أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه يجب تسمية مبعوث خاص للأمم المتحدة من أجل التسوية في ليبيا وبشكل عاجل، مشيراً إلى أن موسكو تنتظر المقترحات المناسبة من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش حول هذا الشأن.
وأعلن الوزير لافروف ذلك، اليوم الثلاثاء، الموافق 29 ديسمبر/كانون الأول 2020، مضيفاً أنه "من الأهمية بمكان ومن أجل تكثيف هذا العمل أن يقوم الأمين العام (للأمم المتحدة) بقطع، وفي أسرع وقت ممكن، هذا التوقف المُطول، عندما ظل منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا شاغرا منذ مارس/آذار من العام الماضي".
واعتبر الوزير الروسي أن "هذا الوضع غير مقبول،. لقد دعونا الأمين العام مباشرة، وأكرر هذه الدعوة الآن: من الضروري بشكل عاجل تعيين مبعوث خاص للتسوية الليبية. وننتظر المقترحات المناسبة من أنطونيو غوتيريش".
وبيّن أن جميع اللاعبين الخارجيين متفقون على دعم الدور التنسيقي للأمم المتحدة في التسوية الليبية، وأن روسيا تعمل بنشاط على تعزيز هذا الموقف، مشيراً إلى أن الوضع في ليبيا استقر بعد حوادث انتهاك وقف إطلاق النار في جنوبي البلاد، وأن أطراف النزاع يلتزمون عموماً بالاتفاقات المتعلقة بهذه القضية.
وقال: "في الواقع، الوضع خطير للغاية. لقد وقعت بعض الحوادث التي تم فيها انتهاك لوقف إطلاق النار منذ وقت ليس ببعيد في الجنوب (الليبي). إلا أنه منذ ذلك الحين، فقد استقر الوضع بشكل عام، ويتم هناك احترام معظم اتفاقيات وقف إطلاق النار التي تمت في الصيف".
إلى ذلك شدّد الوزير الروسي على ضرورة تعزيز ذلك بكل وسيلة ممكنة، وعلى أنه يجب القيام بكل شيء لتوطيد هذا الاتفاق، بما في ذلك من خلال دعم اللجنة العسكرية "5+5" التي شكلتها الأطراف.
وبحسب الوزير سيرغي لافروف، فإن موسكو، ومنذ بداية الصراع، حافظت على الاتصالات مع كافة الأطراف المتحاربة دون استثناء، بينما تعتزم روسيا وتركيا الاستمرار في المساهمة في عملية التفاوض الشاملة، والتي "يجب أن تنتهي بتسوية عادلة".
وأضاف: "أكثر من مرة، على هذا الطريق الصعب، لعب بلدانا دوراً إيجابياً وبناءًَ في هذا المسار. نحن - روسيا وتركيا - ملتزمان بالسير على هذا الطريق".
وضرب مثالاً على ذلك، يتمثل بالجهود المشتركة لموسكو وأنقرة، والتي بفضلها كان من الممكن عقد عدة اجتماعات بمشاركة الأطراف المتحاربة في ليبيا، وكانت نتيجة هذه المفاوضات تنظيم "مؤتمر برلين" للسلام، واعتماد قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
الجدير بالذكر أنه كانت هناك خلافات كبيرة في مجلس الأمن الدولي بشأن تعيين خليفة للمبعوث الأممي الخاص السابق إلى ليبيا، غسان سلامة، بعد استقالته في مارس الماضي، لتتولى مهامه ستيفاني ويليامز، نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وبتاريخ سبتمبر/ أيلول 2020، قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة استبدال منصب "الممثل الخاص للأمم المتحدة" في ليبيا بمنصب "المبعوث الخاص للأمين العام".
ورشح غوتيريش في نوفمبر لهذا المنصب الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف، الذي يشغل منصب منسق التسوية في الشرق الأوسط، وهو ترشيح يناسب جميع أعضاء مجلس الأمن الـ 15، ولكن بعض تلك الدول طالب بإيجاد بديل على مسار التسوية الفلسطينية الإسرائيلية قبل تعيينه.
هذا وتوالت الأحدث ليعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أن نيكولاي ملادينوف قد رفض تولي منصب المبعوث الخاص للأمين العام إلى ليبيا لأسباب شخصية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Janine Schmitz/photothek.net/ТАСС
المصدر: تاس