرانية".
وفي أعقاب ذلك، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وعدد من الدول الأخرى عن فرض عقوبات على الأفراد والكيانات القانونية الروسية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Creative Commons
المصدر: تاس