أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن كل من أذربيجان وأرمينيا تحتاجان إلى تخفيف حدة الخطاب تجاه بعضهما البعض بشكل كبير من أجل التوصل إلى تسوية سلمية نهائية.
وصرّح وزير الخارجية الروسي بذلك اليوم الثلاثاء 31 أغسطس/آب 2021، في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع وزير الخارجية الأرمني أرارات ميرزويان.
وأشار لافروف إلى أنه "بالطبع، نحن بحاجة إلى تخفيف حدة الخطاب على الجانبين بشكل جدي وملحوظ، وهذا سيخلق هذا ظروفا لإقامة تسوية نهائية كاملة، وليس عندي شك في ذلك".
ولفت وزير الخارجية الروسي الانتباه إلى أهمية عمل مجموعة العمل الثلاثية حول إقليم قره باغ من أجل إعادة الثقة بين الطرفين.
وأضاف: "الآن أنطلق من حقيقة أننا لا نتحدث عن استئناف العملية، نحن نتحدث عن تنفيذ ما تم توقيعه بالفعل، وقبل كل شيء عن الحاجة إلى ضمان الأمن الموثوق به، وبالطبع البدء في استعادة الثقة. وهنا، تلعب مجموعة العمل الثلاثية على مستوى نواب رؤساء الوزراء دورا خاصا بشأن فك الحظر على طرق مواصلات النقل والعلاقات الاقتصادية".
وقال الوزير "إن هذا إجراء مهم للغاية سيسمح للطرفين باتخاذ موقف بناء بصورة أكبر تجاه ما يحدث".
وأضاف أن موسكو تعتبر أنه من المهم بشكل أساسي تشجيع العلاقات الإنسانية بين أرمينيا وأذربيجان على كافة المستويات. وفي ما يتعلق بما إذا كان أي اجتماع مخطط بين الطرفين، اقترح لافروف إعادة توجيه السؤال إلى باكو ويريفان.
إلى ذلك، أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن موسكو ويريفان اتفقتا على عدم تخفيف اهتمامهم بالجهود الرامية إلى القضاء على المضايقات المتبادلة في العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان.
وقال لافروف إنه خلال المحادثات مع الجانب الأرمني، ناقشا بالتفصيل تنفيذ الاتفاقات الثلاثية لقادة روسيا الاتحادية وأرمينيا وأذربيجان الموقعة بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، والتي جعلت من الممكن وقف الصراع في ناغورني قره باغ.
وقال الوزير الروسي: "اتفقنا على عدم إضعاف الاهتمام بالجهود الرامية إلى القضاء على مسببات الإزعاج المتبادلة في العلاقات بين يريفان وباكو، بما في ذلك الحل النهائي لمسألة إطلاق سراح الأسرى الأرمن، وأيضا تسليم خرائط حقول الألغام، وأكدنا من جديد أهمية الأنشطة الأخرى التي يقوم بها الرؤساء المشاركون لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
الإفراج عن أسرى الحرب
وفي سياق متصل أكد لافروف أن روسيا تدعو الجانب الأذربيجاني إلى إطلاق سراح جميع أسرى الحرب الأرمن من دون أي شروط.
وأضاف في هذا الجانب: نحن نرسل هذه الإشارة (لتبادل الجميع مقابل الجميع) إلى زملائنا الأذربيجانيين، وندعوهم إلى إطلاق سراح الجميع من دون أي شروط".
وبحسب الوزير، فإن مثل هذه التصرفات من الجانب الأذربيجاني "ستصبح مقياساً رمزيا للثقة التي يفتقر إليها الآن"، وأضاف "بالطبع ستكون بمثابة خطوة إنسانية مهمة".
وقال: "لذلك، سنواصل الحديث من هذه المواقف، ولكن، بالطبع، القرار النهائي ما زال لا يتوقف علينا".
ومع ذلك، بحسب ما أشار إليه سيرغي لافروف، فإن موقف موسكو هذا يتم تنفيذه بشكل منهجي في إطار الاتصالات الثنائية مع باكو، بما في ذلك على أعلى المستويات.
وتابع وزير الخارجية الروسي: "أي إجراءات لبناء الثقة - ليس هذا فقط، ولكن أيضا الإجراء المقابل الذي نفذته أرمينيا، وتسليم خرائط حقول الألغام، دعمناه بنشاط، ونعتقد أنه حتى الآن من المُمكن اتباع هذه الخطوات المقابلة، وليس بالضرورة ربط إحداها بالأخرى، ولكن ببساطة بحسن النية، من أجل اتخاذ خطوة نحو الشريك، والجار، الذي لا يزال يتعين عليكم العيش معه على نفس الأرض واستنشاق نفس الهواء، وسنبذل قصارى جهدنا للمساهمة في ذلك".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس